استقرت الحال بإسماعيل عاكف في طنطا، وانضم إليه أشقاؤه محمود وأمين وعزوز، واتخذوا من السيرك مكاناً للعمل والعيش فيه معاً.

Ad

ما إن استقامت الأمور حتى أنجب إسماعيل بعد سيد، سبعة أولاد آخرين: اثنين من الذكور، وخمسة من الإناث، ليزداد عدد عائلة سيرك عاكف، والذي أصبحت «الأسطى مريم» أحد أفراده، من دون أن تكون شريكاً فيه. ولكن إسماعيل لم يشعرها بذلك، بل اعتبرها واحدة من الأسرة هي وابنتها جميلة، التي برعت مثلما برع سيد إسماعيل في ألعاب السيرك. وكما يقول المثل الشعبي: «ولد الفرخ عوام» كان من الطبيعي أن يسير كل من «سيد» و{جميلة» على الدرب، حيث تعلما سريعاً ألعاب الأكروبات، بل وبرعا فيها، فخصص لهما إسماعيل عاكف فقرة كاملة ضمن فقرات السيرك، وكانت تلقى إعجاب الجمهور بشكل كبير. حتى إنهما كانا إذا تأخرا في الظهور، هتف الجمهور باسميهما وطالبهما بالظهور.

كما جمعت الأكروبات وحب السيرك بين سيد وجميلة، جمع الحب بين قلبيهما الصغيرين، ويوماً بعد يوم كبرا، وشبّا معاً بين أحضان السيرك وارتبطا بروابط حب عنيف:

= جميلة... أنا... أنا... كنت عايز أقولك... أقولك.

- عايز تقول إيه يا وله؟

= كنت عايز أقولك... إني... إني بحبك.

- طب ما أنا عارفه يا وله.

= بجد؟! عارفة إني بحبك.

- أيوا عارفة.

= وانت... بتحبيني زي ما بحبك.

- أيوا يا وله.

= طب موافقة أننا...

- موافقة.

حب في الحلبة

لم يتردد إسماعيل والأسطى مريم في أن يربطهما «النسب» كما ربط بينهما السيرك، وعملا على إتمام الزواج بين سيد وجميلة، وسرعان ما عملا على زيادة أسرة السيرك بثلاثة عشاق جدد، حيث أنجبا ثلاث إناث بالترتيب هن سيدة، وفاطمة ونبوية. وعندما حملت جميلة حملها الرابع، تمنت هي وسيد أن يكون المولود ذكراً، لتكتمل سعادتهما، فراحا ينتظران بشارة مولودهما الرابع.

لم ينتظر المصريون من العام 1930، أكثر مما انتظروه من سابقه، خصوصاً أنه اقترب من نهايته، فلم يبق فيه سوى ثلاثة أشهر فقط، إلا أن سيد وجميلة يحلمان بأن يحمل لهما هذا العام، بشارة ما حلما به منذ زواجهما، فقد اقتربت جميلة من وضع مولودها الرابع، وتأمل أن تحقق لزوجها ما يتمناه بأن يصبح أبا لذكر، وفي كل مرة كانا ينتظران فيها ذكراً، كان يرزقهما الله بأنثى، حتى أراد لهما الله ثلاثة إناث، وشعر سيد بأن الله يدخر له الخير في مولوده الرابع، وسيكون ذكراً، وزاد من إحساسه تلك الأجواء الروحانية التي باتت تحيط به، مع اقتراب الاحتفال السنوي لمولد «السيد البدوي» الذي بدأ الاستعداد له منذ اليوم الأول لشهر أكتوبر من هذا العام، استعداداً لليلة الكبيرة التي ستحل مع منتصف الشهر.

الصدمة الرابعة

بعدما انتهى من الاستعدادات الأخيرة مع لاعبي السيرك، لاستقبال «مولد السيد البدوي» لم يستطع سيد أن ينام في تلك الليلة السابعة من شهر أكتوبر من العام 1930، مثلما لم يلمس النوم جفني جميلة، بسبب آلام الوضع، فيبدو أن الضيف الذي ينتظرانه سيصل هذه الليلة. راح كل من في السيرك يتأهب لقدومه، مع إحساس الجميع بأنه «ولي العهد».

