مع بدء العد التنازلي للمفاوضات المرتقبة بين النظام السوري والمعارضة ، حاولت إيران التملص من أول استحقاقات «إعلان فيينا» الصادر عن 20 دولة ومنظمة اجتمعت منتصف نوفمبر الماضي في العاصمة النمساوية، معتبرة أن خلافها الدبلوماسي مع السعودية سيؤثر على محادثات السلام، في حين جددت الرياض التزامها بدعم الشعب السوري وحل الأزمة.
استبقت إيران زيارة المبعوث مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان ديميستورا، بالتأكيد على أن محادثات جنيف المرتقب انطلاقها في 25 يناير الجاري بين حليفها الرئيس بشار الأسد وخصومها في المعارضة، ستتأثر سلباً بتطورات الأحداث مع السعودية، التي سبق أن أكدت إصرارها على دفع حل الأزمة سلمياً إلى الأمام والتزامها بمقررات «إعلان فيينا»، الذي تم التوصل إليه وتنص على بدء مفاوضات بين النظام والمعارضة، كمرحلة أولى ووقف إطلاق النار وانتخابات رئاسية وبرلمانية.وقال نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، خلال اجتماع ثلاثي جمعه ومنسق الشؤون الإنسانیة السویسري مانويل بستلر ومساعد وزیر الخارجیة السوري أحمد عرنوس، أمس، في طهران، إن «قرار السعودية الخاطئ بقطع العلاقات سيؤثر على محادثات سورية في فيينا ونيويورك لكن طهران ستبقى ملتزمة».وأضاف عبداللهیان، بحسب وكالة الأنباء الرسمية (إرنا): «سنسعی ومن خلال التشاور مع مسؤولي الأمم المتحدة والحكومة السوریة، إلی استمرار تقدیم المساعدات الشاملة، ونأمل أن تتعظ السعودیة من تجارب التاریخ».دعم شاملوللمرة الثانية خلال ساعات، أكدت وزارة الخارجية السعودية التزامها دفع العملية السلمية السورية إلى الأمام، مشددة على أنها «ستواصل تقديم أشكال الدعم العسكري والسياسي والاقتصادي للشعب السوري، حتى يتمكن من نيل حقوقه».وبعد لقائه ديميستورا في الرياض مساء أمس الأول، جدد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن بلاده ستعمل «مع الأمم المتحدة، والمجتمع الدولي للتوصل إلى حل سياسي للأزمة، مشيراً إلى أنه «تباحث مع ديميستورا، حول الخطوات القادمة لعملية السلام، الهادفة إلى التوصل لحل سلمي للأزمة السورية»، مشيراً إلى أن المبعوث الأممي، أطلعه على نتائج اجتماعاته مع أطراف المعارضة السورية، في ما يتعلق بتشكيل فريقها التفاوضي مع الحكومة السورية.عزم سعوديمن جانبه، قال ديميستورا، في تصريح صحافي عقب اجتماعه مع الوزير السعودي، إن «زيارة السعودية تهدف بشكل خاص إلى لقاء الجبير، وممثلي المعارضة الموجودين في الرياض»، مؤكداً أن «عزم الوزير السعودي كان واضحاً على ألا تؤثر التوترات الأخيرة، التي طالت المنطقة، سلباً على ما جرى الاتفاق عليه في فيينا، أو على مسار الحل السياسي الذي تعمل الأمم المتحدة، بجانب مجموعة الدعم الدولية، على تحقيقه في جنيف قريباً».طلبات المعارضةوخلال اجتماعها بالمبعوث الأممي، طالبت قيادات المعارضة السورية ،أمس الأول، دمشق باتخاذ خطوات لبناء الثقة تشمل الإفراج عن سجناء ووقف الهجمات على المناطق المدنية ورفع الحصار المفروض على المناطق الخاضعة لسيطرتها قبل المشاركة في مفاوضات جنيف، بما يتفق مع قرار اعتمده مجلس الأمن في 18 ديسمبر ويؤيد خارطة طريق من أجل عملية للسلام في سورية.