نشأ  المخرج أمير رمسيس على السينما ونجح في أن يكون أحد صانعيها. بدأ حياته مساعداً للمخرج العالمي يوسف شاهين وعمل معه في ثلاثة أفلام قبل أن يخوض تجربته الاحترافية وأحدثها فيلمه «خانة اليك»، الذي طرح أخيراً في دور العرض.

Ad

كيف جاءت التحضيرات للفيلم؟ وما هي أبرز المعوقات التي واجهتك؟

عرض عليّ منتج الفيلم سامح العجمي السيناريو فأعجبتني فكرة الفيلم جداً، فلؤي السيد كتبها باحترافية وبرؤية جديدة وبشكل مُحكم، وهذه من ضمن العوامل التي جذبتني للعمل على تنفيذ الفيلم ومن دون أي تردد. فعلاً، بدأنا التنفيذ في أواخر شهر يونيو الماضي وانتهينا في نوفمبر من تصويره. أما المعوقات الحقيقية فهي في آلية صناعة السينما نفسها وليس في صناعة الفيلم، بتعبير أدق، أن تقنع منتجاً بالحماسة للعمل، كذلك نفتقر إلى حماية الفيلم من القرصنة، والتي للأسف تتم تحت مسمع ورؤية الدولة والأجهزة المعنية.

ما المعايير التي اعتمدت عليها في اختيار نجوم العمل؟      

ثلاثة أمور أولها حبي للممثلين بشكل شخصي، لأني لا أستطيع العمل مع ممثلين دون توافق نفسي، على أن يكونوا الأقرب إلى الشخصيات في العمل. بمعنى أن تكون كل شخصية مناسبة لدورها. والعامل الثالث أن يحققوا حالة الارتباك لدى المشاهد في بعض القطات فيظل حتى آخر لحظة مخدوعاً ومرتبكاً من ملامحهم  وأدائهم، ولا يتمكن من كشف سر الفيلم من المشاهد الأولى، وهي أهم مميزات الخمسة أشخاص التي يدور حولها العمل.

في بعض المشاهد اختلط الحقيقي بالديكور، وهو ما استحسنه الجمهور، فكيف نجحت في ذلك؟

الحمد لله، يعود هذا النجاح لنا جميعاً، لا سيما موهبة محمد المُعتصم مهندس الديكور الذي ابتكر حالة من المصداقية،  دفعت الجمهور لتخيل هذه الأماكن بوصفها حقيقية. هو أعتمد على هيكل من مبنى وصمم الديكور كله داخل الهيكل ليكون مناسباً أكثر من التصوير داخل بلاتوه، من ثم يستشعر المشاهد بأن كل شيء حقيقي.

ما هي الرسالة أو الفكرة المُباشرة التي أردت أن تبعثها للجمهور من خلال الخمس حكايات؟

هي أسئلة وليست رسائل، أو أفكار للجمهور عن فكرة الهوية، والفرق بين هويتك الاجتماعية وهويتك الفعلية؟ وماذا يحدث إذا نزعنا عن شخص ذكرياته والواقع الاجتماعي الخاص به؟ هل سيتغير أم لا؟ أسئلة يضعها الفيلم في ذهن الجمهور ليتولى بنفسه الإجابة عنها.

غموض وتوازن

الغموض والتشويق دائماً ما يكونا سلاحين بحدين ألم تشعر بخوف من ذلك؟

لا، لأن الفكرة جاءت مكتوبة بشكل جيد ولا تحتوي على فلسفة في الحوار. المهم عندي كيفية الحفاظ على الإيقاع ودفع الملل بعيداً عن المشاهد طوال حوادث الفيلم من خلال الجانب التشويقي، كذلك تقديم جديد في كل مشهد في الفيلم، خصوصاً أنه يدور في يوم واحد.    

كيف يتم التوازن بين الذوق العام للجمهور وبين تقديم عمل فني جيد؟

لدى المخرج آليات ولغة معينة تستهدفان فئة بعينها من الجمهور، وتحاولان تحقيق رغباته ومتطلباته التي يريد أن يراها.

كيف ترى المشاكل التي تواجه آلية صناعة السينما وما هو الحل من وجهت نظرك؟

المشاكل كثيرة، ويجب الاعتراف بذلك، فصناعة السينما تعاني بشدة وعلى أكثر من مستوى، لا سيما بعد القرارات الأخيرة غير المفهومة حول فرض الضرائب على تذاكر السينما، وكأن هذا ما كان ينقص الصناعة رغم أن الحكومة من المفترض أن تدعم الصناعة وتحميها من القرصنة التي أصبحت على مرأى ومسمع من الأنظمة الحكومية ومن دون تدخل منها، وكأنها تساعد في عزوف الجمهور والمنتجين عن الصناعة كلها من خلال فرض تلك الضرائب.

وإحدى المشاكل الكبيرة التي ظهرت أخيراً مرحلة تسويق الأفلام للقنوات بسبب انسحاب عدد كبير من القنوات واحتكار البعض الآخر لها، ما ساهم في ارتفاع الأسعار بشكل لافت، وبالتالي شكل عبئاً في تكلفة صناعة العمل.

للأسف، الحلول كثيرة ولكنها ستظل غير فاعلة ما دامت الحكومة تغض النظر عن انتهاكات تواجهها الصناعة وتعتبرها وسائل ترفيهية للجمهور مثل الملاهي وغيرها، رغم أن على الجهات الحكومية حماية السينما كأمن قومي وثقافي يقدم خدمة وعي مجتمعي.

أخرجت مسلسل {صالون شهرزاد} المغربي. متى تكررها في مصر؟

منحتني الصدفة الفرصة لإخراج المسلسل المغربي، وهي تجربة لم تبعدني عن السينما لأن التصوير جاء بطريقة سينمائية، وكل ما طلبته توفّر بشكل سريع وباهتمام لتقديم صورة تليق بعمل جيد أقرب إلى فيلم سينمائي. حتماً، أتمنى تكرارها في مصر شريطة توافر ما أتيح لي في المغرب من فكرة وطريقة مبتكرة غير تقليدية وحرص واهتمام جيد بالعمل.

عملت كمساعد للمخرج يوسف شاهين، ما أهم الملامح من التي اكتسبتها مدرسته؟

أهم مر تعلمته هو الاتقان في التحضير قبل الشروع في التنفيذ. كل صانعي العمل يعملون وفقاً لرؤية واضحة بتفاصيلها كافة قبل خوض العمل داخل مواقع التصوير ولا مجال للصدفة في العمل. كذلك تعلّمت الاستمتاع أثناء تنفيذ الفيلم... فكان شاهين يقول دائماً} {يجب أن تتذوق ما تفعله}.