حرصت سعاد مكاوي على دعوة خطيبها المخرج عباس كامل، لحضور العرض الأول لفيلم «ست البيت» بصحبتها هي ونعيمة عاكف، باعتبارها إحدى المشاركات في الفيلم أيضاً، فلفتت نظر عباس كامل:
= فعلا أنت هايلة أوي يا نعيمة. * مش كدا والنبي يا أستاذ. = دا أكيد... موهبتك في الرقص مش عايزه كلام. * وفي التمثيل وحياتك... لايموني أنتوا بس على فيلم... وأنا أكهرب لكم الجمهور... أخليه يكلم نفسه... أهوسه أجننه. = بس بس... دا أنت باين عليك حدوته كبيرة. - مش بقولك يا عباس... دا أنت لو شفتها كمان على المسرح... حاجة تانية خالص. = أنا فعلا لازم أشوفها على المسرح... بس هاتفرج عليك بعين المخرج... وأنا مابعرفش آجامل. * وأنا موافقة. - طب ما إحنا فيها... إيه رأيك تيجي بكره؟ = لا... أنا بكره وبعده عندي تصوير في أستوديو مصر... لكن ها آجي يوم الجمعة... وهاجيب معايا حسين كمان. * يطلع مين ده حسين كمان. = هاهاها... لا حلوة... ما اسموش حسين كمان... أنا قصدي هاجيب معايا حسين فوزي أخويا... أصله غاوي.... * استني استني... حسين فوزي أخوك؟ = أيوا... المخرج حسين فوزي... أخويا. * طب تيجي إزاي دي... عباس كامل أخو حسين فوزي. = ما تزعليش يا ست... وحطى كمان قبلهم الكبير بتاعنا أحمد جلال. * ما تآخذنيش يعني لو فيها قلة ذوق مني... هي الست والدتك كانت كل يوم بتتجوز. = هاهاها... مش بقولك دمك زي العسل... لا ياستي إحنا من أب واحد وأم واحدة... بس كل واحد فينا اختار له اسماً فنياً علشان ماحدش يعتمد على التاني. * دا أنتوا عيلة محترمة أوي بقى على كدا. ضربة حظ ظلت نعيمة تعد الساعات والدقائق، وتشحذ طاقاتها، في التدريب على إتقان رقصات جديدة، في انتظار موعد مجيء المخرج عباس كامل، فمن الممكن أن يحمل لها اللقاء الخير، ويختارها لتشارك في فيلمه الجديد كممثلة، حتى لو في دور ثانوي، وهو ما أكدته لها أيضاً صديقتها سعاد مكاوي. ما إن علمت نعيمة أن المخرج عباس كامل قد حضر وجلس بالفعل في الصالة، بصحبة شقيقه المخرج حسين فوزي، حتى بدأ قلبها يدق بقوة، شعرت بأنها إزاء امتحان تخوضه لأول مرة، امتحان سيحدد مصيرها ومستقبلها في السينما التي باتت تعشقها. رغم ذلك استحضرت مواهبها في الرقص وغناء المونولوج، ورقصة الكلاكيت، وراحت تعرضها على خشبة المسرح، وسط دهشة وانبهار عباس كامل، في حين ظل شقيقه المخرج حسين فوزي صامتاً لا يتكلم، ينظر ليتابع تحركات وشقاوة نعيمة، التي لاحظت صمته وهدوءه، فشعرت بأنها لم تنل إعجابه، فيما راح عباس كامل يصفق مع الجمهور، ويهتف باسمها، فلم تهتم لذلك كله، واهتمت فقط أن تعرف لماذا لم تحرك مواهبها ساكنا لشقيق عباس كامل: - برافو... برافو... هايل يا فنانة... إيه القدرات دي؟ مش ممكن. * مرسيه يا أستاذ عباس على ذوقك وتهنئتك... لكن يظهر أني ما عجبتش الأستاذ. = أنت إيه؟ أنت مين؟ أنت ليه؟ * حوش حوش... هو إيه أصله ده... هو أنت يا إما تسكت يا تقول كلام مش مفهوم. = أنت مصيبة... أنت كارثة... أنت... * بس بس... أخس على كدا... إيه دا يا أستاذ عباس أنت جايب الأستاذ يهيني ويشتمني. - لا لا إهانة إيه أنت واضح أنك فهمتي غلط... وبعدين يظهر أني نسيت أعرفك... الأستاذ حسين فوزي المخرج... والأهم أنه أخويا * تشرفنا يا أستاذ. = أنا اللي أتشرفت... يا آنسة نعيمة أنت ما حصلتيش... أنت تحفة... أنت لهلوبة... أنت ها تعملي انقلاب في تاريخ السينما المصرية، أنا ها تحدى بك العالم كله... ها عمل منك نجمة الموسم... لا نجمة كل المواسم، نجمة المية سنة اللي جاية. - بس حيلك حيلك يا عم حسين... أنا جايبك تسهر معايا ولا تخطف مني الاكتشاف بتاعي. = معلش يا عباس... صحيح أنت اللي جبتني لحد هنا... لكن نعيمة من النهارده بقت تخصني أنا... بقت هي شغلي اللي لسه ما عملتوش... وعمري في السينما... اللي لسه ما عشتوش. أدرك حسين فوزي أنه وجد ضالته الفنية، التي بحث عنها طويلاً، وجد الموهبة التي ستحقق له كل ما حلم به من فن ليقدمه على شاشة السينما، غير أنه لم يكن يدرك الأهم، وهو أن نعيمة لم تكن مجرد موهبة، بل «تميمة الحظ» التي ستفتح له أبواب التألق واللمعان الفني، الحال نفسها وأكثر، بالنسبة إلى نعيمة عاكف أيضاً. الفنان بعد فترة انقطاع، عاد حسين فوزي للتفكير في السينما، عندما رجعت إليها عزيزة أمير، وقرر مساعدتها في إخراج فيلم «كفري عن خطيئتك» عام 1933، بمشاركة مهندس الصوت مصطفى والي. غير أن الفيلم فشل فشلاً ذريعاً، فنياً وتجارياً، لأنه كان صامتاً، في الوقت الذي عرفت فيه السينما شريط الصوت، فانصرف عنه الجمهور، ما جعل عزيزة أمير تبتعد عن السينما بشكل كامل، بل وعن أي نشاط سينمائي، وهي توقفت عن الكتابة، والإخراج، كما توقفت عن الإنتاج. لكنها كانت في الوقت نفسه ترقب تطور الحركة السينمائية في مصر، فوجدت أن حال السينما في صعود، وبعدما كان المنتجون يخوضون تجربة إنتاج فيلم سينمائي، بقلق ورعب شديدين، تشكَّل الكثير من شركات الإنتاج مثل: «مصر للتمثيل والسينما»، «كوندور فيلم»، «رمسيس فيلم»، «لوتس فيلم»، {عبد الوهاب فيلم}، {بهانا فيلم}، {صبري ومزراحي فيلم}، و{نحاس فيلم}، فعاودها الحنين إلى السينما. غير أنها قررت أن تكتفي بمشاركة نجيب الريحاني بطولة ثاني أفلامه السينمائية {بسلامته عاوز يتجوز} عام 1936، والذي اعتمد فيه على واحدة من مسرحياته التي تقوم على شخصيته الأثيرة {كشكش بك}. فشل الفيلم، رغم أنه بطولة أشهر نجم كوميدي، ما جعلها تعود إلى صمتها السينمائي، فاضطر حسين فوزي، الذي كان يعمل مساعداً للإخراج في الفيلم، إلى البقاء في باريس، حيث كان يتم تصوير الفيلم، من أجل البحث عن ذاته. هناك، درس وتعلَّم كل مراحل العمل السينمائي، بداية من كتابة السيناريو والحوار، مروراً