موسكو تدرس دعم الأسد جواً وترفض أي نقاش حول مصيره

نشر في 30-09-2015 | 00:05
آخر تحديث 30-09-2015 | 00:05
● الأمير يتقدم 100 زعيم في قمة مكافحة الإرهاب

● أوباما: هزيمة «داعش» تتطلب رحيل بشار

● اتفاق أميركي ــ روسي على مبادئ أساسية لحل أزمة سورية لا يشمل «قيادة موحدة» للعمليات
بعد جولة شهدت تبادلاً للانتقادات في الجمعية العامة للأمم المتحدة حول أسلوب التعامل مع الأزمة السورية، شنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هجوماً مباشراً على نظيريه الأميركي باراك أوباما والفرنسي فرنسوا هولاند، بسبب إصرارهما على رحيل حليفه السوري بشار الأسد، الذي أكد بوتين أنه يدرس دعمه بضربات جوية.

هاجم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مباشرة أمس الأول نظيريه الأميركي باراك أوباما والفرنسي فرنسوا هولاند، منتقداً إصرارهما على رحيل الرئيس السوري بشار الأسد.

وبعد محادثات طويلة مع أوباما حول سورية، قال بوتين، خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، "أكن كل الاحترام للرئيسين الأميركي والفرنسي، ولكنهما ليسا مواطنين سوريين وعليهما ألا يشاركا في اختيار قادة دولة أخرى".

ورفض الرئيس الروسي استبعاد توجيه ضربات جوية لدعم الجيش السوري، قائلاً: "نفكر في ذلك ولا نستبعد أي شيء. لكن إذا قررنا التحرك فسيتم ذلك في إطار الاحترام الكامل لمعايير القانون الدولي وإجازة مجلس الأمن، خلافاً لعمليات الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة".

تدخل بري

أما القوات البرية، فحسم بوتين الأمر بعدم استخدامها. وقال: "نفكر في طريقة زيادة مساعدة الجيش السوري، وبشأن القوات البرية لا حديث عن مشاركة روسية"، كاشفاً عن اتفاقه مع أوباما على مواصلة المحادثات بشأن طرق تنسيق تحركات عسكريي بلديهما لتجنب أي صدام عرضي في المنطقة واستشكاف خيارات لحل سياسي في سورية، لكنهما تختلفان على مستقبل الأسد.

وفي خطابه الأول منذ 10 سنوات في الأمم المتحدة، انتقد الرئيس الروسي بشدة التدخل الأميركي في العراق وليبيا، مرجعاً الفوضى في الشرق الأوسط إليه، معتبراً ان الغرب بدا بعد انتهاء الحرب الباردة "مركز هيمنة" على العالم وفرض نفسه لتسوية نزاعات بالقوة أدت إلى "ظهور مناطق فوضى في الشرق الأوسط ينتشر فيها المتطرفون والإرهابيون".

قمة مكافحة الإرهاب

ووفق مسؤول أميركي، تحدث شريطة عدم نشر اسمه، فإن اجتماع أوباما وبوتين استمر نحو 90 دقيقة واقتصر على مسألتي سورية وأوكرانيا بمساحة زمنية متساوية تقريباً، مبيناً أن الرئيس الأميركي، الذي اجتمع مع أكثر من 100 قائد دولة أمس لتوسيع الائتلاف ضد "داعش"، جدد موقفه بضرورة رحيل الأسد، وأنه لا يوجد مسار للاستقرار في سورية الممزقة مع بقائه في السلطة.

واعتبر أوباما أمام قمة مكافحة الإرهاب التي حضرها قادة 100 دولة، وفي مقدمتهم أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، أن هزيمة "داعش" في سورية ستكون ممكنة فقط من دون وجود الأسد في السلطة، مضيفا أن هذا العمل "يتطلب قائدا جديدا".

