مرحباً بالخريف
![فوزية شويش السالم](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1555928838345230500/1555928850000/1280x960.jpg)
كذلك هناك أنشطة جديدة بدأت تظهر في هذا الخريف مثل التنوع في برامج المواد المقدمة في حديقة الشهيد الجديدة مثل الحفلات الموسيقية والغنائية، ورياضة اليوجا، وورش الكتابة للأطفال، وأيضاً ورش الكليوغرافيي للأعمال الفنية، وأنشطة متعددة ذات طابع مختلف عما يقدم في الأماكن الأخرى، وهو الأمر الذي يبشر بالتغيير المقبل، خصوصاً أن من يشرف عليها ويديرها شباب لوياك، وهم من خيرة الذين يعملون في العمل التطوعي، وخبرتهم مدربة ومعدة لمثل هذه الأعمال.الجميل في برامج هذه الحديقة هو تركيزها على تعليم ونشر الوعي الفني الثقافي لدى الأطفال من قراءة ورسم وموسيقى، وهذا ما تحتاج إليه بشدة الأجيال القادمة حتى تبتعد عن التطرف والعنف الذي يسود حياتنا اليوم. هناك الكثير من المراكز والجمعيات "والجالريات" وجامعة الكويت، ولكل منها برامج ثقافية وفنية خاصة بها على مدار العام.الملاحظة الواضحة لهذا الخريف هي ازدياد الاهتمام بالعروض الموسيقية والمسرحية والفنية بشكل واضح، وهذا يعني أن هناك تغيراً في التوجه العام، للتخفيف من حدة التعليم الصارم المنغلق الخالي من الموسيقى والفنون، الذي أنتج هذا العنف والتطرف العنصري الحاد لدى بعض من الشباب الذين سهل وقوعهم في شبكات الإرهاب التي جندتهم، وغير هذه "الخناقات" والمعارك التي تدور في الشوارع والمولات ويروح ضحيتها بعضهم.وفي معرض الكتاب لهذا الخريف أيضاً طابع جديد مختلف عن العام الماضي، فقد دشنت "الفاشنستات" والموديلز المعرض بكتاباتهن وكتاباتهم أي جنس من الجنسين، وهذا يعني زيادة أعداد الزوار للمعرض، ليس بقصد الشراء والتزود بالكتب والمعرفة الثقافية، بل لأنهم "الفانز" أي "المعجبين" بالفاشنستات الذين يتابعونهن على الانستغرام والسناب شات والبري سكوب، وهن من يطلبن أو يأمرن متابعينهن باللحاق بهن في كل الأمكنة التي يذهبن إليها لترويج الاستهلاك التجاري، وبهذا أصبحت الثقافة بنداً من بنود الترويج التجاري، وبات الذهاب إلى المعرض شكلاً من أشكال العقاب الذي يجب أن يناله كل من أراد الحصول على قائمة كتبه المطلوب شراؤها من معرض اكتظ بزحام ثقافي مزيف مصطنع، وبمواقف سيارات ازدحمت وتآكلت بسيارات شباب الفانز وغيرهم من المتفرجين الذين يتنزهون في ردهات الكتب الثقافية.لكن مع هذا يبقى خريف الكويت نشيطاً جميلاً متدفقاً بالرومانسية والحيوية والتنوع الثقافي المتعدد التوجهات.