البطولة المطلقة... هل تبدأ من التتر؟
تجتاح الموسم الدرامي كل عام موضة تتمثل في غناء أبطال المسلسلات الرمضانية التتر، وهذه السنة تنضم أربعة أعمال إلى هذه الموضة: «طريقي» بصوت شيرين، و«لهفة» بصوت دنيا سمير غانم، و«ولي العهد» بصوت حمادة هلال، و«الكبير قوي» بصوت أحمد مكي.
رغم تحذير البعض لها من خوض هذه التجربة حتى لا تنشغل بأكثر من تفصيلة في العمل خشية فشلها في التمثيل لا سيما أن لها تجربة غير موفقة من قبل، قدمت شيرين أغنية تتر «طريقي» من كلمات وليد الغزالي، ألحان إيهاب عبدالواحد، توزيع موسيقي أمين بوحافة ومدير التصوير تيمور تيمور. بدورها سارت دنيا سمير غانم على درب شيرين وغنت تتر نهاية مسلسلها «لهفة» بمفردها مع تثبيت الصورة عليها، في حين شاركها فريق العمل المكون من والدها الفنان سمير غانم والفنان الشاب علي ربيع ومحمد سلام وهناء الشوربجي غناء تتر البداية. التتران من كلمات أمير طعيمة، ألحان هشام جمال وتوزيع فادي.
مع أن حمادة هلال أكد أكثر من مرة أنه لن يغني شارة «ولي العهد»، وتم الاتفاق بالفعل مع إيهاب توفيق على القيام بهذه المهمة، ليتفرغ هلال لأداء دوره كممثل، فوجئ الجميع بتقديم هلال تتري البداية والنهاية بصوته، وهما من كلمات ملاك عادل، ألحان حمادة هلال، توزيع أحمد عادل. بدوره يؤدي أحمد مكي تتر الجزء الخامس من مسلسله «الكبير قوي». هيفاء وهبي المطربة الوحيدة التي لم تخض تجربة غناء التتر، رغم مشاركتها في الموسم الدرامي بعملين هما «مريم» و{مولد وصاحبه غايب»، لرغبتها في أن يتم تقديمها كممثلة محترفة بعيداً عن الغناء، لذا غنى وائل جسار تتر الأول وآدم تتر الثاني. فرصة مؤاتية لا يرى حمادة هلال مانعاً من غناء شارة مسلسله، خصوصاً أنه في الأصل مطرب ويقوم بهذه المهمة بمنتهى السهولة، موضحاً أن الباب مفتوح أمام الجميع، فالمطرب أصبح ممثلا والممثل مطرباً، متسائلاً: «طالما يستطيع الفنان تقديم شيء جيد فلماذا يرفض أو يمتنع؟». يضيف: «لا أتمسك بهذا الموضوع لكن عندما تكون ثمة فرصة مؤاتية لماذا أرفضها؟» موضحاً أنه لا يعتبر ذلك تضخيماً لدوره في المسلسل أو تأكيداً لبطولته المطلقة أو رغبة منه في الظهور أطول وقت ممكن، مستغرباً لماذا يعيب البعض على المطربين غناء تترات مسلسلاتهم بهذه الصورة. بدوره يؤكد الموسيقار هاني شنودة أن غناء الفنانين تتر مسلسلاتهم لا يتم بحرفية، تحديداً عندما يقوم بهذه المهمة ممثل وليس مطرباً، معتبراً ذلك مجرد رغبة في الحضور، لا سيما عندما يحدث ذلك في الـ “سيت كوم” والمسلسلات الكوميدية الخفيفة، مطالباً إياهم بالعمل بالمثل لمصري القائل:”إدى العيش لخبازه”، موضحاً أن التداخل بين الفنون أحدث عدم حرفية في أمور كثيرة. يضيف: “لا يمكن تقييم الممثلين الذين يؤدون الأغاني بصوتهم وهم ليسوا بمطربين، ففي ذلك ظلم كبير لهم، لكن من نستطيع أن نقيم أداءهم الغنائي هم المطربون”، مؤكداً أن غناء الممثلين التترات أو خلال أحداث المسلسلات ليس بدعة بل عادة قديمة موجودة بكثرة في أفلام الخمسينيات عندما كان الممثل يغني في بعض الأحيان. سيطرة كاملة ترى الناقدة ماجدة موريس أن غناء الأبطال لشارات مسلسلاتهم ينضوي تحت لافتة السيطرة على مقاليد العمل بالكامل، موضحة أن البعض يعتبر أن البطولة المطلقة تبدأ من التتر وهذا ما يحدث، وثمة من يتمسك بهذا الموضوع حتى يبدو أنه يمتلك المسلسل بالكامل، وأنه البطل الأوحد، مشيرة إلى أنه في بعض الأحوال يكون لائقاً بالبطل غناء تتر مسلسله وفي أحيان أخرى يكون غير لائق به. تضيف: «لا يكتفي البعض بغناء التتر فحسب، بل يصل الأمر إلى الغناء ضمن العمل أيضاً»، مشيرة إلى أن الجمهور ينفر بعد فترة من المسلسل، فمن غير اللائق مشاهدة البطل في أغلب المشاهد والاستماع إلى صوته في التتر أيضاً، لأن الشارة تحفز المشاهد على قبول المسلسل أو رفضه. تتابع أن أغلب القنوات الفضائية أصبحت لا تهتم بالتتر أثناء فترة العرض الأول بسبب ضغط الإعلانات، ما ساهم في عدم اهتمام المنتجين بتجويد التتر واختيار مطرب لهذه المهمة، خصوصاً عندما يكون المسلسل من نوعية الـ «سيت كوم» أو الكوميدي أو أعمال ذات موازنات ضعيفة.