فيما رفع آذان الفجر من مسجد السيد البدوي، إيذانا بمولد يوم جديد، كانت جميلة تضع مولودها الرابع، الذي شكل وصوله صدمة كبيرة لسيد، حيث وضعت جميلة الأنثى الرابعة.   

لم تصب الصدمة سيد إسماعيل وحده، بل سيطرت على العائلة بأكملها، إلا والدتها جميلة، التي نزل حبها في قلبها منذ أن وقعت عيناها عليها، ورقّ لها قلبها، فيما رفض والدها مجرد النظر إليها، وانتحى جانباً وراح يفكر في مستقبل هذه الأسرة من بعده، ولم يكن فيها ذكر يحمل اسمه ويكون امتداداً له ولاسم عائلة عاكف يدير السيرك بعده، خصوصاً بعد تراجعه بعد وفاة والده و{الأسطى مريم» والدة جميلة، إضافة إلى اثنين من أعمامه، ولم يبق إلى جواره سوى عمه محمود. وكان لديه أمل كبير في أن يمن الله عليه بمولود ذكر، يبشره بصلاح الأحوال، فلم يبق في جيبه سوى بضعة قروش، ربما لن تكفي قوت يومهم، كما تراكمت عليه الديون، وأجواء المولد لا تنذر بموسم جيد، فرغم أنه لم يبق سوى أسبوع على الليلة الكبيرة، فإن الوافدين لم يكونوا بحجم كل عام، فقد كان تأثير الوضع الاقتصادي السيئ واضحاً، وكساد الأحوال يسيطر على الجميع، ولم يرد سيد أن يشعر جميلة بذلك، خصوصاً أنه لم يمض سوى سويعات قليلة على ولادة ابنتهما التي لم يختارا لها اسما حتى الآن:

= يا ستي أي اسم والسلام... ها تفرق إيه يعني.

- أنت أبوها ولازم تختار لها اسم.

= والله ما فيا دماغ أفكر في حاجة. المولد فاضل عليه أسبوع ومافيش غير الخيم بتاعة المشايخ بس.

- ماتشلش هم... ربنا كبير وأكيد هايفرجها من وسع.

= دي بشاير المحروسة الجديدة. جاية والدنيا فاضية قدامها... الحمد لله الحالة ع الحميد المجيد.

بشائر

لم تمض دقائق على حديث سيد وجميلة، إلا وجاء من يطلب مقابلته، فتردد ظنا منه أنه أحد الدائنين، لكن الرجل أصرَّ على مقابلته:

= أهلا وسهلا... تحت أمرك.

- شوف يا أسطى سيد. محسوبك رمضان الفللي من طرف المعلم سلطان، أكبر متعهد في المولد. باختصار، هو باعتني عايز يشتري منك عشر ليالي من السيرك.

= مش فاهم يعني إيه عايز يشتري عشر ليالي؟

- يعني هايدفعلك أجرة العشر ليالي... وأنت مالكش دعوة بالإيراد. جاب كتير جاب قليل... حقك وهاتاخده... وهو جاله كتير جاله قليل. حلال عليه.

= أيوا بس ده...

- مافيش بس. شوف الليلة في السيرك عندك بتجيب كام إيراد.

= على حسب. ممكن أربعة جنيه... ويوم خمسة... وساعات بتوصل لـ...

- لا ما توصلش أكتر من كدا... ها ندفع أربعة جنيه في الليلة. في عشرة يعني أربعين جنيه في العشر أيام. آدي عشرين جنية عربون... والعشرين التانية آخر المولد.

لم يصدق سيد ما حدث، ففيما لم يكن في جيبه سوى بضعة قروش، كما لم يضمن إيراد ليلة من ليالي المولد، بسبب ما يراه من ضعف إقبال هذا العام، يجد في يده عشرين جنيهاً، تكفي لسداد ديونه ويبقى معه ما يكفي الأسرة إلى حين انتهاء المولد، فنظر إلى السماء وابتسم، ثم استدار ونظر إلى وجه ابنته، ليراها للمرة الأولى، فشعر وكأنها تنظر إليه وتبتسم.

