«13 نوفمبر فرنسي» يهز أوروبا
مقتل 149 شخصاً وجرح 300 في هجمات إرهابية في باريس تبناها «داعش»
● فرنسا تعلن «الطوارئ» وتغلق حدودها... ودول أوروبية تتخذ تدابير أمنية مشددة
● فرنسي وامرأة بين الانتحاريين والعثور على جوازي سفر مصري وسوري
تسود حال من التوتر في أوروبا والعالم، بعد سلسلة الهجمات الإرهابية المنسقة التي تبناها تنظيم «الدولة الإسلامية» المعروف بـ«داعش»، والتي استهدفت العاصمة الفرنسية وأسفرت عن مقتل 149 شخصاً على الأقل، وسقوط 300 جريح، 100 منهم في حالة خطيرة، فضلاً عن مصرع الإرهابيين الثمانية منفذي العمليات.ووُصِف حادث باريس بأنه شبيه بمجزرة «11 سبتمبر» الأميركية، خصوصاً لناحية ما تلاه من تشديد للإجراءات الأمنية في عدة دول أوروبية، الأمر الذي قد تكون له تداعيات تمتد إلى سنوات مقبلة، خصوصاً أن القارة العجوز بدأت بالفعل تئن تحت وطأة أزمة اللاجئين المتدفقين إليها من الشرق الأوسط وإفريقيا ومناطق متفرقة من العالم.
وبينما استنكرت دول العالم هذا العمل الإرهابي، أكد سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، في برقية تعزية ومواساة بعثها إلى هولاند، وقوف الكويت مع فرنسا وتأييدها ودعمها لكل الإجراءات التي تتخذها للحفاظ على أمنها واستقرارها وللتصدي لهذه الأعمال الإرهابية، مؤكداً «وقوف الكويت مع المجتمع الدولي لمحاربة الإرهاب بأشكاله وصوره كافة».وفي تفاصيل الهجوم الأكثر دموية في أوروبا منذ اعتداءات مدريد 2004، استهدف 8 إرهابيين يرتدون أحزمة ناسفة ويحملون رشاشات، 6 مواقع مختلفة من العاصمة الفرنسية، كان أكبرها مسرح «باتاكلان»، حيث قام 4 مسلحين بقتل أكثر من 112 شخصاً احتجزوا ضمن رهائن قبل أن تقتحم الشرطة المكان، وتتمكن من تصفية المهاجمين وإنقاذ العشرات.وقبيل مؤتمر عالمي بشأن المناخ سيعقد في باريس آخر الشهر الجاري، أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند حال الطوارئ، وإغلاق الحدود، معتبراً أن «ما حصل هو عمل حربي ارتكبه داعش ودُبِّر من الخارج بتواطؤ داخلي». وقال هولاند، بعد اجتماع لمجلس الدفاع: «لن نرأف بأولئك الهمجيين، وذلك في إطار القانون داخلياً وخارجياً وبالتنسيق مع حلفائنا».وبعد ساعات من الهجمات، أعلن «داعش»، في بيان نشره على «تويتر» تبنيه للعملية، حيث أكد وجود 8 انتحاريين، مضيفاً: «لتعلم فرنسا ومن يسير على دربها أنهم سيبقون على رأس قائمة أهداف الدولة الإسلامية، ورائحة الموت لن تفارق أنوفهم ماداموا تصدروا ركب الحملة الصليبية وتجرأوا على سب نبينا، وتفاخروا بضرب المسلمين في أرض الخلافة بطائراتهم».وفي وقت كشفت التحقيقات، وفقاً لمصادر مطلعة، أنه عُثِر على جواز سفر سوري وآخر مصري بجوار جثة انتحاريين، أفاد مراقبون بأن وجود هذين الجوازين لا يفيدان التحقيق بأي شيء، إن لم يثبتا العكس، لأنهما قد يكونان ألقيا في مسرح الأحداث لتضليل التحقيقات. وأعلن وزير حماية المواطنين اليوناني نيكوس توسكاس أن جواز السفر السوري الذي عثرت عليه الشرطة في موقع الهجوم على مسرح «باتاكلان» يعود إلى طالب لجوء تم تسجيله في جزيرة ليروس اليونانية في أكتوبر «طبقاً للقوانين الأوروبية».وأضاف مصدر في الشرطة اليونانية أن أثينا أرسلت إلى السلطات الفرنسية بصمات حامل جواز السفر، للتأكد مما إذا كان ضالعاً في الهجمات.من جهتها، أفادت وسائل الإعلام الفرنسية بوجود امرأة انتحارية ضمن المنفذين، في وقت أعلنت السلطات أن أحد منفذي هجوم «باتاكلان» يحمل الجنسية الفرنسية، وتم التأكد من بصماته وهو على علاقة بمتشددين إسلاميين.وفي ألمانيا، أعلنت السلطات أنها اعتقلت الأسبوع الماضي رجلاً في جنوب البلاد كان يحمل في سيارته أسلحة ومتفجرات، قد يكون «على الأرجح على صلة بمهاجمي باريس».وعززت دول أوروبية إجراءاتها على خلفية الهجمات، وطالبت الحكومة البلجيكية مواطنيها بإلغاء رحلاتهم غير الضرورية إلى باريس وتعزيز التدابير في الداخل، في حين أخلت السلطات البريطانية إحدى الصالات في مطار غاتويك بلندن، بعد العثور على عبوة «مشبوهة»، كما استنفرت الشرطة البريطانية لتعزيز إجراءات الأمن في مختلف أنحاء البلاد.بدورها، شددت إيطاليا الإجراءات الأمنية، وفق ما أعلن رئيس وزرائها ماتيو رينتزي، الذي قال إنه «لا ينبغي التهوين من احتمال وقوع هجمات فتاكة أخرى»، في وقت أعلنت الحكومة الفنلندية، أنها عززت إجراءات التفتيش الحدودية في مطار هلسنكي والموانئ، مؤكدة أن الشرطة في حال تأهب.وفي النمسا أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية، كارل غروندبوك، تشديد كل الإجراءات الأمنية في البلاد بشكل وقائي.ودانت كل دول العالم الهجمات الإرهابية، وأعرب سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد عن «استنكار الكويت وإدانتها الشديدة للعمل الإجرامي الذي يتنافى مع الشرائع السماوية كافة والقيم الإنسانية».