قال نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش اليوم الجمعة إن تركيا -التي تستضيف أكبر عدد من اللاجئين في العالم- أنفقت 7.6 مليار دولار حتى الآن لرعاية 2.2 مليون لاجئ سوري فروا من الصراع هناك.

Ad

وفي ظل اشتراكها مع سوريا في حدود بطول 900 كيلومتر تجد تركيا نفسها في الخطوط الامامية في مواجهة أكبر أزمة لاجئين في العالم منذ الحرب العالمية الثانية. وتحظى أنقرة باشادة دولية لتبنيها "سياسة الباب المفتوح" تجاه الفارين من الحرب الأهلية السورية.

وتوقعت أنقرة في البداية عبور عشرات الآلاف الحدود وهو رقم أقل بكثير من الأعداد التي وصلت بالفعل مع تصاعد الصراع الذي بدأ عام 2011.

وأقامت تركيا مخيمات لاجئين جيدة التجهيز وسمحت في الاونة الاخيرة للاجئين بالاستفادة من الرعاية الصحية والتعليم. لكن خبراء يقولون انه يوجد حاليا نحو 300 ألف لاجئ فقط في المخيمات بينما تعيش الغالبية العظمى حياة محفوفة بالمخاطر في البلدات والمدن.

وفي غياب فرص عمل للاجئين واحتمال العثور على حياة أفضل في الاتحاد الاوروبي أصبحت تركيا نقطة انطلاق رئيسية لكثيرين يحاولون الوصول بطريقة غير مشروعة الى أوروبا.

وتقول المنظمة الدولية للهجرة ان 473887 سوريا ومهاجرا آخر عبروا البحر المتوسط هذا العام.

ولم يحدد نائب رئيس الوزراء التركي الفترة التي غطتها الارقام التي ذكرها عن التكاليف لكنها تشير الى ان تركيا أنفقت 0.9 في المئة من الناتج الاقتصادي السنوي في تعاملها مع الازمة وان نحو ثلاثة في المئة من سكانها الان هم لاجئون سوريون.

وتوجد مخاوف متزايدة من ان تصل البلاد الى نقطة لا تتحمل معها المزيد بينما يموت كثيرون وهم يحاولون الذهاب من تركيا إلى أوروبا.

وقال وزير خارجية لوكسمبورج جان أسلبورن في مؤتمر صحفي خلال زيارته إلى أنقرة اليوم الجمعة إن الاتحاد الأوروبي اقترح مجموعة إجراءات لمساعدة تركيا على تحمل العبء المالي للأزمة.

وأشار إلى أن تفاصيل الإجراءات في طور الإعداد وستناقش في اجتماع وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي يوم الثلاثاء القادم.

وأثارت صور الطفل الصغير الغريق الذي جرفته الامواج الى شاطئ تركي في وقت سابق هذا الشهر موجة عارمة من التعاطف العالمي وأثارت مناقشات صاخبة في أوروبا بشأن كيفية التعامل مع الازمة.

وفشلت الصور المروعة في ايقاف هذا المد حيث غرق 22 شخصا آخرين هذا الاسبوع.