الفوضى! أفضل ما يمكن أن توصف به حالة إدارة العلاج في الخارج، بعد أن أصبحت ضحية تكسبات انتخابية تنفجر يومياً من كثرة المراجعين غير المستحقين، الذين ارتفعت أعدادهم مع اقتراب موسم الصيف لإنجاز معاملاتهم للسفر والسياحة على نفقة الوزارة، خصوصا مع دخول العشرة أيام الأواخر من رمضان، واقتراب إجازة العيد، ودخول موسم الصيف رسمياً.

Ad

«الجريدة» بشكل مفاجئ زارت إدارة العلاج في الخارج التابعة لوزارة الصحة لترصد أداءها وأجواءها في شهر رمضان مع اقتراب موسم الصيف، إذ كانت أشبه بسوق تجاري من المفترض أن يوفر للمواطن فرصة العلاج للحالات الخطيرة والنادرة وغير المتوافر علاجها في البلاد، لكن تعليقات المواطنين واستياءهم كشفا عن الواسطات والمحسوبية، وسط غياب النظام من جهة، ونقص كوادر الإدارة وصغر حجم المبنى من جهة أخرى، فضلاً عن ذوي الاحتياجات الخاصة والنساء، الذين يعتبرون الخاسر الأكبر، لعدم خصوصية معاملاتهم واستقبالهم بشكل لا يليق بهم... وكانت مجريات التحقيق كالتالي:

قال المواطن محمد المطيري إن إجراءات إدارة العلاج في الخارج بطيئة جداً وطويلة، وتستغرق نحو ما يقارب 17 يوماً وأكثر فقط لمراجعتها، مبيناً أن هناك مرضى حالاتهم خاصة، لافتاً إلى أنه كلما تأخر الوقت لتسهيل إجراءات سفرهم استاءت حالتهم الصحية، ومن المفترض التعجيل في ذلك.

وأضاف المطيري «لابد من وجود المتمارضين، ولا نستطيع التحكم في الناس، وهناك من يعاني من «النشلة» و«الكحة» ويذهب للعلاج في الخارج، لكونه لديه «واسطة»، بينما الذين لا يملكون الواسطة لا حول ولا قوة إلا بالله»، متمنياً الشفاء لجميع المرضى.

من جهته، علّق المواطن علي القلاف قائلا، إن «الزحمة ليست طبيعية، وانه يقوم بمراجعة معاملة والده، ويواجه زحاما يوميا خلال مراجعة المعاملة بشكل متزايد».

وذكر أن الإدارة بحاجة إلى تنسيق، مبينا أن عدد الموظفين قليل، ما ينعكس على الزحام، معرباً بقوله «لا ألوم البشر فهم ليسوا محركات»، مؤكداً في الوقت ذاته وجود متمارضين، قائلا «لو توفر الكويت تشخيصا جيدا للمرضى لما قام الناس بالذهاب إلى الخارج للعلاج».

معاملات النواب

من جانبه، هاجم المواطن حمد المرشاد سبب الزحام الحاصل في إدارة العلاج في الخارج قائلا إنه من معاملات نواب المجلس، مضيفا «الإدارة هاليومين زايدة، وأتوقع سبب الزيادة معاملات الأعضاء الذين يوقعون».

وقال المرشاد إن كثرة المعاملات تتسبب في حصول المستحق وغير المستحق للذهاب والعلاج في الخارج، مبيناً أن الزحمة الآن عالية بسبب الصيف، مضيفاً «الآن أي مريض يستطيع السفر والعلاج في خارج البلاد».

وعبّر المواطن جاسم الكندري عن رأيه حول أداء الإدارة، مبيناً أن التنسيق داخل الإدارة غير موجود من جهة، والمواطنون لا يقومون بالتنسيق مع بعضهم من جهة أخرى.

وأضاف الكندري أن هناك من يتشكى لانتظار كتاب معاملته من المكتب الصحي في الخارج أكثر من 25 يوماً، وهذه الأمور أيضاً تسبب زحاما وترهق المواطنين، مؤكداً بقوله «الزحمة زحمة، وذهبت فقط للسؤال وتراجعت بسبب الزحام، وأريد الآن العودة الى البيت والحضور في يوم آخر».

النساء وذوو الاحتياجات

من جهته، دعا المواطن محمد الزاير إلى ضرورة تخصيص مقاعد واهتمام لذوي الاحتياجات الخاصة في إدارة العلاج في الخارج مع وضع اماكن ومقاعد مخصصة للنساء، معبراً بقوله «التنظيم داخل الإدارة صفر في المئة، وبحاجة إلى تنظيم بعيداً عن المشاحنات والروتين الصعب».

وقال الزاير «للأمانة مع ضغط الصيف أداء الإدارة سيئ، والإجراءات معقدة وتقييمي لها 4 من 10 والزحام كبير جداً، والموظفون يحضرون الساعة 10 ونصف صباحاً، والمراجعون ينتظرون من الساعة 8 ونصف».

بدوره، استغرب المواطن توفيق بوحمد ارتفاع أعداد المراجعين خلال فترة الصيف، مبيناً أنه عندما كان يراجع خلال شهر 10 الماضي كانت الأعداد بسيطة جداً، مشيراً إلى أن الإدارة الآن خلال فترة الصيف تشهد أعدادا ضخمة من المراجعين، متسائلاً «هل الزحام بسبب السياحة؟ لا أعلم».

واقترح بوحمد على إدارة العلاج في الخارج توفير خدمة التقديم الإلكتروني للمراجعين بدلاً من عناء حضورهم اليومي، قائلا «التقديم الإلكتروني أفضل، خصوصا أنه لا يوجد مواقف كافية للمراجعين، وفي حال وجود أوراق رسمية نستطيع الحضور، وأنا رجل كبير لا استطيع الانتظار كثيراً».