بمراحل إدارة الإنتاج والتصوير والمونتاج، وصولاً إلى الإخراج، ليتمكَّن من إتقان فن السينما في باريس. غير أنه عندما عاد إلى مصر، لم يجد الفرصة المناسبة التي يفرغ فيها شحنته الفنية التي جمعها في باريس، فعاد إلى الرسم، وتخصص هذه المرة في ملصقات الأفلام السينمائية، أو ما يطلق عليه {الأفيش}،. لكنه في الوقت نفسه لم ييأس من البحث عن فرصة مناسبة في السينما، حتى نجح في إقناع عزيزة أمير بالعودة إلى السينما، ولم تخذله عزيزة، بل منحته فرصة الكتابة والإخراج لفيلم {بياعة التفاح} عام 1939 المأخوذ عن مسرحية {بيغماليون} لبرنارد شو، والذي كتب له الحوار والأغاني بيرم التونسي، وقام بالغناء فيه مطرب عزيزة أمير المفضل حسن مختار صقر الذي أشركته في أغلب أفلامها، وشاركتها البطولة مجموعة من الوجوه الجديدة من بينهم أنور وجدي، وحسن فايق، بالإضافة إلى الفنان محمود ذو الفقار، زوجها الجديد، فحقق الفيلم نجاحاً جماهيرياً كبيراً، وأعطى حسين فوزي جواز المرور والاستمرار في هذا العالم الساحر، كمخرج سينمائي له حضور واضح. انطلق بعده وواصل طريق الكتابة والإخراج للسينما. قدم عام 1941 الفيلم الهزلي {أحب الغلط}، من إنتاج الشركة الوليدة {أفلام الشباب} ولما كانت ميزانيته متواضعة، فلم يحقق النجاح المرجو. حينها، عرضت عليه عزيزة أمير قصة ميلودرامية من تأليفها بعنوان {ليلة الفرح}، فكتب لها السيناريو والحوار وأخرج الفيلم، الذي أنتجته وأدت بطولته أمام زوجها محمود ذو الفقار، عام 1942، وهو العام نفسه الذي أسَّس خلاله شركة إنتاج مع حسين صدقي وتحية كاريوكا، وقدم باكورة إنتاجها فيلم {أحب البلدي} حيث أسند إلى تحية بطولة الفيلم بعدما آمن بقدراتها كممثلة وراقصة تجيد الاستعراض، وهو اللون الذي عشقه حسين. غير أن الشركة لم تستمر طويلاً، فخرج منها وشارك في فيلم من سلسلة أفلام {بحبح}. كتب السيناريو وأخرج فيلم {بحبح في بغداد} للفنان فوزي الجزايرلي، وهو أحد الأفلام القليلة في هذه السلسلة التي لم تظهر فيها شخصية {أم أحمد} التي جسدتها على مدار سنوات الفنانة إحسان الجزايرلي، عن قصة وحوار بديع خيري. ثم عاد إلى تحية كاريوكا مجدداً في عام 1943 وكتب وأخرج لها فيلم {نادوجا} وهو كوميديا استعراضية، ضمَّت إسماعيل ياسين وفؤاد شفيق وتحية كاريوكا والمطرب اللبناني محمد البكار. ومن اللون نفسه كتب وأخرج لها عام 1945 فيلم {أحب البلدي} أمام أنور وجدي، وحوار أبو السعود الإبياري. وخلال العام نفسه، وللمرة الرابعة أسند بطولة فيلمه السادس {الصبر طيب} إلى عاشقة الرقص والاستعراض تحية كاريوكا. غير أنه في العام 1946، خاض تجربة الميلودراما من خلال فيلم {هدمت بيتي} الذي كتبه له محمود السباعي، لكنه لم يجد نفسه في هذه النوعية، فعاد إلى الفودفيل الغنائي وكتب وأخرج للمطربة صباح أكثر من فيلم، فقدم لها {إكسبريس الحب} عام 1946، وفي العام التالي كتب وأخرج لها فيلم {لبناني في الجامعة} مع المطرب محمد سلمان، ثم شارك المونتير كمال أبو العلا في إخراج فيلم {زهرة}، آخر الأفلام التي أنتجتها الفنانة بهيجة حافظ، وفي العام نفسه 1947 قدم لصباح إلى جانب محمد فوزي الفيلم الغنائي الاستعراضي {صباح الخير}، وبعده قدمها إلى جانب فريد الأطرش في فيلم {بلبل أفندي} عام 1948، ثم الفيلم الغنائي {نص الليل}. التلميذة والأستاذ قرب نهايته شهد العام 1948 بداية التحول في حياة حسين فوزي كفنان وإنسان، عندما التقى نعيمة عاكف، التي اعتبرها «عجينة لينة» يستطيع أن يشكلها كما يشاء، قرر ألا يضيع وقته، وبدأ على الفور في إعداد نجمته الجديدة: = فاضل إيه تاني ما أنا قلتلك كل حاجة عن نفسي... أنا مين وتاريخي إيه ومتجوز مين وعندي كام ولد... وعملت أفلام إيه... وأخواتي مين؟ حتى نوعية الأكل اللي بحبه قلتلك عليه. * طيب دي حاجة كويسة... إيه المشكلة بقى. = المشكلة أننا بقالنا دلوقت شهر تقريبا بتكلم عن نفسي... وفي كل حاجة... لكن ما عرفتش أي حاجة عنك... أتكلمي عن نفسك. * أنا ما عنديش حاجة أخبيها... كل اللي حواليه يعرفوا عني كل حاجة... كل اللي ممكن أقوله إني نفسي أشتغل في السينما... مش على طريقة الأستاذ كامل مرسي... كلمة وبعدين اتنين... ويديلك العمر... يعني على بال ما آجي أعمل دور أعمله وأنا عندي ستين سنة. = أنت مش هاتشتغلي في السيما. * إيه؟ يا دي النيبة... أمال مشحططني معاك بقالي شهر ليه؟ * أنت مش هاتشتغلي في السيما... أنت لازم تبقي بطلة في السيما... مش بس كدا... أنت لازم تبقي البطلة الأولى في السيما. قرر حسين فوزي أن يبدأ أولاً في تعليم نعيمة كل شيء، وهي لم تكن تحتاج إلى وقت طويل لتتعلم أيا مما يقدمه لها. سرعان ما أتقنت الأمور بسهولة، كأنما ولدت من أجل الفن... ولم يبق أمامه سوى الوفاء بعهده لها، وتقديمها للسينما كوجه جديد. منذ مطلع العام 1948 كانت السينما المصرية آخذة في الازدهار، رغم أجواء الحرب التي يعيشها البلد، ما شجع عدداً كبيراً من التجار ورجال المال، إضافة إلى عدد كبير من الفنانين، على إنشاء شركات إنتاج سينمائي، حتى بلغ عددها قبيل منتصف العام ما يزيد على المئة شركة، برز من بينها عدد قليل، ربما أهمها شركة «نحاس فيلم» التي ملك ثلثي أسهمها ثلاثة أشقاء من أصل لبناني هم غبريـال، أدمون، وشارل نحاس. أما الثلث الباقي فكان يمتلكه أنطوان خوري، وهو لبناني الأصل أيضا. لم يتوقف طموح الشركاء الأربعة عند حدود الإنتاج الضخم فحسب، بل إنهم فكروا في إنشاء أستوديو سينمائي حديث في تجهيزاته، لأن الأستوديوهات التي كانت الشركة تصور فيها أفلامها تستهلك الجزء الأكبر من ميزانيات هذه الأفلام. غير أن الشركة لم تملك المال اللازم الذي تشتري به الأرض لإقامة الأستوديو، فقرروا مشاركة