أحمد عبد الله: أضمن نجاح «الليلة الكبيرة» تجارياً
تابع المؤلف أحمد عبد الله أخيراً إطلاق العرض الأول لفيلمه {الليلة الكبيرة}، ورغم عدم فوزه بأي جوائز خلال مشاركته في المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، فإنه يعتز بتلك المشاركة، ويرى أن لا تباين بين هذا العرض وطرحه تجارياً قريباً. حول قصة الفيلم، وتعاونه مع صانعيه، ومشروعاته الجديدة كان لنا معه هذا اللقاء:
كيف وجدت مشاركة {الليلة الكبيرة} في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي؟
سعدت بها كثيراً، إذ لم تخطر في بالي أثناء كتابتي القصة، ثم شروع صانعيه في تنفيذه بأنه سيكون ضمن أفلام الدورة 37 من المهرجان، ولا أخفي أنني تمنيت لو أنه يفوز بأية جائزة، ليس لي وإنما للديكور أو الإنتاج أو الإخراج أو التمثيل، لأننا بذلنا فيه مجهوداً كبيراً. لكن عموماً المشاركة تشرفني وتشرف طاقم العمل.في رأيك ما كان يميز الفيلم ليفوز بجائزة في المهرجان؟موضوع الصراع بين السلفيين والصوفيين، وطريقة استعراضه، فهو يعبر عن الصراع الأبدي الموجود بين الطرفين من خلال مجموعة من الشخصيات تجسده، وتحاول إيصال شكله إلى المشاهد بطريقة بسيطة وعن تفاصيل حياتية نعيشها، وهو موضوع لم يتم تناوله بهذا الأسلوب سابقاً.في رأيك، لماذا لم يفز الفيلم بجائزة في المهرجان؟كل شيء نصيب، ولكنني أرى أن موضوع {الليلة الكبيرة} الغريب قليلا عن لجنة التحكيم ربما كان سبباً دفعهم إلى هذا القرار. في النهاية، العرض لم يكن ضد العمل السينمائي، بل أجد أن مشاركته في المهرجان لن تؤثر على الترويج له.بعد خسارته ما توقعاتك لعرضه جماهيرياً؟شخصياً، أضمن نجاح الفيلم تجارياً، وأتوقع أن المشاهدين سيحبونه ويتعلقون بشخصياته المتعددة لأنها ترتبط بواقع نعيشه.ألم يصبك قلق من الهجوم الذي قد تتعرض له عند عرض الفيلم؟لا أعتقد أن الصوفيين قد يغضبون ولا السلفيين. المجموعة التي قد تغضب هي تلك التي تعمل في الموالد وتتعامل معها على أنها مصدر رزق، فالعمل يظهرها بشخصياتها الحقيقية والتي غالباً ما تكون غير جيدة سلوكياً.ماذا يثير ضيق أهل الموالد؟لأن {الليلة الكبيرة} يكشف ما يحدث في الموالد من وكر للملذات والسرقات وغيرها من أمور غير مقبولة، ويمكنني القول بأن هذا العمل السينمائي يقدم90 % من حقيقة ما يحدث في الموالد.ألا تخشى غضب المنتقبات من النموذج الذي جسدته آيتن عامر في الفيلم؟قد يرى البعض من هذه الفئة أن العمل يسيء إلى سمعته. بالتأكيد ثمة منتقبة محترمة، لكن في المقابل ثمة نماذج أخرى على العكس من ذلك، ونوضح في الفيلم كيف وصلت آيتن إلى هذه المرحلة، كذلك الحال بالنسبة إلى شخصية المنشد التي قدمها عمرو عبد الجليل واستعراض بعض سلوكياته.هذا يعني أنك لا تخشى أي هجوم؟ يمكنني القول إنني اعتدت الهجوم عليّ في أعمالي، لكن في المقابل يكون على كل فئة أن تفهم أننا لا نقصد التعميم في الحكم لأنه لكل قاعدة شواذ، كذلك أؤكد أنني لم أقصد الإساءة إلى أشخاص بعينهم.ماذا عن الإسقاطات السياسية التي تضمنها العمل؟تعمدت وجودها وجعلها تتخلل مشاهد الفيلم، مثل الإشارة إلى حضور الأجانب الموالد وجلسات الذكر كي يتأكدوا {أننا لسه بنفقر ولا نفكر}، والعبارة تحمل الكثير في داخلها.من المقصود في هذه العبارة؟كل المسؤولين سواء المحافظ أو السفارات المختلفة التي تحضر إلى مصر، تحديداً في توقيت هذه الموالد. ما السر وراء مجيئهم، هل للترديد وراء المنشد؟ لا بالطبع كي يتعرفوا إلى المرحلة التي وصلنا إليها في العقل والتفكير.المتابع لأعمالك سواء في السينما أو التلفزيون يجدك تهتم بفكرة تعرية المجتمع... لماذا تحرص على ذلك؟لأنني ابن الشارع المصري، ونشأت في منطقة شعبية، وهذا ما يجعلني باستمرار أسعى للحصول على حقوق الغلابة والفقراء وهؤلاء الذين ينتمون إلى نفس طبقتنا، وأحاول استعراض حياتهم ومشكلاتهم من الجانب الإنساني في أعمالي، وهذا واجبي نحوهم. وأعتقد أن هذا الشعور يصل إلى المشاهدين ويندمجون معه، ما يفسر أسباب نجاح أعمالي.هل كان لك دور في اختيار أبطال {الليلة الكبيرة}؟بالطبع، فقد شاركت مع المنتج أحمد السبكي والمخرج سامح عبد العزيز في هذه المهمة، وأجد أن المجموعة قدمت أدوارها بشكل متميز منهم وفاء عامر، عمرو عبد الجليل، زينة، أحمد وفيق، أحمد رزق، صفية العمري، آيتن عامر، وغيرهم من فنانين موهوبين.ما مشروعاتك الجديدة؟أستعد هذه الفترة لعمل سينمائي جديد يجمعني مجدداً مع أحمد السبكي وسامح عبد العزيز ويحمل عنوان {ليلة العيد}، وتدور حوادثه خلال يوم واحد أيضاً كما هي الحال في أفلام {الفرح}، {كباريه}، {الليلة الكبيرة}.هل ستستمر مع هذا الثنائي في أعمالك المقبلة؟المستقبل غير معلوم، لكنني في المقابل أشعر براحة كبيرة خلال تعاوني مع أحمد السبكي وسامح عبد العزيز، وبيننا نسبة من التلاقي والتفاهم تيسر من التنفيذ كما نأمل جميعاً، من دون مشكلات، وهذا يشير إلى استمرار التعاون، لكن في الوقت نفسه كل طرف يتعاون مع صانعين آخرين.هل تستثمرون نجاحكم في أعمال اليوم الواحد؟ليس استثماراً، بل أمر مرهق أن أكتب حوادث عدة وتكثيفها لاستعراضها في يوم واحد مع شخصيات متنوعة، مع عدم الإخلال بأي جانب لها، كذلك تسليط الضوء على كل منها ليصل الهدف منها..