ريم حنّا: مسحورة بمسلسل «غداً نلتقي»

نشر في 22-07-2015 | 00:01
آخر تحديث 22-07-2015 | 00:01
ريم حنّا شاعرة وكاتبة درامية عُرض لها ضمن الشبكة الرمضانية مسلسل {24 قيراط} (MTV اللبنانية وOSN)، إخراج الليث حجو وإنتاج شركة  {إيغل فيلمز}.

حول النتائج التي حققها المسلسل من ضمن المنافسة الرمضانية، ورأيها بالممثلين وبالأعمال الدرامية تحدثت إلى {الجريدة}.

هل أنت راضية عن النتائج التي حققها مسلسل {24 قيراط}؟

راضية عن النتائج على صعيد نسبة المشاهدين، أما في ما يتعلق بالأمور الأخرى، فمن الطبيعي أن يتعرض أي عمل لبعض الانتقادات في الوسائل الإعلامية.

في أي إطار جاءت الانتقادات؟

لا يخلو الأمر من بعض التمايز بين النص وطريقة التنفيذ، فلا تأتي الأمور دائماً مطابقة مع تفكير الكاتب.

صرّحت سابقاً عن تعديل مسّ النصّ وهو ما سبب انتقاداً.

أراد الممثل طلال الجردي، عن نيّة طيّبة، إضافة شيء مهضوم إلى نصّه، فغنّى «برهوم حاكيني» ناسباً إيّاها للصبوحة، لكن المشكلة أنه لم يكن أحد حاضراً  في أثناء تصوير المشهد لتصحيح الموقف.

إنما أصابع الاتهام توّجه دائماً إلى الكاتب.

أوضحت هذا الخطأ.

هل من المبرر تعديل المخرج لنصّ الكاتب من دون العودة إليه؟

لا مبرّر لذلك من دون مشاورات بين الاثنين، لكنني إجمالا أفضّل ألا يحصل.

طالما أن الصورة هي الجاذب الأول للمشاهد، أليس منطقياً إجراء تعديل في النص لخدمة الصورة؟

أحياناً أرسم مشهداً في منزل أو في جغرافية معينة، حيث تكون العلاقات البصرية منطقية ومتاحة في المشهد. إنما عندما يتغيّر شكل المنزل أو اتجاه الباب أو مكان الغرف، فهذه التفاصيل الصغيرة المتعلقة بالعلاقات البصرية تضيع.

لذا أتمنى دائماً أن يكون المكان الذي تم اختياره للتصوير مطابقاً تقريباً لما رسمته في النص لئلا تضيع تلك التفاصيل الصغيرة في جغرافية المكان.

كيف تصفين التعاون الثاني مع المخرج ليث حجو؟

هو مخرج جيّد لديه أعمال ناجحة وقدّم «24 قيراط» بصورة جميلة.

ما رأيك بأداء الممثلين عابد فهد وسيرين عبد النور وماغي بو غصن؟

حين عرض عليّ الممثل عابد فهد كتابة نص عن رجل فقد ذاكرته، اقتنعت بالفكرة وسرت في المشروع. يمكن القول إن النتائج مقبولة إذا ما نظرنا إلى نسبة المشاهدة التي حققها العمل.

بالنسبة إلى سيرين عبد النور، رغبت بعد مسلسل «لعبة الموت» في تقديمها بصورة جديدة، فتقبّلها بعضهم فيما طرح بعض آخر تساؤلا  حول هذا التغيير. برأيي يجب أن يتمتع الممثل بروح المغامرة ويتجه دائماً إلى مواضيع وشخصيات جديدة، فينوّع في أدائه وأدواره، لئلا يؤطّر ويعتاد الناس على نمط معيّن له، فلا ينتظرونه في أي صورة جديدة. من هنا انطلقت في كتابة شخصية جديدة لها مختلفة عمّا قدمته سابقاً. وكذلك الأمر بالنسبة إلى ماغي بو غصن، فقد اعتاد الجمهور أدوارها المهضومة والكوميدية لذا أحببت تقديمها في إطار مختلف. من هنا قلبت المقاييس تاركة للجمهور أن يحكم على هذا التغيير.

هل تنحازين عادة إلى شخصية معيّنة أكثر من سواها في عملك؟

يجب أن تجمعني علاقة حبّ بالشخصيات التي أكتبها، لكنني أنحاز عادة إلى الشخصيات الصغيرة، فرغم مساحة دورها الضيقة، أحبّ أن أضيف إليها خصوصية معيّنة تؤثر في الجمهور ليتعلق بها، مثل شخصية «برهوم» أو «جيهان» في «24 قيراط»، التي كان حضور الممثلة تقلا شمعون فيها طاغياً.

 

هل تتابعين مسلسلات رمضانية أخرى؟

أتابع «غدا نلتقي» كتابة شقيقي رامي حنا وإخراجه، شاركه في الكتابة إياد أبو الشامات. بموضوعية، أنا مسحورة به.

كيف تنظرين إلى المنافسة الرمضانية؟

في الحقيقة ثمة أعمال تتمتع بخصوصية معيّنة تُظلم بسبب كثافة المسلسلات، فلا يتسنى لنا متابعتها في هذا الشهر، فنتابع الإعادة على مدار السنة.

