الدراما الرمضانية في ميزان النقاد غاب المسلسل الجماهيري وفشلت الكوميديا

نشر في 28-07-2015 | 00:01
آخر تحديث 28-07-2015 | 00:01
انتهى الموسم الدرامي الرمضاني، وقدم المبدعون ما لديهم على مائدة المشاهد، طمعاً في تحقيق نجاح يعوض لهم جهدهم المبذول، لكن اللافت، وفق النقاد، أن الجمهور هذا العام قلب معايير الفشل والنجاح عما كان سائداً من قبل، ولم يتحمس لأعمال نجوم كبار، في حين جذبته أدوار أداها ممثلون من الصف الثاني، وذلك يعني أن الجمهور لا يقبل كل ما يقدَّم له  ولا يتأثر بشهرة أو نجومية بل بالعمل الجيد والدور المتقن والقصة المميزة بغض النظر عن الأسماء.

كيف يقيّم النقاد الدراما الرمضانية هذا العام وما هي المسلسلات الأفضل وتلك الأسوأ؟

الملاحظ هذا العام  زيادة مساحة الإعلانات بصورة مبالغ فيها ما أفسد متعة المشاهدة، ولكنها أمر لا بد منه لتعويض ما تم إنفاقه على هذه الأعمال، التي نجح  بعضها وفشل بعضها الآخر، وخيبت أعمال الآمال لعدم ظهورها بالمستوى المتوقع منها، كذلك ظهر نجوم بشكل جيد وقدمت وجوه جديدة نفسها للمشاهد، وخفت بريق نجوم آخرين...

الأفضل

يعتبر الناقد طارق الشناوي أن أفضل المسلسلات: {تحت السيطرة، العهد، بعد البداية، ألف ليلة وليلة، بين السرايات}. أفضل ممثلة: نيللي كريم، ريهام عبد الغفور. أفضل ممثل: طارق لطفي وباسل خياط. الأفضل في التأليف: محمد أمين راضي ومريم ناعوم، والإخراج: أحمد خالد موسى، تامر محسن، محمد علي، محمد شاكر. يضيف أن ممثلين من الصف الثاني كان لهم حضور قوي وطاغٍ وتفوق بعضهم على نجوم الصف الأول، من بينهم: سوسن بدر التي تُعتبر أفضل ممثلة في الوطن العربي بلا منازع، وأيضاً ثمة حضور قوي لـ: مادلين طبر، صفاء الطوخي، محمود الجندي، سلوى محمد علي، أحمد كمال، سامي العدل.

يشير إلى أن وجوهاً شابة أثبتت موهبتها وحققت نجاحاً طيباً من بينها: أحمد فتحي، جميلة عوض، رانيا شاهين، محمد سلام، رانيا منصور.

يتابع: {من الظواهر التي كانت واضحة هذا الموسم سيطرة النجم على العمل، بشكل جعل أكثر من نجم ونجمة  يظهرون بشخصيتين من دون مبرر درامي، بالإضافة إلى ضعف موهبة التمثيل، كما حدث مع مي عز الدين التي لا تملك موهبة حقيقية، لكنها جسدت شخصيتين ما أظهر العمل بشكل سيئ، أيضا فشلت الأعمال الكوميدية ولم  يتميّز أي عمل  منها.

بدورها توضح الناقدة علا الشافعي أن المسلسل الأفضل هذا الموسم: {تحت السيطرة، العهد، طريقي، بين السرايات، بعد البداية، مريم}. الأفضل تمثيلا: نيللي كريم، منة شلبي، روجينا، سيمون، هيفاء وهبي، باسل خياط، أحمد وفيق، خالد النبوي، محمد فراج، صبري فواز.

تضيف: {تألق نجوم كبار وكانوا أفضل في رمضان هذا الموسم بل بعض الأعمال الدرامية لم نجد فيها إلا هؤلاء المتميزين على غرار: أحمد كمال، محمود الجندي، سامي العدل، سيد رجب، صفاء الطوخي. أيضاً شهد هذا الموسم تطوراً في الصورة والديكور والتصوير والإخراج الذي تفوق على مستوى التأليف بل وعالج عيوبه}.

تتابع أن عودة النجمين محمد رياض وأحمد عبد العزيز كانت إيجابية إلى وتميزا بأدائهما.  