خرج رمضان الفللي من السيرك، ولم تمض دقائق، إلا وجاء آخر يطلب لقاء سيد، فسارع هذه المرة في لقائه من دون خوف، غير أن المفاجأة هذه المرة كانت أشد والفرصة أكبر:

= تحت أمرك. أنا سيد عاكف.

- شوف يا سي سيد. أنا مدير الصالة في «تياترو البسفور» اللي في باب الحديد بمصر المحروسة.

= أهلا وسهلا.

- الخواجة ميشيل صاحب التياترو باعتني اتفق معاك أنك تيجي أنت والفرقة بتاعتك تشتغلوا في التياترو لمدة شهرين... وهايدفعلك.

= حلمك شوية يا خواجة.

- مش أنا الخواجة. أنا منصور مدير الصالة.

= ماشي يا عم منصور. فرقة إيه؟ إحنا مش مغنواتية... يظهر أنك غلطت في العنوان. إحنا ناس بنقدم فقرات في سيرك.

- أيوا أيوا عارف... معلش أنا غلطت... أنا قصدى تيجي أنت والناس بتوعك تقدموا فقرات في التياترو للجمهور وهايدفعلكم أربعين جنيه في الشهر.

= أيوا والمولد... دا موسم بنستناه من السنة للسنة. وأنا ماخبيش عليك أخدت عربون.

- مافيش مشكلة. يخلص المولد تاني يوم تكون في باب الحديد أنت ورجالتك... قلت إيه؟

= ودي بدها قول. موافق يا أسطى طبعاً.

- أسطى!! بقولك منصور أفندي مدير الصالة. تقوللي يا أسطى... ما علينا اتفضل دول عشرين جنيه عربون.

رزق نعيمة

لم يصدق سيد ما يحدث له، شعر بأن الله يرسل له رزق هذه المولودة الجديدة، فركض إليها وانحنى ليقبلها من جبهتها:

= البنت دي وشها حلو أوي يا جميلة. أنا مش مصدق نفسي. بعد ما كان في جيبي خمسة أبيض، بقى لحظة في أيدي أربعين جنيه!

- الحمد لله ياما أنت كريم يارب. نعمة من عند ربنا.

= فعلا البنت دي نعمة ربنا بعتهالنا.

- خلاص... يبقى نسميها نعمة.

= على اسم البنت نعمة اللي بتعمل شاي... لا لا.. نشوف اسم تاني.

- خلاص. نسميها نعيمة.

= حلو اسم نعيمة. خلاص تبقى نعيمة... نعيمة عاكف.

رغم أنها أنثى، مثل بقية الإناث اللائي سبقنها، ولم تكن الذكر الذي تمناه وحلم به طويلاً، فإن سيد شعر بأن نعيمة أصبحت «وش السعد» عليه، فبمجرد أن وصلت، جاء معها الخير الكثير، وكأن مجرد وصولها عمل على إطعام كل من في السيرك، وأنعش حالهم.

ما إن انتهى مولد السيد البدوي، حتى شدت جماعة السيرك، بقيادة سيد عاكف الرحال إلى القاهرة، حيث «تياترو البسفور» بمنطقة «باب الحديد» للإيفاء بما اتفق عليه مع مدير الصالة، لتقديم عروض أكروبات على خشبة مسرح البسفور لمدة شهري الشتاء نوفمبر وديسمبر.