الفنان يوسف بك وهبي، صاحب فرقة رمسيس، باعتباره يملك الكثير من الأراضي التي تصلح لذلك، وهو ما وافق عليه وهبي ومنحهم الأرض مقابل الدخول في شراكة معهم. ما إن انتهى بناء الأستوديو وتجهيزه، بدأت شركة {نحاس فيلم} تزيد من حجم إنتاجها السينمائي، بهدف عدم التوقف عن العمل لحظة واحدة لتعويض المبالغ الضخمة التي استدانتها من البنوك لتنفقها على بناء وتجهيز الأستوديو، في الوقت نفسه كان القرار بالإجماع أن تكون باكورة إنتاج الشركة فيلم يضم أكبر اسمين موجودين على الساحة الفنية، يوسف وهبي، وليلى مراد، فليس ثمة أهم أو أكبر من اسميهما يضمن تحقيق إيراد لم يحدث من قبل في تاريخ السينما المصرية، في الوقت نفسه وجد حسين فوزي الفرصة مناسبة ليقدم اكتشافه وتلميذته الوجه الجديد نعيمة عاكف للشركة، فمن المؤكد أنهم سيفضلونها لأنها لن تحصل على أجر كبير، فضلاً عن أنه كتب سيناريو وحوار فيلم لا يحتاج إلى تكاليف إنتاجية كبيرة، فقرر أن يعرض عليهم المشروع. البقية في الحلقة المقبلة حسين فوزي أمضى حسين فوزي ما يقرب من خمسة وأربعين عاماً قبل أن يلتقي بتلامذته و{تميمة حظه» نعيمة عاكف، فهو من مواليد 1904، وهو الشقيق الأوسط بين الأكبر المخرج أحمد جلال، والأصغر المخرج عباس كامل. وكما يتضح من اختلاف الأسماء، فقد حرص كل منهم أن تكون له شخصيته الفنية المستقلة، من دون الاعتماد على اسم فني «جاهز» أو اسم عائلة فنية، وربما هو السبب الذي جعل حسين فوزي يتخبط كثيراً في البحث عن ذاته كفنان، حيث خاض كثير من التجارب الفنية، وفي مجالات عدة، ليعثر على نفسه. بدأ حسين فوزي حياته الفنية ممثلاً إلى جانب الفنانة والمنتجة وأول مخرجة وكاتبة سيناريو في تاريخ السينما العربية عزيزة أمير، في فيلم «ليلى» عام 1927. غير أنه لم يجد نفسه في التمثيل، فقرر أن يتجه إلى الصحافة، ليس من باب الكتابة، بل من خلال الرسم، حيث عمل كرسام صحافي لعامين، وضع خلالهما أفكاره ورؤاه الفنية على الورق عبر رسومه والشخصيات التي ابتكرها. وبعد عامين من النجاح في الصحافة، اكتشف أنها لم تكن ما يبحث عنه، فلم يستطع أن يبعد السينما عن تفكيره، فقد كان مؤمناً بشكل كامل بموهبة وقدرات الفنانة عزيزة أمير، لذا ما إن عادت إلى السينما، حتى سارع باللحاق بها، ليشارك معها في تجربتها التالية، كمساعد لها في إخراج وكتابة سيناريو فيلم «بنت النيل» عام 1929، فيما قامت هي بالإنتاج والتمثيل، وشاركها بطولته الفنان عمر وصفي، الممثل والمخرج المسرحي، والذي سبق وأن أخرج المسرحية التي قام عليها الفيلم بعنوان «إحسان بك» تأليف الفنان محمد عبد القدوس، ليعود بعده إلى حالة التخبط والبحث عن ذاته، وخلال هذه الفترة تزوج من اليوغسلافية «بالميرا توبش» التي تنجب له ولديه أمير ومراد.
توابل - سيرة
نعيمة عاكف... التمر حنة (11): «النمر»
28-06-2015