لليوم الثاني على التوالي، اشتبكت القوات السعودية مع عناصر الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس السابق علي صالح في محافظة صعدة شمال اليمن، بينما تتواصل المعارك الطاحنة في تعز ثالث مدن البلاد، وتتوالى التعزيزات العسكرية من دول التحالف إلى محافظة مأرب.

Ad

بعد توغلها في الأراضي اليمنية، بهدف وقف الهجمات الصاروخية للميليشيات المتمردة، خاضت القوات السعودية، أمس، مواجهات مع العناصر الحوثية وقوات الرئيس السابق علي صالح في مناطق متفرقة من محافظة صعدة، الواقعة شمال اليمن على الحدود مع أراضي المملكة، والتي تعد المعقل التاريخي للحوثيين.

وأفادت مصادر عسكرية يمنية لـ"سكاي نيوز عربية" بأن قوة برية سعودية اشتبكت مع الميليشيات المتمردة في منطقة شدا والظاهر المحاذيتين للأراضي السعودية، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل عن المواجهات.

وكانت الأنباء تضاربت، مساء أمس الأول، بشأن سيطرة قوات سعودية على مواقع داخل حدود محافظة صعدة.

ففي الوقت الذي نفى فيه عضو المكتب السياسي للحوثيين علي القحوم سيطرة القوات السعودية على أراض يمنية على حدود صعدة، أكدت مصادر محلية لوكالة الأنباء الألمانية دخول القوات السعودية لمنطقة العطيفين وجبل طور الهشيم وقرية الفرع.

هجمات وقائية

وجاءت هذه المواجهات غداة تأكيد مستشار وزير الدفاع السعودي، المتحدث باسم قوات التحالف العربي بقيادة السعودية، أحمد عسيري، أن القوات السعودية المنتشرة على الحدود مع الأراضي اليمينة تشن هجمات "تكتيكية" وقائية داخل الأراضي اليمنية للسيطرة على مواقع حيوية، يمكن أن يستخدمها الحوثيون وأتباع صالح لشن اعتداءات على المملكة.

وقال عسيري إن القوات السعودية تعمل، بعد تطهير المواقع وتأمينها، على العودة إلى مواقع انتشارها، لافتا إلى أن الطبيعة الجغرافية للمنطقة تستلزم المواجهة المباشرة مع الحوثيين وحلفائهم من أتباع صالح.

وأضاف عسيري أن القوات التي خاضت مواجهات خلال الهجمات الاستباقية داخل الأراضي اليمنية، عثرت على جثث لعناصر تنتمي إلى الحرس الجمهوري اليمني التابع لصالح، ما يؤكد أن الأخير نشر قواته على الحدود الشمالية بعد سلسلة الهزائم التي منيت بها إلى جانب الميليشيات الحوثية في جنوب اليمن ووسطه على يد القوات الشرعية الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي.

ومنذ بدء حملة "عاصفة الحزم" التي تقودها السعودية بهدف دعم الشرعية في اليمن، تعرضت أراضي المملكة، ولاسيما في نجران المحاذية لصعدة، معقل الجماعة الحوثية إلى قصف مدفعي من المتمردين.

غارات وتعزيزات

في غضون ذلك، تواصلت غارات طائرات التحالف على مواقع الميليشيات المتمردة في أنحاء اليمن بالتزامن مع اندلاع اشتباكات متفرقة في عدة محافظات، من بينها تعز ومأرب والضالع ولحج بين المقاومة الشعبية والقوات الشرعية من جهة والميليشيات المتمردة من جهة أخرى.

وقتل 23 من الحوثيين وقوات صالح، وأصيب 34 آخرون في اشتباكات عنيفة مع "المقاومة الشعبية" على جبهة ثعبان المطلة على القصر الجمهوري وحيي صالة والحملية معقل الحوثيين في تعز. كما قُتل 4 من "المقاومة"، وأصيب 19 في الاشتباكات، وقتل أيضا 15 مسلحا حوثيا بغارة للتحالف على منطقة نجد مرقد بشبوة.

في موازاة ذلك، وصلت تعزيزات عسكرية إضافية شملت مدرعات ودبابات وناقلات جند وراجمات صواريخ ومدافع ذاتية الحركة من قبل التحالف إلى منطقة صافر بمحافظة مأرب، تمهيدا لإطلاق عملية تحرير شاملة لمحافظتي مأرب والجوف.

تفجير منازل

في المقابل، فجرت الميليشيات الحوثية أمس الأول 10 منازل ومسجدا واحدا في قرية صبر بمديرية مكيراس بمحافظة البيضاء، كما فجرت منزل القيادي في "المقاومة الشعبية" حميد الشهاري بمحافظة إب صباح أمس.

مساعٍ أممية

إلى ذلك، كشفت مصادر في الأمم المتحدة أن المبعوث الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، يحاول إقناع الحوثيين عبر المشاورات التي يُجريها معهم في مسقط، بإعلان هدنة إنسانية تتيح وصول المساعدات الإنسانية، وإقناعهم بالانسحاب من المدن، خاصة تعز وإب، وإطلاق سراح المعتقلين وفقاً للبنود الواردة في قرار مجلس الأمن رقم 2216، في حين اتهم السفير اليمني لدى الأمم المتحدة خالد اليماني الطرف الحوثي بالسعي لإسقاط القرار الأممي عن طريق التباكي على الوضع الإنساني واستغلاله كورقة سياسية.

إدانة عربية

في السياق، دان الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، أمس، الجرائم "الوحشية" التي ترتكبها ميليشيات الحوثي وصالح بحق المواطنين الأبرياء في اليمن.

وندد في بيان صادر عقب لقائه وزير الخارجية اليمني رياض ياسين بقصف الميليشيات عشوائيا المناطق السكنية في محافظة تعز التي تشهد تقدما كبيرا لعناصر المقاومة الشعبية.

غارة أميركية

في سياق منفصل، أكد مصدر أمني، أمس، مقتل 5 أشخاص ينتمون لتنظيم "القاعدة" بمدينة المكلا عاصمة حضرموت شرق اليمن، في غارة لطائرة أميركية من دون طيار "درون" استهدفت تجمعا لعناصر التنظيم في منطقة الثلث شرق المدينة.

وجاء ذلك في الوقت الذي لاتزال فيه عناصر التنظيم مسيطرة على القصر الجمهوري وبعض مؤسسات الدولة والمراكز الأمنية في مدينة المكلا.

(الرياض، عدن ـ أ ف ب، رويترز، د ب أ، سكاي نيوز، يمن برس)