ماذا لو عقدت الإدارة الأميركية التنفيذية والتشريعية بمجلسي الكونغرس والنواب اجتماعات مغلقة دعا إليها كبار السياسيين وقادة الرأي والمفكرون وكبار الدبلوماسيين، وكان موضوع البحث الأساسي منطقة الشرق الأوسط ودوله ومشاكله والصراع الدامي الذي يدور فيه؟

Ad

 فعلى مدى عقود من السنين أدت إلى تعرض أميركا لأعمال إرهابية راح ضحيتها العشرات من الأميركيين، إضافة إلى الصداع الدائم الذي تسببه تلك المنطقة ودولها، والهجوم الحاد الذي لا يتوقف من أجهزة الإعلام بكل أنواعها والخبراء الاستراتيجيين والمفكرين وكتاب الرأي العرب، والذي ينصب في مجمله على أن أميركا هي السبب في كل المشاكل التي تواجه المنطقة، فهي لم تتدخل لإزاحة بشار الأسد من حكم سورية، وتخاذلت في دعم الجيش الحر، ولم تقض على "داعش" و"النصرة" و"القاعدة" وحزب الله وغيرها.

كما تقاعست أميركا في محاربة الحوثيين في اليمن، ولم تتدخل في ليبيا لإنهاء صراع المصالح الدائر بين الفصائل الليبية، أما دورها في العراق ففشلت فيه، فقد أنهت الحكم الدكتاتوري وخلصت العراق وأهله منه، وأقامت نظاما ديمقراطيا وقع فريسة الإرهاب والفساد، أما في السودان فقد تركت الصراع والقتال يحتدم وما زال مستمرا بين دولة الشمال ودولة الجنوب، أما في مصر المحروسة فقد حاولت إقامة نظام حكم إسلامي بواسطة الإخوان المسلمين لكنها فشلت "كالعادة "، وقائمة طويلة من "الفشل الأميركي" في المنطقة.

 وبناء عليه وبعد أسبوعين من الدراسة والتحليل وطرح الكثير من الآراء، تم اتخاذ قرارات على جانب كبير من الأهمية، فقد أعلن الرئيس الأميركي "باسم الأمة" أن الولايات المتحدة الأميركية قد قررت الانسحاب الكامل والناجز من منطقة الشرق الأوسط، وذلك خلال "عام من الآن"، وعليه فإنه سيتم إغلاق جميع القواعد العسكرية الأميركية وسحب الأساطيل والطائرات والقوات والمواطنين الأميركيين ومنع الهجرة العربية لأميركا، وسحب الشركات الأميركية من المنطقة العربية، وإعادة توطينها في مناطق أخرى من العالم، مثل الصين والهند والشرق الأقصى وأميركا الجنوبية، وإفريقيا والكثير من المناطق في شتى أنحاء العالم.

 وبناء على ذلك ستختفي كل مظاهر الوجود الأميركي من العالم العربي، بما فيها المشروبات الغازية مثل البيبسي كولا، والوجبات السريعة مثل الكنتاكي وماكدونالدز، والاستعاضة عنها بالأكلات العربية الوطنية، وكذلك إيقاف الأفلام والمسلسلات الأميركية، والسيارات الفاخرة، وتوقف شركات الطيران العربية، وذلك نظرا لعدم وجود قطع غيار لما تملك من طائرات، وعدم الاكتفاء بذلك، بل يتعداه إلى قيام أميركا بممارسة الضغط على حلفائها لاتخاذ مواقف مشابهة. وعليه فإن دول المنطقة بكاملها ستكون بعهدة الأمة العربية الواحدة لتحل مشاكلها بنفسها بعيدا عن التدخل السافر للولايات المتحدة الأميركية التي لا تهتم إلا بمصالحها ومصالح مواطنيها، ولكن لو تم تنفيذ هذا القرار فماذا سيحدث في المنطقة؟ وإلى أين ستسير الأحداث؟ وهل سينتهي الصراع الطائفي في العراق وتستقر الأوضاع في سورية، ويسود السلام ليبيا، وتتوحد الأطراف في اليمن، ويحل التفاهم بدل الصراع بين دولتي السودان، وينطلق قطار التنمية في مصر، ويتم قيام الاتحاد بين دول الخليج على غرار الاتحاد الأوروبي؟

 وقبل ذلك وبعده هل سيبقى الشرق الأوسط على وضعه الحالي، ونترك العنان للخيال لتصور إلى أين ستسير المنطقة؟

 حفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

الضرب في الميت حرام

تناقلت وكالات الأنباء أن الحكومة الليبية المعترف بها قد تقدمت بطلب إلى "الجامعة العربية" لمساعدتها في مواجهة الأطراف الليبية الأخرى، والعمل على استتباب الأمن والسلام في ليبيا، وقد تم بالفعل عقد الاجتماعات العربية في كنف الجامعة العربية، ولكن كالعادة كانت الخلافات هي السائدة، وانفضت الاجتماعات قبل أن يحدث تشابك بالأيدي، ونقول دعوا الجامعة العربية وشأنها فالضرب في الميت حرام.