في ثلاثينيات القرن العشرين، لم تكن القاهرة مجرد مدينة جميلة ونظيفة، أقيمت مبانيها على الطراز الإنكليزي، والأخرى على الطراز الإيطالي، آهلة بالسكان يعيش أهلها الحياة العصرية، بل مدينة تعج بالغناء والسحر، فإذا جاء الليل خرج أهلها، والوافدون إليها من المدن الأخرى والريف إلى حي الأزبكية، ليرتادوا المسارح والملاهي، ومحافل السرور والبهجة، لأصحابها من المصريين والشوام والأجانب، يستمعون إلى عزف الأجنبيات على آلاتهم الغربية تعزفن مقاطع من بيتهوفن وشوبان وموتسارت، وللمصريين والمصريات من المطربين والمطربات، فمثلما تجد «مشرب الاجيبسيان» الذي يجلس عليه الملك فؤاد، أيام العطلات، و{مقهى نوبار» ملتقى وجهاء القاهرة والريف، وملهى «دي باري» ومسرح «برنتانيا» مسرح «الرينسانس» فضلا عن «التياتروهات» والمقاهي أماكن تجمع ذوات القوم والأغنياء، التي تقدم عروض الفرق الأجنبية، الفرنسية والإيطالية. تجد أيضاً على رأس ميدان «سليمان باشا» مقهى «ريش»، الذي أقيم مكان قصر الأمير محمد علي المزال، والذي يغني فيها الكروان صالح عبد الحي، والشيخ أبو العلا محمد، وتلميذته الآنسة أم كلثوم، وبالقرب منه «شارع كلوت بك» حيث تطرب السماع «أسما الكمسارية»، وسلطانة الطرب منيرة المهدية تغني في «تياترو نزهة النفوس» وعلى بعد خطوات منه يقع «تياترو البسفور» حيث يغني فيه المطرب الشاب محمد عبد الوهاب في حضرة أمير الشعراء أحمد شوقي، حيث اختفت الروايات التمثيلية من المسارح. وحل أصحاب الفرق المسرحية فرقهم، بسبب حالة الكساد الاقتصادي، ما جعل هذه الأماكن مقصورة على الأغنياء من باشوات وبكوات، فضلا عن العاطلين بالوراثة من الارستقراطية المصرية، يبحثون عن الطرب والغناء وسماع الموسيقى، ومشاهدة ألعاب الحواة والأكروبات، الأمر الذي جعل الخواجة مشيل صاحب «تياترو البسفور» يستعين بلاعبي الأكروبات وبهلوانات سيرك «أولاد عاكف» لتقديم ألعابهم.

لم تقتصر بشائر نعيمة على بدايات وصولها، بل راحت تواصل بشائرها على كل من حولها. ما إن انتهى تعاقد سيد مع «تياترو البسفور» وعاد إلى طنطا، حتى انهالت عليه عروض جديدة لإقامة السيرك في كثير من مدن ومديريات الدلتا. راح سيد يتنقل بأعضاء السيرك من طنطا إلى دسوق، ومنها إلى ميت غمر، ومن زفتى إلى بلقاس، ومن رشيد إلى رأس البر ودكرنس، وبدلا من العمل لمدة أسبوعين أو ثلاثة في العام، خلال فترة المولد، أصبح السيرك يعمل طوال العام، وضم إليه سيد عاكف عناصر جديدة. حتى إنه أصبح يقيم في بعض الأحيان حلقتين للسيرك في مكانين مختلفين في وقت واحد، ما انعكس بشكل كبير على حالته الاقتصادية. أكثر من ذلك، فقد شارف على حالة من الثراء لم يشهدها سابقاً، ما كان سبباً في اتجاهه إلى إدمان «لعب الورق» الذي تمكن منه بشكل كبير. حتى إنه أصبح عادة يومية بعد انتهاء برنامج السيرك، ما أثار غضب زوجته جميلة. وتبدلت السعادة التي كانت تخيم على حياتهما، وتنعكس على كل من في السيرك، لتتحول حياتهما إلى شجار دائم بسبب لعب الورق، ولم يكن ثمة من يستطيع أن يردعه، سواء أخويه اللذين يصغرانه، أو حتى عمه، فضلا عن بناته الثلاث اللائي كبرن وصرن في عمر المراهقة وبداية الشباب، وأصبحن من بطلات السيرك، بعدما أحسن سيد تدريبهن، فيما فشل في تدريب الرابعة نعيمة، التي وصلت إلى سن الرابعة، وهي السن التي يبدأ فيه سيد تدريب بناته، إذ تنمو أجساد الأطفال في هذه السن بشكل سريع، وتعمل التدريبات المبكرة على سهولة تنمية عضلات الجسم وسهولة استخدامها بشكل لين. نعيمة لم تستجب لأي من هذه التدريبات التي يضعها لها سيد، فظنَّ أن هذا بسبب التدليل الزائد من الأم لفتاتها الأخيرة:

= كله منك أنت

- أنا؟! أنا ذنبي إيه؟

= أنت اللي مدلعاها ومقوياها... البنت مش سامعه كلمة واحدة ليا.