أما الناقد نادر عدلي فيرى أن المسلسل  الأفضل: {تحت السيطرة، ألف ليلة وليلة، حارة اليهود، العهد}. الأفضل في الإخراج: تامر محسن، خالد مرعي، محمد شاكر، والتأليف: محمد ناير، محمد أمين راضي. الأفضل تمثيلا: ظافر العابدين، ريهام عبد الغفور، صبا مبارك، مادلين طبر، أروى جودة.

يضيف: {تألقت وجوه جديدة على غرار جميلة عوض، إنجي أبو زيد، وظهر نجوم بعد غياب فشكل وجودهم إضافة إلى العمل وإن لم يضف كثيراً إلى تاريخهم مثل أحمد عبد العزيز ومحمد رياض، فيما سيمون هي الأفضل.

في السياق نفسه توضح الناقدة ماجدة خير الله أن المسلسل الأفضل: {تحت السيطرة، طريقي، بين السرايات، بعد البداية}، وتألقت سيمون ونيللي كريم وشيرين في التمثيل في تجربتها الأولى في هذا المجال، فضلا عن أحمد وفيق، محمد فراج، باسل خياط، طارق لطفي.

 تضيف أن هذا الموسم شهد تألق وجوه جديدة من بينها: جميلة عوض، إنجي أبو زيد، محمد كمال، ونجوم كبار: سيد رجب، سامي العدل، أحمد كمال، سوسن بدر، صفاء الطوخي.

برأي الناقدة ماجدة موريس المسلسل الأفضل} {تحت السيطرة، حارة اليهود، حق ميت}، الأفضل تمثيلا: نيللي كريم، منة شلبي، صبا مبارك، إيمي سمير غانم، أحمد وفيق، محمد فراج، ظافر العابدين، هاني عادل.

 تضيف: {من الظواهر الإيجابية عودة النجوم الكبار أحمد عبد العزيز وسيمون ومحمد رياض، فأضافوا إلى الأعمال التي شاركوا فيها، ورافقهم  ممثلون كبار متألقون من بينهم: سيد رجب، أحمد كمال، صفاء الطوخي، سلوى محمد علي، سامي العدل، ومن اللافت تألق وجوه شابة بشكل جيد من بينها: جميلة عوض، إنجي أبوزيد، كريم فهمي، طارق الإبياري}.

يؤكد الناقد طارق الشناوي أن أسوأ عمل هذا الموسم: {يا أنا يا أنتي، لما تامر ساب شوقية، لهفة}، لافتاً إلى  كريم عبد العزيز وأحمد السقا لم يحقق حضورهما بصمة  ولم يقدما عملاً مميزاً،  بل كررا نفسيهما في أدوار سبق أن قدماها في السينما، لذا لم يحققا النجاح المتوقع لهما.

يضيف: {ظهر  مصطفى شعبان في الموضوعات نفسها والأداء نفسه، فقدم ما اعتاد عليه الجمهور منه، خوفاً من المخاطرة في تقديم جديد، فظل في مكانته السابقة بين أقل الأعمال نجاحاً فنياً وتجارياً}.

الأسوأ

بالنسبة إلى الناقدة علا الشافعي أسوأ مسلسل: {يا أنا يا أنتي ولهفة}،  لافتة إلى أن الظاهرة الواضحة هذا الموسم غياب النص الجيد، وكان نقطة ضعف في كثير من الأعمال على غرار: {بعد البداية، مريم وحارة اليهود}، لكن تميز المخرج ونجوم العمل عالجاً هذا الضعف.

 تضيف: {في {مريم} ثمة حلقات من دون دراما أو حوار  على غرار حلقة زواج نديم من ملك، التي اقتصرت على مشاهد الفرح، فيما اقتصرت الحلقة التالية على  الصباحية، وفي كثير من الحلقات كان ثمة خلل في النص، ولولا تميز محمد علي ونجومية النبوي لما ظهر العمل بهذا الشكل، أيضاً {بعد البداية} يعتمد على التشويق والإثارة، لكن الورق لم يظهر على المستوى نفسه وظل العبء على طارق لطفي وأحمد خالد}.

تتابع: {توقعت مستوى عالياً لـ {حارة اليهود}، لكن ظهر العمل ضعيفاً لضعف النص، وقدم مدحت العدل قصة حب ليلى وعلي، ولم يتناول حارة اليهود والتعايش السلمي وشكل مصر في تلك الفترة، كذلك  قدم فكر الإخوان في الأربعينيات بمنطق اليوم، وهذا خطأ، كان يجب أن يعتمد على فريق بحث قبل الكتابة ويؤرخ لمصر وللحارة، وألا يسير خلف قصة الحب الوهمية}.

