وسط جملة من الملفات الشائكة، المنتظر أن يناقشها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، مع رؤساء الدول الإفريقية، خلال حضوره الدورة 27 لقمة الاتحاد الإفريقي، المُقرر عقدها الأحد المقبل، في العاصمة الرواندية "كيغالي"، توجه وزير الخارجية سامح شكري، أمس، إلى العاصمة الرواندية لحضور اجتماعات الدورة العادية 29 للمجلس التنفيذي (وزراء الخارجية)، التي تسبق اجتماعات القمة، والتي تبدأ اليوم وتستمر حتى الغد.وتنعقد القمة الحالية تحت شعار "إعلان عام 2016 عاما لحقوق الإنسان... مع التركيز على حقوق المرأة"، ومن المُقرر أن تُناقش قضايا من أهمها تقرير مجلس السلم والأمن عن حالة السلم والأمن في إفريقيا، وتفعيل بنية السلم والأمن كعمليات حفظ السلام.
مراقبون ربطوا بين زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري لتل أبيب الأحد الماضي، والملفات التي من المفترض أن يُناقشها السيسي مع رؤساء إفريقيا، إذ رجّح مراقبون أن تكون زيارة شكري تضمنت طلباً مصرياً من إسرائيل للوساطة لدى إثيوبيا، لحل أزمة سد النهضة، الذي تقول مصر إنه سيخصم من حصتها المائية المقررة سنوياً في مياه النهر، والتي تبلغ نحو 55.5 مليار متر مكعب سنوياً.
منبع النيل
وعلمت "الجريدة" أن السيسي سيرأس الوفد المصري المشارك في القمة، وقال مصدر مطلع لـ"الجريدة": "قمة كيغالي مهمة بالنسبة للقاهرة، لاسيما أنها تأتي في رواندا التي تعد دولة منبع لنهر النيل، في الوقت الذي تتأزم فيه العلاقة بين القاهرة وأديس أبابا على خلفية تشييد "سد النهضة".وتعمل القاهرة على الوقوف أمام تحركات إسرائيل الرامية للتقرب إلى دول إفريقيا، والانضمام بصفة مراقب إلى "الاتحاد الإفريقي"، الأمر الذي يُصيب القاهرة بالقلق، لكن نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية، النائب عماد جاد، قال إن العلاقات المصرية الإسرائيلية قوية حالياً، وتشهد تعاوناً واسعاً في مجال مكافحة الإرهاب في سيناء.وأضاف جاد، في تصريحات لـ"الجريدة"، "مصر تدرك مدى النفوذ الإسرائيلي في إفريقيا، وتعول عليه في حل مشكلة سد النهضة، خاصة أن رئيس الوزراء الإثيوبي أعلن خلال لقائه نتنياهو الأسبوع الماضي أن إسرائيل منوط بها الإشراف على ملء خزانات السد وتوليد الكهرباء منه"، مرجّحاً أن تلعب إسرائيل دوراً واسعاً لتسوية الأزمات بين مصر وإثيوبيا.زيارة عبدالعال
على صعيد مواز، بدأ رئيس مجلس النواب علي عبدالعال، زيارة لموسكو، أمس، على رأس وفد برلماني، إلى مقر مجلس "الدوما" الروسي، يلتقي خلالها رئيس مجلس النواب الروسي، وقال مصدر مصري مسؤول إن عبدالعال من المُقرر أن يبحث خلال الزيارة سبل تعزيز التعاون وتبادل الخبرات بين البرلمانين المصري والروسي.خبير الشأن الروسي، محمد أبوالنور، قال إن الزيارة بروتوكولية، وتأتي رداً على الزيارة التي قام بها رئيس "الدوما" لمصر قبل أسابيع، ورجّح أن تناقش اتفاقية إقامة المحطة النووية في الضبعة، والطلب المصري بإعادة السياحة الروسية إلى مصر، خاصة بعد أن قامت أجهزة الأمن المصرية بمراجعة إجراءات تأمين المطارات والاستجابة لطلبات الجهات الأمنية الروسية.على صعيد ذي صلة، انتقد النائب البرلماني محمد الكومي، خلال اجتماع لجنة حقوق الإنسان في البرلمان المصري أمس، الخارجية المصرية، معتبراً أنها لم تتعامل بشكل جدي مع قضية مقتل باحث الدكتوراه الإيطالي جوليو ريجيني، ووصف أداءها بـ"الضعيف"، في حين عقبت النائبة مارجريت عازر على الكومي قائلة: "يجب انتظار التحقيقات".إلى ذلك، أعلن مصدر أمني، أمس إحباط هجوم إرهابي لعناصر من تنظيم "أنصار بيت المقدس" الإرهابي، على قوة أمنية خلال قيامها بأعمال تمشيط على الطريق الدولي في نطاق قرية "الشلاق" في مدينة الشيخ زويد شمالي سيناء، وقال المصدر: "القوات نجحت في التصدي للعناصر التكفيرية، وتمكنت من تصفية اثنين".