«كويتولوجيا»

نشر في 09-12-2015
آخر تحديث 09-12-2015 | 00:08
 د. ندى سليمان المطوع  نقف مكتوفي الأيدي أمام الإنجازات العلمية والتقنية التي يشهدها العالم، ونجلس متفرجين أمام الطوفان المعلوماتي الذي يجتاح عالمنا هذا، ألم ندرك بعد أننا في أنظار العالم دولة النفط والمال التي تمتلك القدرة على التحول التكنولوجي ولم تستغلها بعد؟

هل افتقدنا الأمل باستجابة مؤسساتنا للثورة التكنولوجية؟ ما لنا نقف حائرين أمام طوفان المعلوماتية؟ ولماذا نشعر أننا لم نحقق الكثير باحتوائنا الطاقات الشبابية؟ لم نستطع حتى الآن مواجهة شغف أبنائنا ولم نستطع احتواء رغبتهم في تحويل بلادنا إلى واحات تكنولوجية.

أنفقنا أموالا طائلة للتخطيط للجامعة الافتراضية، ووقفنا كعادتنا بمرحلة التنفيذ حتى سبقتنا الإمارات بتنفيذ جامعتها الافتراضية والذكية (جامعة حمدان بن محمد الذكية)، وهي أول مؤسسة أكاديمية للتعليم الإلكتروني تحظى بالاعتماد الأكاديمي من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، استهدفت تغيير الواقع التعليمي في العالم العربي، ونجحت في انطلاقها بكسر فوبيا التعليم الإلكتروني.

وتألقت أيضا في عالم الحداثة المملكة العربية السعودية بتأسيسها جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية التي نجحت بالجمع بين النموذج الأكاديمي والنموذج الحديث، والنتيجة تمثلت بإنشاء مؤسسة بحثية ذات مستوى عال تبحث في مجال الوقود الأحفوري واحتراقه.

واستقطبت الطلبة والباحثين المهتمين بظاهرة الاحترار العالمي والحد من تغير المناخ، وتفوقت بأقسام خاصة لتوفير حلول للطاقة المستدامة، ويمتلك طلابها وطالباتها فرصة التعرف على التقنيات المبتكرة للاحتراق النظيف، ومبادرات الزراعة الصحراوية، والتعرف على تحلية المياه، وتطوير استخدام المياه قليلة الجودة، وأتمنى أن تتجه بوصلة بعثاتنا الطلابية إلى تلك الجامعات.

 تساؤلات كثيرة تدور في الأذهان تحتم علينا اقتراح ورسم استراتيجيات للتعامل معها، أي للتعامل مع الحاجة للاستفادة من الثورة التكنولوجية في عملية تحديث الدولة، فقد استبشرنا خيراً بالمؤتمر التكنولوجي الذي عقد قبل عدة أيام، ورغم وصول الدعوات الورقية بدلا من الإيميل فإن المؤتمر نجح في تجميع الوجوه الشبابية الجميلة في حدث ممتع لا أكثر، تبعه حديث باعتقاد بالغ الأهمية دار بين الشباب على الهامش حول صعوبة توظيف التكنولوجيا لخدمة الصحة والتعليم وحتى الإسكان.

من واقع تجربتي ومتابعتي الشخصية للتكنولوجيا والتعليم توصلت إلى نتيجة؛ وهي أن المدارس الأجنبية هي الأكثر حرصا على استخدام التكنولوجيا في البحث العلمي، وتوجيه طلبتهم إلى المحركات البحثية الدولية للحصول على المعلومة وإجراء البحوث، أما طلاب المدارس الحكومية فليس لديهم المحرك البحثي العربي المعتد حتى الآن

بالإضافة إلى ضعف اللغة الإنكليزية كلغة بحثية، الأمر الذي يدفع العديد منهم للاستعانة بالمدرسين أو المكاتب البحثية لإجراء البحوث.

واليوم ونحن نتابع زيارة بيل غيتس للمنطقة أقترح أن تستثمر الدولة بمحرك بحثي باللغة العربية واللغات الأخرى أيضا لجمع المراجع العربية وتصنيفها والحفاظ عليها.

كلمة أخيرة:

 يقولون إن شابة عربية تحمست لحضور الحوار مع غيتس، فقيل لها إن الحوار للكويتيين فقط، لكنها استطاعت أخيرا، باستخدام أدوات الضغط الاجتماعي، أن تثبت حضورها.

ويقولون أيضا إن بعض أهل التكنولوجيا والتعليم باءت محاولاتهم لحضور الحوار مع بيل غيتس بالفشل، خصوصا بعد تلقيهم رسالة الاعتذار من المنظمين، والتي أشارت إلى أن الحوار للفئة الشبابية فقط، ومن خلال الفيسبوك والنقل التلفزيوني الحي اتضح للجميع أن الحضور قد تجاوز الفئة الشبابية، وأن الدعوات ارتكزت على المجاملات الاجتماعية، وليس أمام أهل العلم احتراف أساليب الضغط الاجتماعي للوصول إلى قوائم الدعوات للمؤتمرات والحوارات القادمة.

back to top