لبنان: «التشريع» يمضي ومواجهة بين الجميل وبري

احتكاك بين «الكتائب» و«بدنا نحاسب»

نشر في 13-11-2015
آخر تحديث 13-11-2015 | 00:04
No Image Caption
عقد البرلمان اللبناني أمس أولى جلساته التشريعية منذ أكثر من عام، لإقرار القوانين المالية التي تحتاج إليها الدولة المشلولة للنهوض بمؤسساتها.

وستركز الدورة، التي تستمر يومين وبدأت صباح أمس، على الموافقة على قوانين مهمة للحصول على قروض للتنمية والديون والبنوك، بالإضافة إلى قانون استعادة الجنسية للمغتربين من أصل لبناني.

ويتضمن جدول الأعمال اقتراح قانون يهدف إلى فتح اعتماد إضافي بقيمة 3.5 مليارات دولار، لسد العجز في مشروع موازنة عام 2016، وفتح اعتماد إضافي قيمته 570 مليون دولار، لتغطية العجز في الرواتب والأجور. ولم يتم وضع القضايا الخلافية على جدول الأعمال، ولم تكن الكتل السياسية الرئيسية في البلاد قادرة على الاتفاق على جدول أعمال الجلسة، ما عرقل الجهود المبذولة لانعقاد البرلمان. وهدد معظم النواب المسيحيين بمقاطعة الجلسة حتى وقت متأخر من أمس الأول.

وينذر الجمود السياسي في لبنان بعدم حصول البلاد على قروض من البنك الدولي يجب أن يوافق عليها البرلمان بحلول نهاية العام.

وقال رئيس الحكومة تمام سلام في بداية الجلسة "آمل أن يتجسد ما سبق هذه الجلسة من مناخ إيجابي عملياً في مناقشة البنود المطروحة... كما نأمل أن نتمكن من أن نقول لكل اللبنانيين إن التمسك بلبنان ووحدته ومؤسساته هو الأساس".

وتواجه حكومة سلام صعوبات كبيرة لممارسة عملها وتضم "حزب الله" الشيعي المدعوم من إيران، وتيار المستقبل بزعامة السني سعد الحريري المدعوم من المملكة العربية السعودية.

وعجز السياسيون اللبنانيون المنقسمون بين الفريقين السياسيين الكبيرين في البلاد، على خلفية الأزمة السورية بشكل أساسي عن اتخاذ القرارات الأساسية، بما في ذلك إيجاد أماكن لاستيعاب أكوام القمامة في البلاد.

ولم تقر الحكومات المتعاقبة أي موازنة منذ أكثر من عشر سنوات، بينما تعاني البنية التحتية ترهلاً، ويحتاج معظمها إلى إعادة تأهيل.

وكان البرلمان فشل في انتخاب رئيس جديد للبلاد في غياب إجماع حول شخصية الرئيس، الذي سيملأ المقعد الشاغر منذ انتهاء ولاية ميشال سليمان قبل 17 شهراً. وأرجأ مجلس النواب أمس الأول انتخاب الرئيس، لعدم اكتمال النصاب القانوني للمرة الواحدة والثلاثين على التوالي.

وتحولت الجلسة الصباحية التي افتتحها رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى جلسة مطالبة من قبل نواب مسيحيين بتحويلها إلى جلسة لانتخاب رئيس جديد للبلاد.

وقال رئيس حزب الكتائب المسيحي سامي الجميل في كلمة له داخل الجلسة، إنه "يجب علينا الشروع حالاً في انتخاب الرئيس تطبيقاً للمادة 75 من الدستور"، داعياً رئيس المجلس إلى تحويل الجلسة التشريعية إلى جلسة انتخاب رئيس للجمهورية.

ورد بري بالقول "أنا من أحدد موعداً لجلسات انتخاب رئيس الجمهورية"، مشيراً إلى أن "البارحة كان هناك جلسة لانتخاب الرئيس، وحددنا موعداً، وإذا النواب يريدون الحضور مستعد لعقد جلسة بعد الظهر وفي الليل".

وإثر رفض بري، انسحبت كتلة الكتائب المؤلفة من خمسة نواب من الجلسة، وأعلن الجميل للمعتصمين في الخارج "اننا انسحبنا من الجلسة بعد رفض رئيس مجلس النواب نبيه بري تحويل الجلسة التشريعية إلى جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية".

وأضاف الجميل "هذه الجلسة غير دستورية وغير شرعية، وتمثل انقلاباً على الجمهورية وعلى إرادة اللبنانيين".

كما طالب بعض النواب المسيحيين بإقرار قانون جديد للانتخابات البرلمانية.

احتكاك

وكانت مصلحة الطلاب في "حزب الكتائب"، انطلقت صباح أمس بمسيرة شبابية من أمام البيت المركزي للحزب في الصيفي وصولاً إلى ساحة النجمة، تزامناً مع انعقاد الجلسة التشريعية، رافعة شعارات المطالبة بالإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية.

ورفع المشاركون في اعتصامهم الأعلام اللبنانية، وفي حركة رمزية حملوا كرسياً فارغاً ونعشاً يرمز إلى الفراغ الرئاسي وخرق الدستور اللبناني، وأطلقوا شعارات منها "196 بلد... 195 رئيس"، "اكتمل النصاب انتخبوا رئيس"، "من عجائب الدني بلد بلا رئيس"، "#الدستور_مش_ممسحة".

ووقع إشكال بين معتصمين من طلاب "الكتائب" وآخرين من ناشطي حملة "بدنا نحاسب"، على خلفية إطلاق هتافات ضد الرئيس أمين الجميل. وتدخلت القوى الأمنية لإعادة الأمور إلى طبيعتها. وحملة "بدنا نحاسب" محسوبة على الحزب الشيوعي اللبناني وأحزاب أخرى شاركت في الحرب الأهلية، وخاضت معارك مع الأحزاب المسيحية التي كان يقودها "الكتائب".  

لقطات من الجلسة

بعيدا عن المشاريع والاقتراحات التي أقرت خلال الجلسة الأولى للبرلمان منذ عام، شهدت الجلسة مواقف طريفة كالعادة ومنها:

● قول عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي، الذي يبدو أنه "يحلم ليل نهار" بتسليح "حزب الله"، خلال كلمته في الجلسة: "ثمة جهات تتحكم بنوعية السلاح المعطى لحزب الله"، بدل أن يقول: "المعطى للجيش اللبناني"، فتفاجأ هو وضحك ومعه نواب من "14 آذار".

● تعليق عضو كتلة "المستقبل" النائب سرج طورسركيسيان على الجلسة النادرة بالقول: "هذه جلسة تاريخية وقد لا تعاد".

● قول رئيس مجلس النواب نبيه بري على طريقته وبنبرته المعتادة: "ليجتمع مجلس النواب بدك الجن، وليجتمع مجلس الوزراء بدك الإنس والجن".

back to top