الأقنعة بين القبول والرفض في مجتمع لا يخلو من التنوع الفكري، هي للبعض أداة ليكون مختلفاً عن "مكنونتيه" ليصبح مقبولاً بالمجتمع أو لحاجة في نفسه، فهو "يتدرع" بقناع المظاهر لحماية شخصيته الحقيقية، فيزعزع أصالته ظناً أنه متمكن في التخفي.
حقيقةً، هذا القناع يتخفى تحت جمل بسيطة، فتصبح ككرة الجليد، مثل: يجب أن أبتسم، أن أكون مقبولا، أن أختبئ، أن أصل ولا يهم من أكسر في طريق الوصول، لا يعني لي من يحترمني ويساعدني، فهو بالنهاية جسر لا أكثر... والعديد من الجمل البائسة لشخصية مهزوزة تفتقد حب نفسها وغيرها. حب البشرية والناس نعمة وأمنياتنا الصادقة لهم بالنجاح دليل على سلام داخلي ينبع من إيمان بالقضاء والعدالة الإلهية، مهما كانت معاملتهم لنا، فالحمد لله على عقل يجمّل صاحبه.ولكن ماذا عن احتفالات وكرنفالات الأقنعة؟! تتواجد هذه الأقنعة أينما يوجد الإنسان، فهي جزء من موروثنا، فنستطيع أن نرى بوضوح وجود أقنعة يابانية، هندية، إيطالية بل حتى إفريقية، يصنع بعضها لطقوس والبعض الآخر لاحتفالات تقليدية، ولكن ماذا عن الأقنعة الإسبانية؟ وعن احتفالاتها بمدينة استورياس شمال إسبانيا، الفريدة عالمياً، والتي تتميز بطابع قروي؟يبدأ الاحتفال سنوياً 31 ديسمبر بقرية غيريا بأستورياس، ولطقوس الاحتفال شروط، أبرزها أن يكون المتسابق شابا فوق الخمس عشرة سنة، وألا يكون متزوجاً، وأن تكون له نية صادقة بالارتباط. تبدأ المراسم بوضع أسماء المتسابقين في قبعة مخروطية لشخصية مضحكة وفريدة ترتدي قناعاً، هذا القناع يتميز بلحية سوداء طويلة، ليقوم المقنع بعد الصلاة بالكنيسة عصراً مع أهل القرية بطلب الحلويات والنقود من المنازل، مع رمي الرماد على الشباب الذين لا يمتطون أحصنة، لأنه من غير اللائق أن تتعرف إلى فتاتك وأنت بلا حصان.يستمر هذا الاحتفال حتى 5 يناير يعيش فيه الزوار وأهل البلدة بسعادة وشغف لارتباط أحدهم بالقرية. في واحدة من العادات والتقاليد المفعمة بسحر الحب في زمن أصبحت المادة تصلب فينا كل شريان إحساس. تقول الأكاديمية الملكية للغة الإسبانية في معجمها إن كلمة قناع وتنطق "ماسكارا"، هي في الأساس عربي الأصل مشتقة من كلمة "مسخرة"، فالأقنعة هي ما يرتديه المهرجون. ودمتم بحب نابع من هوية كويتية بهوى إسباني.
مقالات - اضافات
كرنفالات الأقنعة
05-12-2015