ووفق مسؤولين مطلعين على الاجتماع، فإن المطالب تطرقت أيضاً إلى تنفيذ البنود 12 و13 و14 من قرار مجلس الأمن المعتمد في 18 ديسمبر ويؤيد خارطة طريق للسلام في سورية.وبعيد لقاء ديميستورا، أعلن المعارض لؤي حسين أمس الأول انسحابه من الهيئة العليا للمعارضة، موضحاً أن ذلك جاء لأسباب عديدة منها أنها نشأت على خلفية تشكيلها على أساس المحاصصة الحزبية.سلسلة اغتيالاتميدانياً، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس مقتل نحو 20 قيادياً من الفصائل المقاتلة والإسلامية خلال الأسابيع الماضية كان آخرها «اغتيال» أمير حركة «أحرار الشام» في حمص أبو راتب الحمصي، أمس الأول، بإطلاق النار على سيارة كانت تقله وزوجته في قرية الفرحانية الغربية القريبة من مدينة تلبيسة.وأفاد المرصد بأنه خلال شهر ديسمبر «شهدت محافظات سورية عدة، 18 عملية اغتيال على الأقل طالت قياديين في فصائل إسلامية ومقاتلة سبع منها استهدفت جبهة النصرة».قذائف دمشقوفي دمشق، قتل ثمانية وجرح 23 آخرون، أمس، جراء سقوط قذائف هاون على مناطق في دمشق، بحسب مصدر في وزارة الداخلية، أفاد وكالة الأنباء الرسمية (سانا) بأن «إرهابيين» يتحصنون في الغوطة الشرقية أطلقوا القذائف على أحياء سكنية ما أسفر أيضاً إلى «وقوع أضرار مادية بالممتلكات».وأوضح المرصد أن القذائف استهدفت شارعي بغداد والعابد الواقعين في وسط دمشق ومناطق أخرى، مشيراً إلى وجود جرحى «في حالات خطرة».ورد طيران النظام وسلاح الجو الروسي بغارات انتقامية على الغوطة بريف دمشق، مما أسفر عن مقتل 12 شخصاً في بلدة دير العصافير.تحرك روسيوفي حمص، أرسل الروس خلال الأيام القليلة الماضية وحدات خاصة صغرى ومستشارين ذوي خبرة في قتال الجبال والصحراء في المنطقة الواقعة غرب مدينة تدمر، الواقعة تحت سيطرة «داعش».ونقل موقع «كلنا شركاء»، عن مصدر داخل قوات النظام، قوله، إن هذه الوحدات سوف تنفذ مهام القيادة والتوجيه وتقديم المساعدة والمشورة العسكرية لقوات الأسد في تلك المنطقة ولن يكون لها طابع قتالي كلاسيكي إنما طابع قتالي خاص جداً (استخباراتي)، وفي حال تطلب الوضع ذلك سيتم تنفيذ إنزالات روسية في تلك المنطقة.حلب وحماةوفي حلب، أكدت وكالة «مشرق» الإيرانية، أمس، مقتل ضابطين في الحرس الثوري و8 من الميليشيات الأفغانية بمعارك ريف الشمالي خلال الأيام القليلة الماضية.وبعد هدوء دام نحو عامين، اندلعت قبل أربعة أيام معارك عنيفة بين الجيش النظامي و»جبهة النصرة» وفصائل مسلحة أخرى في ريف حماة الجنوبي، حيث بدأت قوات الأسد عملية عسكرية من زور سريحين باتجاه الرعبرون والصرامية، في محاولة للسيطرة على قرى جنان وتقسيس وزور تقسيس، والشيخ عبدالله كريمش والجرنية والرملية والقنطرة وغيرها.
دوليات
طهران تتملص من الحل السوري... والرياض تتمسك بـ«جنيف»
07-01-2016