برأيك المسلسلات التي تقع في الخانة التجارية هل طغت على تلك التي تتمتع بطابع اجتماعي وإنساني؟

يُفترض في شهر رمضان، وبسبب وفرة الأعمال، أن تتوافر أنواع مختلفة من المسلسلات بدلا من أن تقتصر كلها على نوع واحد. فيجب أن نرى أعمالا كوميدية  وتاريخية وأسطورية وإنسانية، على أن يجذب العمل الذي يمتلك عناصر النجاح الجمهور، بغض النظر ما إذا كان تجارياً أو حاملا قضايا كبرى، وأولى هذه العناصر هي الكتابة ومن ثم طريقة التمثيل فالإخراج.

ضمّت أعمالك ممثلين لبنانيين ومصريين وسوريين من ضمن الإنتاج العربي المشترك، لكن ثمة من ينتقد هذا الخليط معتبراً إيّاه غير منطقي ما ردّك؟

من لا يعجبه هذا الخليط، يمكنه متابعة أعمال أخرى. فهذا النوع من المسلسلات فرض نفسه حاصداً جماهيرية معيّنة، قد يستمر لسنوات قليلة أو يستمر طويلا.

إنما برأيي إذا لم يكن  ثمة منطق معين في تنوع الجنسيات يضعف العمل، إلا أنني أراه منطقياً أكثر من تكلّم الممثلين الذين ينتمون إلى جنسيات عربية لهجة واحدة في المسلسل. في ظل الظرف العام العربي وما يحصل في المنطقة العربية، أصبح الجمهور متقبّلا أكثر لفكرة توافر جنسيات مختلفة في الشارع الواحد.

لكن ماذا يحلّ عندها بملامح هويّة العمل؟

لن يوازي العمل العربي المشترك أهمية المسلسل الواقعي المتلاصق بالأرض والهوية، إنما إذا لم يكن هذا الأخير مكتوباً بعناصر جيّدة، فسيتحول إلى عمل تجاري.

لماذا ابتعدت عن النص المتلاصق بالشارع السوري الراهن؟

بسبب موقفي من الحياة ومما يجري راهناً، إنه هروب من هذا الواقع. قد أنجذب إلى أعمال في هذا الاتجاه، إنما ليس بالضرورة أن أكتب راهناً عنها في انتظار أن أجد نفسي جاهزة لذلك.

في مقارنة بين الأعمال اللبنانية والسورية، نجد أن الأولى لا تنطلق من حقبة تاريخية معيّنة أو فترة زمنية محددة عكس الثانية، هل هذه ميزة الأعمال السورية؟

يحب الناس تصديق ما يرونه لمناقشة مدى تطابقه مع الواقع، لذا استطاع بعض الأعمال السورية ابتكار هوية درامية مثلما فعل المصريون سابقاً. ربما مع الانطلاقة الجديدة للدراما اللبنانية ووفرة الإنتاج والتنوع، نرى هذا النوع فيها أيضاً. إلى ذلك أظنّ أن التركيبة الحسّاسة للمجتمع اللبناني ربما تخلق نوعاً من الحذر في التطرق إلى أعمال تمسّ الشارع اللبناني.

هل تتابعين الدراما اللبنانية؟

نعم، ثمة أعمال لذيذة أتابعها. أرى أن الدراما اللبنانية تتجه إلى مستوى أفضل من السابق.

ما سبب تقديمك أعمالاً مقتبسة في الفترة الأخيرة؟

لم أخترع الاقتباس ولا تحويل رواية إلى مسلسل لأن ذلك متعارف عليه في أميركا وروسيا وغيرهما، حيث أعيد إنتاج مسرحيات «شكسبير» وروايات مهمة مثل «ذهب مع الريح»،  برؤية معاصرة وقراءة جديدة. إنما من جهة أخرى، أعتبر أن ثمة جهداً ضائعاً في عملية الاقتباس إذ من الأسهل كتابة مسلسل خاص بي.

بين الشعر والدراما

• منذ التسعينيات بدأت كتابة الدراما التلفزيونية، فهل اختلف ذوق الجمهور مذّاك؟

طبعاً، يتطلب ذلك مواكبة للتطوّر ليكون العمل معاصراً، ويتطلب من الكاتب والمخرج رصد الحركة الاقتصادية والاجتماعية في أي بلد ينتمي إليه، لينتج من خلاله عملا درامياً يعبّر عن الجمهور الى حدّ ما.

• من الإعلام وكتابة الشعر اتجهت إلى الكتابة الدرامية، ما السبب؟

حاولت الكتابة بداية بهدف التسلية لكن سرعان ما أصبح الأمر  جاداً، إذ بالمصادفة قرأ أحدهم نصّي ورأى أنه يصلح لعمل تلفزيوني، هكذا انطلقت منذ خمس  سنوات. أقول لكل الذين يحاولون الكتابة إنني انتظرت خمس  سنوات حتى تحقق الأمر بشكل تلقائي وعفوي، فلا يستبقوا الأمور.

• هل تجدين وقتاً للكتابة الشعرية؟

لا، يحتاج الشعر تفرّغاً واسترخاء. بصراحة أنحاز أساساً إلى الشعر الذي هو أكبر إبداع يختزل العالم.

• ما مشاريعك المقبلة؟

أشارك قريباً في خماسيات الغرام، وهي حلقات منفصلة تحكي كلّ منها قصة حب. سيشارك في كتابتها وإخراجها مجموعة من الفنانين. فضلا عن مشروع فيلم مقتبس عن رواية.

back to top