بينما تراجعت التظاهرات ضد العنف المفترض للشرطة بحق المواطنين الأميركيين من أصول افريقية (السود)، وصل الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس إلى دالاس لمواساة أقارب الشرطيين الخمسة الذين قتلوا برصاص مسلح أسود متشدد، محاولاً توحيد البلاد التي شهدت أسبوعاً من أعمال العنف على خلفية توترات عنصرية.وألقى أوباما الذي رافقته زوجته ميشال، كلمة في حفل تأبيني ألقى خلاله سلفه جورج بوش كلمة أيضاً.
وقال المتحدث باسم أوباما جوش ايرنست أمس الأول: "الرئيس يدرك تماما قلق المواطنين في كل أنحاء البلاد من أعمال العنف التي وقعت الأسبوع الماضي وأيضا في السنوات الأخيرة".من جانبه، اعتبر قائد شرطة فيلادلفيا السابق تشارلز رامسي من جهته أن الولايات المتحدة تحولت إلى برميل بارود.وقال رامسي في حديث تلفزيوني: "عندما ننظر ببساطة الى كل ما يحدث، واضح اننا وصلنا الى مرحلة حاسمة من تاريخ هذا البلد"، معربا عن أمله فتح "حوار حقيقي".وسيجمع أوباما اليوم في البيت الأبيض ممثلين عن قوات الأمن وناشطين في مجال الحقوق المدنية وأساتذة جامعيين ونوابا محليين لإيجاد حلول ملموسة، وفقا لما ذكرت السلطة التنفيذية، وذلك للتصدي لأجواء الخوف وانعدام الثقة المتفشية في فئات عدة من المجتمع.ولإثبات موقفه، التقى أوباما في دالاس رجلا فرض نفسه خلال أيام كشخص يشيع الطمأنينة والأمل قائد شرطة دالاس ديفيد براون، الرجل الأسود الذي يقود إحدى أهم وحدات الشرطة في البلاد، والذي بعث خلال الأيام الماضية رسالة تخطت حدود ولاية تكساس.
براون والروبوت
ودعا براون الذي شهد منذ نهاية ثمانينات القرن الماضي مقتل شريكه السابق وشقيقه ونجله بالرصاص، إلى ردم الهوة بين الشرطة والمواطنين واعادة فتح قنوات الحوار.كما دافع براون أمس الأول عن استخدام روبوت يحمل قنابل لقتل القناص الذي قتل خمسة رجال شرطة الاسبوع الماضي.وصرح بأن عدد جرحى الحادث الذي وقع الخميس الماضي واستهدف رجال الشرطة في نهاية احتجاج سلمي على مقتل رجلين اسودين برصاص الشرطة، بلغ تسعة بدلا من سبعة أعلن عنها سابقا.وردا على سؤال حول استخدام روبوت لإنهاء المواجهة مع المسلح الاسود المتشدد ميكا جونسون، قال براون "لم تكن هذه معضلة أخلاقية بالنسبة لي، وسأكررها".وقتل حونسون (25 عاما) في الانفجار. وكان قال للمفاوضين انه غاضب بسبب معاملة الشرطة للسود وانه يريد قتل البيض لا سيما رجال الشرطة منهم.وقال براون: "سأستخدم أي وسيلة ضرورية لإنقاذ حياة ضباطنا. لا أخجل من قول ذلك"، مضيفا أن الروبوت البالغة كلفته 150 ألف دولار اصيب بأضرار ولكنه لا يزال يعمل.انحياز عرقي
من جهتها، قالت لجنة من ثلاثة قضاة متقاعدين تنظر في اتهامات بانحياز شرطة سان فرانسيسكو أمس الأول، إن الأشخاص من ذوي الأصول الإفريقية والإسبانية يخضعون على الأرجح لتفتيش الشرطة دون رضاهم أكثر مما يخضع البيض أو الآسيويون. وقال المدير التنفيذي للجنة بلو ريبون للشفافية والمساءلة والنزاهة في إنفاذ القانون أناند سوبرامانيان خلال مؤتمر صحافي "عثرت اللجنة على أدلة على انحياز ونقاط ضعف مؤسسي متجدرة في الإدارة".إطلاق نار في ميشيغان
من جهة أخرى، قتل ثلاثة أشخاص في إطلاق نار بمحكمة في ولاية ميشيغان بعد ان استل سجين سلاح أحد رجال الشرطة عند نقله إلى السجن وبدأ في إطلاق النار، ما أوقع قتيلين وجريح إضافة إلى مقتل مطلق النار.ترامب مرشح النظام العام
في الشأن الانتخابي قال المرشح الجمهوري الشعبوي لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترامب، إنه يعتبر نفسه مرشح النظام العام والقانون، وذلك في تصريحات جاءت خلال تعليقه على حوادث القتل التي وقعت في الولايات المتحدة الفترة الماضية.وأضاف ترامب "علينا ان نحافظ على النظام العام على اعلى مستوى والا فإن بلدنا سيندثر".وخلال تجمع انتخابي بولاية فرجينيا أمس شن ترامب هجوما جديدا ضد منافسته المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون ووصفها بأنها ضعيفة ومنعزلة عن الناس. وقال إن كلينتون تتلقى ملايين الدولارات لإلقاء خطابات تصب في مصلحة الأثرياء.وتطرق ترامب الى فضيحة استخدام كلينتون لخادم غير مؤمن في مراسلاتها الالكترونية عندما كانت وزيرة للخارجية. وعلق بهذا الصدد "اما انها كاذبة او غير كفؤة على الاطلاق. شخصيا اعتقد انها الاثنان معا".تحقيق
في سياق متصل بالرسائل، دعا أعضاء جمهوريون في الكونغرس الأميركي إلى فتح تحقيق رسمي في الاتهامات الموجهة إلى كلينتون، بالإدلاء بشهادات كاذبة تحت القسم.وأحال عضوان بمجلس النواب الأميركي طلبا رسميا بشأن إجراء التحقيق للمدعي العام، تشيانينغ فيليبس، بموازاة بعث نسختين من الطلب نفسه إلى وزيرة العدل الأميركية، لوريتا لنتش، ومدير مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) جيمز كومي.ساندرز يؤازر هيلاري
من جهته، دعم الاشتراكي بيرني ساندرز كلينتون ضمنيا، التي نافسها على الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لسباق الرئاسة، بعد انضمامه إلى حملتها في نيوهامبشير أمس.وقال ساندرز (74 عاما) اثناء اجتماع في ثانوية بورتسماوث (شمال غرب) هو الاول الذي ضمها مع كلينتون «ادعم هيلاري كلينتون، وسافعل ما بوسعي لتكون الرئيسة القادمة للولايات المتحدة».وقالت صحيفة نيويورك تايمز الاسبوع الماضي، ان وعد ساندرز المتوقع بدعم كلينتون هو نتيجة اسابيع من المحادثات بين حملتيهما بهدف توحيد الحزب.