مارس وزير المال اليوناني يانيس فاروفاكيس ضغوطاً على المستشارة الألمانية انغيلا ميركل معتبراً أنها "تقف أمام خيار حاسم الأثنين" في القمة الأوروبية الطارئة المخصصة للأزمة اليونانية، حيث مطلوب من أثينا أن تقدم اقتراحات جديدة للتوصل إلى اتفاق.

Ad

ويؤكد المسؤولون الأوروبيون أن الكرة الآن في ملعب أثينا، قبل الاجتماع الحاسم في بروكسل، لكن فاروفاكيس دعا من جهته المستشارة الألمانية إلى تحمل مسؤولياتها.

وكتب فاروفاكيس في مقال ينشر الأحد في صحيفة فرانكفورتر الغيميني تسايتونغ أن ميركل تستطيع "التوصل إلى اتفاق مشرف مع حكومة رفضت +برنامج الانقاذ+ وتتطلع إلى حل تفاوضي، أو الخضوع لصفارات الانذار التي تطلقها حكومتها والتي تشجعها على التخلي عن الحكومة اليونانية الوحيدة الوفية لمبادئها والتي يمكنها أن تقود الشعب اليوناني على طريق الإصلاح".

وتعتبر حكومة الكسيس تسيبراس أنها قدمت حتى الآن عدداً كبيراً من التنازلات وطرحت مجموعة متكاملة من المقترحات التي تجمع بين خفض الانفاق وارتفاع العائدات والاصلاحات البنيوية، لكن أحد المقربين من رئيس الوزراء لم يستبعد السبت إجراء مزيد من التعديلات بعد أسبوع على قيام المدخرين اليونانيين بتسريع سحوباتهم المصرفية.

ولمح وزير الدولة اليكوس فلامبوراريس السبت إلى أن اليونانيين يمكن أن يعدلوا عروضهم.

ورداً على سؤال لشبكة ميغا التلفزيونية، تحدث عن عدد كبير من الوسائل لتوفير مئات ملايين اليورو الإضافية، منها تسريع الغاء التقاعد المبكر الذي وافقت اليونان حتى الآن على مبدئه، وخفض سقف الضرائب على أرباح المؤسسات.

ولكن شيئاً لم يرشح عن نيات الكسيس تسيبراس، الذي فور عودته من روسيا، اجتمع بعد الظهر مع فريق التفاوض اليوناني، الذي يضم فاروفاكيس ونائب وزير الخارجية اقليدس تسكالوتوس.

وتمت الدعوة إلى مجلس وزراء الأحد في تمام الساعة 11:00 بالتوقيت المحلي (9:00 ت غ)، ولم يتم الإعلان عن أي اتصال هاتفي بين تسيبراس ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، رغم إعلان المفوضية الجمعة احتمال عقد لقاء بينهما نهاية الأسبوع.

ونبه رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك اليونان الجمعة إلى ضرورة الاسراع في الاتفاق مع دائنيها، الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي، وإلا فإنها "ستتجه مباشرة نحو التخلف عن الدفع"، ودعا البيت الأبيض بدوره إلى الإسراع في التوصل إلى تسوية حول "برنامج اصلاحات يتسم بالمصداقية".

من جهته، قال وزير الخزانة الأميركي جاكوب لو في مقابلة تلفزيونية السبت أنه لا يمكن "معرفة ما ستكون عليه بالضبط ردة فعل الأسواق وحالتها النفسية إذا فشلت اليونان، إذا خرجت اليونان من منطقة اليورو"، مضيفاً "أعتقد أن لا أحد يجب أن تكون لديه الرغبة بأن يعرف ذلك".

بدوره، قال وزير المالية الفرنسي ميشال سابان في مقابلة تنشرها أسبوعية لو جورنال دو ديمانش في عددها الصادر الأحد أن تخلف اليونان عن السداد وخروجها من منطقة اليورو تبعاتهما "مجهولة"، مشدداً على أن "حجم المخاطر مجهول، وبالتالي يجب تجنب هذا السيناريو".

ويبحث الرئيس فرنسوا هولاند الأحد الأزمة اليونانية مع رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي على هامش افتتاح جناح فرنسا في معرض ميلانو الدولي، وفق ما أعلن قصر الأليزيه.

وتشهد المفاوضات بين اليونان ودائنيها مأزقاً منذ خمسة أشهر، وارتفعت وتيرة السحوبات المصرفية من اليونان في الأيام الأخيرة وسط مخاوف من أن تعجز أثينا عن السداد مع نهاية هذا الشهر.

ومن دون أن توافق على مجموعة من التدابير لخفض الانفاق في الميزانية وتوفير الأموال، قد لا تتمكن اليونان التي تحتاج إلى الأموال، من دفع نحو 1,5 مليار يورو إلى صندوق النقد الدولي في 30 يونيو، مع ما ينجم عن ذلك من عواقب يصعب تصورها، ويمكن أن تصل إلى حد الخروج من منطقة اليورو.

حتى أن رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز، أحد أكثر الرافضين لخروج اليونان من منطقة اليورو، ذكر هذا الاحتمال في عدد الأحد من صحيفة فرانكفورتر تسايتونغ.

ونبه عدد كبير من المسؤولين الأوروبيين إلى أن اجتماع الأثنين لرؤساء الدول أو الحكومات، لن يكون مفيداً إذا لم تقدم اليونان مقترحات جديدة إلى الجهات الدائنة، بعد فشل اجتماع آخر لوزراء مال منطقة اليورو مساء الخميس.

ونبهت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل أيضاً إلى أن هذا اللقاء سيكون "تشاورياً" فقط إذا لم تتوافر "قاعدة من أجل اتفاق" مرتبط بتنازلات يونانية جديدة.

وذكرت الصحيفة الألمانية من دون أن تحدد مصادرها أن بروكسل تطالب أثينا بتنازلات تشمل نظام التقاعد وزيادة الضريبة على القيمة المضافة، وفي مقابل ذلك، فإن برنامج المساعدة الحالي البالغة قيمته 7,2 مليارات يورو والذي ينتهي مفعوله في نهاية يونيو سيمدد حتى سبتمبر على الأقل مع إضافة ستة مليارات يورو إليه.

ولكن الافراج الفوري سيشمل فقط 3,7 مليارات يورو مع وجوب موافقة أعضاء منطقة اليورو وخصوصا البرلمان الألماني على هذا الأمر قبل منتصف يوليو.

وتظاهر آلاف الأشخاص السبت في ألمانيا وايطاليا وفرنسا تضامناً مع المهاجرين في أوروبا ورفضاً للتقشف في اليونان.