عاد وزراء خارجية الدول الغربية مساء الأربعاء إلى فيينا لاستئناف المفاوضات حول برنامج ايران النووي بأمل التوصل إلى تسوية تاريخية مع ايران قبل الجمعة.

Ad

وقال دبلوماسي غربي أنه من الممكن التوصل إلى تسوية ليل الخميس إلى الجمعة "إذ حصل تقدم في المباحثات"، معتبراً أن "لحظة القرار الحاسم باتت قريبة جداً".

لكن الايرانيين بدوا غير مستعجلين، وقال متحدث أن تمديد التفاوض إلى ما بعد السبت "ليس مستبعداً".

واتصل الرئيس الأميركي باراك أوباما الأربعاء بوزير الخارجية جون كيري وأعضاء آخرين في وفد التفاوض الأميركي، وفق ما أعلن البيت الأبيض.

وأضاف المصدر ذاته أن "الرئيس اطلع على سير المفاوضات وأصدر توجيهاته بشأن المبادرات الجارية للتوصل إلى تسوية جيدة بين مجموعة خمسة زائد واحد وايران، تستجيب لطلباتنا".

ويرغب المفاوضون الغربيون في التوصل إلى اتفاق بحلول التاسع من يوليو "صباح الجمعة في فيينا مع احتساب فارق التوقيت" وهو الموعد النهائي لاحالة الاتفاق إلى الكنغرس الأميركي لبحثه في غضون ثلاثين يوماً، أما إذا تم تجاوز هذا التاريخ فإن بحث الاتفاق سيتطلب شهرين بسبب العطلة البرلمانية.

ومددت ايران ومجموعة 5+1 (الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين والمانيا)، الثلاثاء مهلة التوصل إلى اتفاق نهائي إلى الجمعة عبر تمديد الاتفاق المرحلي الذي تم التوصل إليه في 2013 وبموجبه جمدت ايران قسماً من برنامجها النووي مقابل رفع محدود للعقوبات.

وهذه هي المرة الخامسة منذ 2013 -- والثانية في هذه الجولة من المحادثات -- التي تتجاوز فيها الأطراف المتفاوضة الموعد المحدد للتوصل إلى اتفاق تاريخي بسبب عدم الاتفاق على المسائل الشائكة.

وتريد المجموعة الدولية وضع برنامج ايران النووي تحت رقابة من قرب لضمان عدم سعي طهران لحيازة سلاح نووي، في مقابل رفع العقوبات المفروضة على ايران منذ عقد.

وقال الرئيس الايراني قبل مغادرته إلى روسيا للمشاركة الجمعة في قمة لمنظمة تعاون شنغهاي أن المفاوضات "دخلت في مرحلة دقيقة وجمهورية ايران الإسلامية تتحضر لما بعد المفاوضات وبعد العقوبات"، ملحماً بذلك إلى قرب التوصل إلى اتفاق.

وقال دبلوماسي غربي "تقدمنا كثيراً ووصلنا الآن إلى الصعوبات السياسية الأساسية"، موضحاً أن نص الاتفاق المكون من 70 صفحة وخمسة ملاحق فنية، بات على الطاولة.

ووصل إلى فيينا وزراء خارجية المانيا وفرنسا وبريطانيا لينضموا إلى وزيري الخارجية الايراني والأميركي إضافة إلى وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي.

في الأثناء يشارك وزيرا خارجية روسيا والصين في قمة الدول الناشئة بروسيا.

وتسربت لقطات من الأجواء داخل أروقة المفاوضات حتى وأن لم يؤكدها أي وفد.

ففي جلسة عامة عقدت الأثنين في قصر كوبورغ في فيينا الذي يستضيف المحادثات حول البرنامج النووي الايراني منذ 12 يوماً، قالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني "إذا كان الأمر كذلك، سنعود جميعاً إلى ديارنا".

عندها سارع نظيرها الايراني إلى القول بحدة غير معهودة "لا تهدد ايرانياً أبداً!"، قبل أن يضيف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف متبسماً وفي مسعى لتخفيف الأجواء "ولا روسيا!"، وفقاً لما نشرته وسائل إعلام ايرانية عدة، بينها الوكالة الرسمية.

وقال أحد المتابعين "كل الوزراء من دهاة السياسة، وهناك لحظات مزاح كبير وتوتر شديد أحياناً مبالغ فيها، هذه مسرحيات، حتى إن كان الرهان فائق الأهمية".

لكن في الانتظار يرتفع التوتر ازاء هذه المفاوضات التي لا تنتهي منذ أن بدأت في سبتمبر 2013 وتخللها اتفاق اطاري مدد مرتين واتفاق سياسي في لوزان في أبريل.

ويبدو أن الايرانيين الذين انتخبوا في 2013 حسن روحاني بوعد رفع العقوبات، بدا صبرهم ينفد.

وقال محمد وهو مهندس الكمبيوتر في طهران "يجب أن يتم هذا بأسرع ما يمكن، وكلما طال الأمد خسرنا المزيد من المال وفرصة إعادة انعاش الاقتصاد".

أما في واشنطن فيرون في طول أمد التفاوض دليلاً على تصلب ايران.

وقال السيناتور الجمهوري ماركو روبيو الثلاثاء "آن الأوان ليغادر الرئيس أوباما طاولة" المفاوضات.

من جانبه قال الجمهوري تيد كروز "آن الأوان للاقرار بأن المباحثات مع ايران كارثة".

وتبقى نقاط الخلاف هي ذاتها وبينها خصوصاً مسألة رفع العقوبات التي ترغب ايران في أن تتم سريعاً في حين تريد القوى الست رفعها تدريجياً مع امكانية التراجع.

وفي ملف العقوبات تطلب ايران رفع الحظر على السلاح وعلى برنامجها الصاروخي.

في المقابل فإن المفاوضين الغربيين مع اقرارهم بحق كل بلد في برنامج عسكري تقليدي، فإن تضمين رفع القيود على السلاح والصواريخ في اتفاق سيكون صعبا بالنظر الى الظرف الاقليمي وانخراط ايران في عدة نزاعات خصوصاً في العراق وسورية.