«بيت الحلاو»... عرض استعراضي غنائي أفسده الـ «بلاي باك»
العمل اتسم بالكثير من الرسائل الإيجابية إلى الجيل الجديد
تميز العرض المسرحي «بيت الحلاو» بطرح الكثير من القيم الإيجابية للجيل الجديد، إلا أن تقديمه بنظام الـ«بلاي باك» أفسد العمل.
يواصل فريق عمل مسرحية الأطفال الغنائية الاستعراضية "بيت الحلاو" تقديم عروضهم على خشبة مسرح صالة عبدالعزيز الخطيب بنادي العربي الرياضي بداية من أيام عيد الفطر السعيد وحتى الآن.والعمل من فكرة وإخراج عبدالمحسن العمر، ومن تأليف جاسم الجلاهمة، وبطولة الفنانين: شجون، هنادي الكندري، ريم أرحمة، عبدالمحسن العمر، مشاري المجيبل، أريج العطار، محمد الحداد، وعيسى المرزوق، وإنتاج "ستيج غروب".اتسم العرض بالكثير من القيم الإيجابية المصاغة بمستوى سهل وسلس، من خلال حث الجيل الجديد على ضرورة امتلاكه لأحلام وطموحات، من أجل تحقيقها في حياته، بعد مرحلة التخرج، وعدم انتظار فرص التوظيف الحكومي، والاتجاه إلى المشاريع الخاصة، وعدم استسلامه للصعوبات التي تواجهه في سبيل تحقيق هذه الأحلام والطموحات.
وكان أهم ما يلفت النظر إلى هذا العرض اعتماده على البطولة الجماعية، حيث حرص مخرج العمل على توزيع الأدوار بين مختلف الممثلين بقدر متساوٍ، من حيث مساحة الدور وحجم التأثير في سير تصاعد الأحداث، وإن كان حضور الفنانة شجون الأكثر بروزاً فوق خشبة المسرح، حيث كان واضحاً امتلاكها "كاريزما" وطلة فنية مميزة لها لدى الجمهور، كما أنها تميزت بخفتها ومرونتها الجسدية على المسرح، من خلال الدور الذي جسَّدته لفتاة تقود فريق الخريجين الشباب للمضي قُدماً نحو تحقيق الطموحات المستقبلية، بالاعتماد على أنفسهم عبر تأسيس مشروع "بيت الحلاو" يساعدها في ذلك مجموعة من الشباب، بينهم عبدالمحسن العمر، ريم أرحمة، وعيسى المرزوق.وكان على الجانب الآخر هناك فريق من الأشرار يخططون لإفشال هذا المشروع، بقيادة هنادي الكندري، صاحبة المشروع المنافس، والتاجر الانتهازي، الذي جسَّد دوره الفنان محمد الحداد، حيث تتصاعد وتتشابك الأحداث بين الفريقين عبر طابع استعراضي غنائي تميز في الكثير من مشاهده بطابع التشويق وإلإبهار.
حضور جيد
كان هناك حضور جيد للمذيعة إيمان نجم، فعلى الرغم من أنها التجربة المسرحية الأولى لها، فإنها استطاعت أن تطرح نفسها كممثلة جيدة فوق خشبة المسرح، وساعدها في ذلك، أنها مثلت شخصيتها الحقيقية كمذيعة ومقدمة برامج في العمل، وكان من الممكن أن يستمر العمل في تفوقه وقوته، وخاصة مع تكامل بقية عناصر العرض، بداية من الرؤية الإخراجية الواضحة، وضبط إيقاع العمل، مروراً بالرسائل والقيم الإيجابية التي قدمها العرض للجمهور، لولا سوء نظام الصوت، الذي ضيَّع الكثير من الحوار بين الممثلين، وكذلك تقديم العمل بنظام الـ "بلاي باك"، وهو أمر أفسد حيوية العمل، وجعله يبدو كعرض "بايت" يفتقد الروح الحقيقية للمسرح، التي تعتمد على الحوار والتفاعل والانفعال بين الممثلين في مختلف المواقف الدرامية التي يمرون بها فوق خشبة المسرح.لمسات إخراجية
وضع المخرج عبدالمحسن العمر لمساته الإخراجية معتمداً على تحريك أدواته وتوظيفها مع الفكرة وأبطال العمل، إلى جانب استخدام عناصر الإبهار في المسرح، من خلال عناصرالإضاءة والديكور والمؤثرات الصوتية والأزياء، ووضع خبرته كممثل ومخرج، ليصنع عملا مسرحيا استعراضيا مغلفا بطابع أكاديمي محترف.رغبة جماهيرية
أعرب منتج ومخرج العمل عبدالمحسن العمر عن سعادته لردود الفعل تجاه مسرحية "بيت الحلاو"، مشيراً إلى تمديد العروض بناءً على رغبة الجمهور، وقال عن ذلك: "كنا قررنا عرض المسرحية خلال عطلة عيد الفطر السعيد فقط، لكن نظراً للإقبال الكبير جاء قرار تمديد العروض، ولاسيما أن العمل يعد من أضخم الأعمال المسرحية التي قمت بإنتاجها من ناحية استقطاب النجوم البارزين، واستخدام أحدث عناصر الفرجة المسرحية، وكذلك وضع ميزانية تتناسب مع قيمة وأهداف هذا العمل المسرحي".