وقال المسؤول إنه "بحلول نهاية الاجتماع بدت نوايا بوتين واضحة: هزيمة متشددي تنظيم الدولة الإسلامية ومساندة حكومة الأسد"، مشيراً إلى أن المحادثات السياسية ستستمر بين وزيري خارجية الولايات المتحدة جون كيري وروسيا سيرغي لافروف، ووزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ستتولى الترتيبات للمحادثات العسكرية.

لافروف وكيري

ولاحقاً، قال لافروف، في مقابلة مع التلفزيون الروسي، "لم نتفق على مراحل محددة" لكن الرئيسين "اتفقا على مواصلة التعاون"، مبيناً أن "محادثات بين وزارتي الدفاع ووزارتي الخارجية" للبلدين ستجريان "لجعل هدفنا المشترك القضاء على تنظيم الدولة الاسلامية، أكثر قابلية للتحقيق".

وإذ استبعد لافروف فكرة "القيادة الموحدة" بقوله إن "ذلك لن يكون واقعياً، والرئيس بوتين أعلن ذلك بوضوح وأعتقد أن الرئيس إوباما استمع إلى أقواله"، أعلن كيري توصل البلدين إلى اتفاق على المبادئ الأساسية بشأن سورية، لكنه أشار إلى أن الخلافات لاتزال قائمة، وحان وقت الاتحاد لإيجاد سبيل للخروج من الأزمة السورية.

وقال إنه تحدث مع روسيا عن الضغط على الأسد لوقف استخدام البراميل المتفجرة مقابل شيء تستطيع بلاده القيام به.

منطقة آمنة

بدوره، أعلن الرئيس الفرنسي على منبر الأمم المتحدة رفضه للمساواة بين الضحية والجلاد، وطلب استبعاد الأسد من أي حل سياسي، موضحا أن بلاده ستبحث مع شركائها في الأيام المقبلة اقتراحاً طرحته تركيا وأعضاء في المعارضة السورية بإقامة منطقة حظر طيران في شمال سورية.

وقال هولاند للصحافيين في نيويورك، "سيبحث (وزير الخارجية) لوران فابيوس في الأيام المقبلة حدود المنطقة وكيف يمكن تأمينها وما الذي يفكر فيه شركاؤنا"، مبيناً أن هذا الاقتراح "لن يحمي قاطني تلك المناطق فحسب. ولكن يمكن أن يعود اللاجئون إلى هذه المنطقة. وهذه هي الفكرة الكامنة وراء الاقتراح، الذي يمكن أن يجد مكاناً له في قرار لمجلس الامن يضفي شرعية دولية على ما يحدث فيها".

لا صفح عن الأسد

في المقابل، أكد رئيس ائتلاف المعارضة في المنفى خالد خوجة، أمس الأول أنه "لا أحد يمكنه الصفح" عن ممارسات الأسد، مناشداً المجتمع الدولي التحرك "لتجنب رواندا جديدة"، في إشارة إلى إبادة جماعية وقعت في هذا البلد الإفريقي مطلع التسعينيات وخلفت أكثر من 800 ألف قتيل خلال 100 يوم.

وقال خوجة، في مؤتمر على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، "ما يجري في سورية هو ابادة تتم تحت أنظار العالم، 95 في المئة من قتلى غارات الأسد مدنيون"، متسائلاً: "أتعتقدون أن النظام يقاتل داعش؟ الإحصاءات تقول غير ذلك، وعلى المجتمع الدولي فرض منطقة حظر جوي فهي الأمل الوحيد للسوريين.

خطة بوتين

وفي مقابلة مع "رويترز"، قال وزير خارجية قطر خالد العطية إنه يوجد توافق دولي عام مع روسيا في محاربة "داعش"، لكنه حذر من أن خطة بوتين لا تعالج السبب الأساسي للأزمة وهو الأسد، مؤكداً أنه حان الوقت لأن تجري دول الخليج العربية وإيران "حواراً جاداً"، وأن تناقَش جميع القضايا من أجل تطبيع العلاقات.

(الأمم المتحدة، نيويورك- أ ف ب، رويترز، د ب أ، كونا)

back to top