باحثون يؤكدون: «الثقافة والصبر» ضروريان للمترجم العصري

نشر في 18-09-2015 | 00:01
آخر تحديث 18-09-2015 | 00:01
No Image Caption
أجمع عدد من الباحثين والمفكرين على ضرورة أن يتحلى المترجم بالثقافة والصبر، وأن تكون لديه أدوات تمكنه من قواعد اللغتين اللتين ينقل عنهما وإليهما، فضلا عن الإلمام بثقافتهما، والجرأة في اختيار الكتب التي قرر ترجمتها.
جاء ذلك خلال ندوة نظمها المجلس الأعلى للثقافة المصري أخيراً بحضور عدد من الباحثين، أبرزهم الدكتور محمد أبو الفضل بدران، الأمين العام للمجلس، والدكتور شكري مجاهد، رئيس المركز القومي للترجمة، وأستاذ الترجمة الدكتور شوقي جلال.
أكد أبو الفضل أن المترجم ينبغي أن يتحلى بالثقة والصبر، وأن يتمتع بالجرأة في اختيار الكتاب الذي يترجم عنه، وأن يكون على دراية بثقافة اللغة المترجَمة وطبائع المتحدثين بها وميولهم وعاداتهم، إلى جانب درايته بالثقافة السائدة في اللغة التي ينقل إليها حتى لا يقع في فخ نقل ما يتصادم مع الثقافة السائدة في مجتمعه.

كلام فضل جاء في ندوة حول التجرمة نظمها المجلس الأعلى للثقافة المصري. وأعلن أبو الفضل عن إطلاق الدورة التدريبية الأولى لتدريب الشباب على الترجمة بين العربية والصينية، ثم تحدث عن ضرورة التكامل وليس التنافس بين المؤسسات الثقافية في قطاعات وزارة الثقافة التي شهدت الكثير من الفعاليات الثقافية خلال الفترة القليلة الماضية منها احتفالية {نجيب محفوظ}، ومبادرة {الثقافة في مواجهة الإرهاب} بجميع محافظات مصر، مؤكداً أن الشباب هم أمل الأمة ومصدر الفخر والشعور بالكبرياء والنهضة.

من جانبه، أكد الدكتور شكري مجاهد، أن علاقة إعداد المترجم بإنشاء حركة الترجمة ترتبط بحاجات الوطن، مشيرا إلى أن أحد أهم عناصرها إعداد المترجم الجيد وتعهد المواهب في هذا المجال.

وذكر مجاهد أن وظيفة المجلس الأعلى للثقافة والمركز القومي للترجمة ليست إعداد المترجم من الصفر، بل تعهد أصحاب القدرات والمواهب في الترجمة ورعايتهم، عن طريق تصميم ورش عمل تتسم بالعملية والتخصص وذات منتج ملموس، مؤكداً أنه {بتكرار هذه الورش سنمتلك هذه المنهجية التي لها خطوات معينة وإجراءات ومادة علمية، وبذلك نكون كمنتجين للكتاب المترجم المنتقى الواعي المثقف المتخصص بعناية وموجه نحو حاجات الوطن}.

وقال: {إننا لا ننشئ مترجمين أفراداً كلٌّ يعمل لنفسه، بل ننتج فريق عمل يتولى كل فرد فيه مهام توكل إليه من القيمين على خطة الترجمة القومية، وبذلك يكون المترجمون في حالة تعاون لا تنافس، ومشاركة كاملة في حمل هم الوطن}.

أما الدكتور شوقي جلال، فأكد أن المترجم أصبح ضرورة ملحة لأي مجتمع، خصوصاً في ظل التطور التكنولوجي وثورة المعلومات على مستوى العالم، لافتاً إلى أن أي مجتمع يعتمد في تطوره على دعامتين أساسيتين هما المعرفة وأدوات الإنتاج، وأن المترجم هو أداة نقل المعارف وفقًا للرؤية المستقبلية وخطة تطوير أي مجتمع، وكذلك المساهمة في البناء الحضاري، ولهذا ينبغي أن يكون المترجم مثقفاً بثقافة متطورة وعصرية تواكب التطورات المجتمعية، {فالمترجم هو أكثر الأشخاص المهمومين بوطنه}.

back to top