- أنا مالي آهي عندك اصطفي معاها.

رغم ولادتها ونشأتها في أحضان السيرك، وتفتح عينيها على ألعابه ومحترفيه يمارسون الأكروبات ليل نهار، منهن لاعبات «الكاوتشوك» ولاعبات الترابيز، والطوق، ومن تمشي على السلك، وغيرها من ألعاب، فإن ذلك كله لم يستهو نعيمة.

الكساد العالمي والفن

منذ نهاية العشرينيات، تحديداً بداية العام 1929، ضربت الانتكاسة الاقتصادية العالمية بجذورها في مناحي الحياة كافة، وكما طاولت المعدمين، طاولت أيضاً التجار والصناع والبنوك والفلاحين، الذين هجروا الأرض والزراعة، إلى المدينة التي اكتوت أيضاً بنيران الأزمة، وشهدت تقلبات اعتصرت الحياة الاقتصادية والاجتماعية، ووصلت إلى الأدب والثقافة والفنون.

كان هذا الكساد من أعنف ما شهده العالم، إذ استمر قرابة أربع سنوات (1929 - 1933) وكبقية دول العالم، خيَّمت ظلال الأزمة الاقتصادية العالمية على كل شبر في مصر، بما ترتب عليه من تضخم الديون العامة وفوائدها، وما تبع ذلك من زيادة ضرائب، ذهب معظمها لقضاء الديون، إضافة إلى ضعف القوة الشرائية، وبوار فيض الإنتاج وكساد الحاصلات، ما أدى إلى إفلاس كثير من البنوك، وإحجام بنوك أخرى عن الإقراض سواء في الداخل أو الخارج.

أصيبت الحياة بالشلل مع جمود حركة الأعمال، وتفاقم البطالة وتزعزع الثقة في المعاملات، وانخفض مستوى المعيشة، وزاد منها انتشار الفساد والقلق السياسي، فيما كان الاحتلال البريطاني يتحكم في كل شيء حتى في المعارضة داخل البرلمان وتعيين رؤساء الحكومات. أما الوظيفة الأهم له فكانت تجنيد وحماية فئة في المجتمع عرفت باسم {البلطجية}. كانوا يمارسون البلطجة ويفرضون {إتاوات} أو ضرائب على أصحاب الملاهي والمراقص والصالات والمسارح، تحت زعم حمايتهم، وهم في حقيقة الأمر تم تجنيدهم من قوات الاحتلال للإرشاد عن الروايات والأوبريتات والأغاني الوطنية والحماسية، التي تحرض الجمهور ضد سلطة الاحتلال، بالإضافة إلى محاولة تجنيد بعض الراقصات والفنانات للإيقاع بالفدائيين والإرشاد عن المتحمسين ضد الاحتلال، سواء في شارع {عماد الدين} أو {كلوت بك} أو الشوارع والأحياء المجاورة. انعكس ذلك مباشرة على الحياة الفنية سواء المسرح أو السينما، أو الغناء، فأغلقت غالبية الفرق المسرحية أبوابها، واضطر آخرون إلى تسريح فرقهم، ولجأ بعض المسارح إلى نوع من الرقص والغناء الهابط، في محاولة لجذب الجمهور بأي شكل، بعدما هجر الجمهور الملاهي الليلية والمسارح، كذلك لجأ بعض المسارح الأخرى إلى بعض لاعبي السيرك لتقديم عروضهم للجمهور على المسرح، في محاولة للتغيير من أجل جذب أكبر عدد من الجمهور.

البقية في الحلقة المقبلة

نعيمة عاكف... التمر حنة (1) .. «حب لا يموت»

نعيمة عاكف... التمر حنة (2)