ولفت المواطن طلال القلاف إلى دخول موسم الصيف، وهناك عطلة بعد رمضان، والجميع يرتب هذه الفترة للسفر والعلاج في الخارج، داعياً إلى زيادة عدد الموظفين في الإدارة مع تخصيص أماكن للنساء في مبنى آخر.

وقال القلاف إن هناك نقصاً في موظفي الإدارة، فهناك اقسام ممثلة في موظف واحد فقط يستقبل كماً من المراجعين، الأمر الذي يؤخر الجميع ويسبب الزحام.

ووصف المواطن محمد نجم إدارة العلاج في الخارج بأنها أسوأ إدارة في البلاد، مبينا أن المشكلة تكمن في صغر حجمها، وقلة عدد الموظفين دون وجود خطة عمل.

قسم الملفات

وذكر نجم أن قسم الملفات في الإدارة يواجه نوعاً من الفوضى بعد ضياع العديد من ملفات المراجعين، خصوصا انه يستخدم آلية قديمة وبدائية في استدعاء الملفات للمراجعين.

وأضاف أن الموظفين غير مهيئين لاستقبال المراجعين، وماذا نتوقع منهم لقلة عددهم وكبر حجم المراجعين، فضلا عن قسوة الكلام والإهانة وضغط العمل والممرات، التي لا نستطيع العبور منها من ضغط المراجعين.

وتابع «ازدادت الآن أعداد المراجعين للسفر، وأعتقد أن السبب اختيار المرضى لهذا الوقت، والمرضى الآن أصبحوا «professional» يقدمون ويعرفون موعد انتهاء المعاملة والمدة التي تستغرقها، وعليه يقوم بضبط معاملته مع بداية موسم الصيف للسفر».

واقترح نجم بقوله «أنصح بالبريد فهو من سيحل كل شيء»، مبيناً أن سبب المشاكل في إدارة العلاج في الخارج السكرتارية لا الأطباء ولا المديرين.

وأفاد المواطن محمد عادل بأن مستوى أداء إدارة العلاج في الخارج سيئة ولا يوجد تنظيم، مبيناً انه لا يوجد بها مسؤول يوجهك، وان العامل الزمني في انهاء المعاملة بطيء جداً، والزحام على الإدارة غير طبيعي، مبينا أن الزحام موجود على مدار العام، وفي الصيف بنسبة اكبر.

بدورها، قالت أم عبدالله إن الإدارة تواجه خلال فترة الصيف زحاما كبيرا ومرتفعا، واصفة إياه بـ«غير الطبيعي»، داعية الى توفير مكان مخصص للنساء فقط داخل الإدارة لاستقبال المراجعات، حتى يصبح أكثر نظاماً، إلى جانب ضرورة زيادة أعداد الموظفين.

وأضافت أن الموظفين في الإدارة عليهم حمل كبير ومشقة بسبب أعداد المراجعين الكبيرة، مضيفة «على سبيل المثال كاونتر الصادر به موظف واحد مع 5 شبابيك للرجال والنساء مع عدم خصوصية للنساء».

من جهتها، استغربت المواطنة انتصار الخلف الزحام الكبير في الإدارة تزامناً مع موسم الصيف، مستنكرة الأذى الذي يواجهه المواطنون لإنجاز معاملة العلاج في الخارج وسط زحام شديد وبطء كبير.

وأشارت الخلف إلى أن هناك متمارضين يحصلون على موافقات للعلاج في الخارج مهما كانت أمراضهم، مبينة أن المهم لديهم أن يكون العلاج فقط في الخارج، والمريض الحقيقي جالس في البلاد.

الجريدة• وحالة إغماء

كانت «الجريدة» خلال جولتها المفاجئة على إدارة العلاج في الخارج أمس الأول شاهد عيان على سقوط حالة إغماء من احد المواطنين خلال انتظاره الطويل ضمن طوابير الانتظار في أرجاء الإدارة، ما انتهى به إلى الاستسلام والسقوط على كاونتر رقم 10 في الممر الداخلي للادارة، ما دعا المواطنين إلى رفعه ووضعه على أحد المكاتب وإفاقته.

مشاجرة نسائية رمضانية

شهدت «الجريدة» خلال محاولتها الحصول على تعليق على الزحام من د. بتال الديحاني أحد أبرز القياديين في الإدارة والذي انتهى بالرفض، مشاجرة نسائية رمضانية من إحدى المواطنات مع مديرة مكتبه، ما دعاه إلى الخروج وتهدئة الوضع واستكمال استقبال المراجعين بابتسامة.

موظفة ومراجع وGPS

«الجريدة» خلال انتظارها في مكتب د. محمد السبتي، حضرت سجالا بين موظفة ومريض على عكاز كان يتساءل عن مكان الدكتور بعد طول انتظار، وقوبل برد قاس من الموظفة بـ«لا اعلم وهل تريدني أن أضع GPS على الدكتور لتحديد مكانه»، ما دعا المريض الى الغضب ودخل في سجال مع الموظفة انتهى بـ«حسبي الله ونعم الوكيل».

إيقاف اللجان إلى بعد العيد

علمت «الجريدة» من مصدر رفيع في وزارة الصحة أن الإدارة أوقفت جميع اللجان الطبية بدءاً من الاثنين الماضي بما فيها تغيير المرافقين، تزامناً مع اقتراب نهاية شهر رمضان واقتراب فترة العيد، الأمر الذي يتسبب في زحام كبير بين المراجعين للسياحة الخارجية في الوقت الراهن.