برأيها، فشلت الأعمال الكوميدية، وتقول في هذا السياق: {لهفة} عمل ضعيف ومهلهل يعتمد على دنيا سمير غانم وموهبتها التي لم تستطع أن تحمل المسؤولية، ولم يقدم مكي جديداً وظهر متأثرا بغياب نجوم الأجزاء السابقة.

يوضح نادر عدلي أن المسلسل الأسوأ: {مولانا العاشق، لهفة، أستاذ ورئيس قسم}، يوسف معاطي أسوأ مؤلف وقدم عملا هو الأسوأ، لأنه كتب ما يريده عادل إمام كالعادة، بل زاد أن كتب وجهة نظر إمام في الثورة في عمل درامي.

يضيف: {غابت الكوميديا ولم يظهر أي عمل بشكل جيد، ورغم الكتابة الجيدة لـ {يوميات زوجة مفروسة}، لكن ضاعت مع داليا البحيري التي لم تستطع الفصل بين خفة الظل والاستظراف، أيضا {لهفة} سيئ من الوجوه كافة.

حول ظهور أكثر من نجم بشخصيتين، يعزو عدلي السبب إلى هيمنة النجم على المسلسل  وتسويقه باسمه، فقرر  تحقيق حضور في كل مشهد، ونفذ المؤلف أوامره ثم المخرج.

يتابع: {شهد الموسم تألق نجوم الصف الثاني بل تفوّقهم على أبطال العمل، ولم يقدم كريم والسقا أي شيء هذا الموسم}.   

في السياق نفسه، ترى ماجدة خير الله أن المسلسل الأسوأ {حق ميت}  وهو أشبه بفيلم هندي في أحداثه، كذلك: {حواري بوخاريست، مولانا العاشق، حالة عشق، يا أنا يا أنتي}.

تضيف: {اللافت فشل النجوم الكبار في جذب الجمهور على غرار عادل إمام، أحمد السقا، كريم عبد العزيز،  ما يعني أن الجمهور لم يمنح النجم شيكا على بياض ويشاهده أيا كان مستوى العمل}. تتابع: {فشلت الأعمال الكوميدية في جذب الجمهور، واستمر مكي في تقديم الشخصيات نفسها من دون تجديد في الأحداث وعاب {يوميات زوجة مفروسة} المبالغة والاستظراف، و{لما تامر ساب شوقية} عمل سيئ كتابة وإخراجا وتمثيلا}.

{حواري بوخاريست}

تشير الناقدة ماجدة موريس إلى أن المسلسل الأسوأ {حواري بوخاريست} الذي يدور حول عصابات المخدرات والصراع على الزعامة في ما بينها، وتتساءل: هل هذه القضية مُلحة الآن لنناقشها في عمل تلفزيوني؟

تضيف: {من المسلسلات السيئة {مولانا العاشق،} و{مولد وصاحبه غايب} سيئ على المستويات كافة، كتابة وإخراجاً وتمثيلا، و{حالة عشق} لأنه يعتمد على قصة مُستهلكة سبق تقديمها في فيلم {بئر الحرمان}، فضلا عن  ضعف مستوى تمثيل بطلة العمل مي عز الدين التي حصلت على لقب أسوأ ممثلة في الموسم الماضي وتستحقه أيضا هذا الموسم}.

تتابع: {الأسوأ كانت الأعمال الكوميدية إذ استهلك أحمد مكي شخصيات {الكبير أوي} حتى انصرف عنه الجمهور، وعاب {يوميات زوجة مفروسة} الاستظراف والمبالغة من أبطال العمل رغم الكتابة الجيدة، كذلك لم يُقدم السقا وكريم عبد العزيز أي جديد هذا الموسم،  وظهرت أعمالهما منقولة ومشابهة لأفلامهما السابقة فانصرف الجمهور عنهما بعد الحلقات الأولى، لأنه لم يلاحظ أي جديد}.

تشير إلى أن من الظواهر السلبية هذا الموسم العرض الحصري لبعض الأعمال الدرامية مثل {أستاذ ورئيس قسم، ذهاب وعودة، وش تاني، ولي العهد} وغيرها، إذ لم يشاهدها الجمهور بشكل جيد.

back to top