جنون عقاري يرفع الأكواخ إلى أكثر من مليون دولار نيوزيلندي
تغير الطالع بالنسبة إلى هذه المساكن المتواضعة المحبوبة من سكان نيوزيلندا بحكم تفوقها العملي، وهي تعكس حماساً أفرز أكبر طفرة عقارية في أوكلاند خلال عقدين من الزمن.
على الرغم من الحمام الغريب والمطبخ الذي يخلو من حوض، اجتذب هذا الدوبلكس في أوكلاند حرب عروض خيالية. وهو الآن واحد من أحدث المنازل التي بنتها الحكومة بقيمة تصل الى مليون دولار. ان هذا الكوخ المبني من القرميد والمكون من غرفتي نوم في كير ستريت على الشاطئ الشمالي الداخلي للمدينة وصل سعره الى 1.04 مليون دولار نيوزيلندي (أي 685000 دولار أميركي) في مزاد علني جرى في شهر سبتمبر الماضي وحقق للبائع -وهو حكومة نيوزيلندا- ضعف القيمة المستخدمة في حساب الضريبة على ذلك المسكن. والمنازل المشيدة من قبل الحكومة المعروفة بافتقارها إلى المتطلبات الأساسية في القرن الماضي والمخصصة لذوي الدخل المتدني غدت في طريقها الى الزوال، وذلك بفضل التوسع الكبير واقترابها من المدينة.تغير الطالع بالنسبة الى هذه المساكن المتواضعة -المحبوبة من قبل سكان نيوزيلندا بحكم تفوقها العملي- وهي تعكس حماساً أفرز أكبر طفرة عقارية في مدينة أوكلاند خلال عقدين من الزمن. ويصل متوسط سعر المنزل في أكبر مدن نيوزيلندا الآن أكثر من مثيله في لندن.
وتقول كارول ويتزل، وهي سمسارة عقارية لدى بارفوت and تومبسون Barfoot and Thompson في ديفونبورت، وهي الوكالة التي باعت المنزل الذي يبلغ عمره 82 سنة في كير ستريت "الوضع أشبه بسوق مركزي قبل الإغلاق في يوم عيد الميلاد. الكل يظن أن عليه الدخول والا فستفوته الفرصة".المنزل الأيقونةموجة بناء منازل الدولة، خصوصا تلك التي شيدت من الأخشاب المحلية خلال موجة البناء التي قادتها الحكومة في أربعينيات القرن الماضي تعتبر مثل أيقونة، منتجات فترة كانت الحكومة فيها عازمة على ضمان عدم عيش أحد في بيئة قذرة.نشأ رئيس الوزراء جون كي في منزل حكومي في كريستشيرتش مع أمه الأرملة المهاجرة، وتخطط بلدية أوكلاند لتشييد تمثال له بقيمة 1.5 مليون دولار نيوزيلندي على الواجهة البحرية.ومع ارتفاع أسعار المنازل بنحو 24 في المئة في أوكلاند في السنة الماضية فقط، تستطيع الحكومة احتساب أكثر من 650 منزلاً حكومياً يساوي الواحد منها ما لا يقل عن مليون دولار نيوزيلندي في محفظتها العقارية في أوكلاند، بحسب معلومات جمعتها بلومبرغ نيوز عبر حرية المعلومات. من بين المنازل الأكثر قيمة المدرجة من قبل شركة البحوث العقارية كورلوجيك إنك CoreLogic Inc: منزل مكون من غرفتي نوم في الضاحية الوارفة لمدينة وستمير مع واجهة من ألواح خشبية طويلة، ومع امكانية رؤية البحر إذا تم تحديثه ومساحة لبناء ملعب للتنس ومسبح تقدر قيمته بـ2.2 مليون دولار نيوزيلندي.تعتبر أوكلاند الواقعة بين ميناءين كبيرين على مقربة من نورث آيلاند مركز القوة الاقتصادية في نيوزيلندا ويقطنها حوالي ثلث السكان الذين يبلغ عددهم 4.5 ملايين نسمة. وتتسم المدينة بطقس معتدل ووفرة المتنزهات والشواطئ وهي تدعى مدينة الأشرعة، وتصنف بشكل روتيني ضمن أفضل 10 مدن للعيش في العالم.ويضاف الى ذلك أن نقص المساكن والافتقار التاريخي للسياسات التي تحد من المضاربات العقارية قد أفضى الى ارتفاع قيمة المنازل العادية في المدينة بنسبة 70 في المئة، لتصل الى 1.079 مليون دولار نيوزيلندي (711000 دولار أميركي) في السنوات الأربع الماضية، بحسب كورلوجيك. وبالمقارنة تحسنت أسعار المنازل 9.9 في المئة فقط لتصل الى 553291 دولارا نيوزيلنديا في العاصمة ويلنغتون، و50 في المئة الى 443399 جنيهاً (678000 دولار أميركي) في لندن خلال الفترة ذاتها.تعتبر أسعار المنازل في أوكلاند الآن ثاني أعلى الأسعار نسبة الى الدخل بين الدول المتقدمة، وهو ما دفع البنك المركزي الى التلويح في 11 نوفمبر الماضي بالقيام بعملية تصحيح "مضرة" في السوق الذي وضع اقتصاد نيوزيلندا في خانة الخطر.وثمة خطر متزايد من عملية "تصحيح حاد" نتيجة سرعة ارتفاع أسعار المنازل في منطقة أوكلاند، بحسب شركة الوساطة فيرست ان زد كابيتال في تقرير للاقتصادي كريس غرين في الأسبوع الماضي، والذي أضاف أن المنازل ربما تعرضت لمبالغة في تقييمها بنسبة تصل الى حوالي 57 في المئة، وان مستويات الديون العالية المطلوبة للحفاظ على تلك الأسعار تحد من قدرة البنك المركزي على رفع معدلات الفائدة.مستوى ارتفاع الأسعارويقول شاموبيل ايكوب، وهو اقتصادي مستقل في أوكلاند شارك في تأليف كتاب بعنوان "جيل الاستئجار" حول تراجع ملكية المنازل في نيوزيلندا "هذه الطفرة التي شهدناها كانت ضخمة، وهي استثنائية من حيث مستويات زيادة الأسعار. واذا أراد زوجين شراء منزل متواضع في أوكلاند فسيعني ذلك 60 في المئة من دخلهما على شكل دفعات كرهن عقاري، ولن نجد حمقى لشراء منازل، وقد يكون ذلك من نصيب الطبقة الأرستقراطية فقط".تملك هاوسنغ نيوزيلاند كورب Housing New Zealand Corp، وهي الهيئة التي توفر خدمات سكن للمحتاجين نحو 65000 منزل، أو 4.5 في المئة من العقارات السكنية في البلاد. ومع اعتبار ثلث محفظتها التي تبلغ قيمتها 18.7 مليار دولار نيوزيلندي موجود في المكان الخطأ أو من الطراز الخطأ يتم هدم منازل الدولة بانتظام من أجل تمويل عقارات جديدة. ومنذ سنة 2010 تم بيع 21 منزلاً في أوكلاند بأكثر من مليون دولار نيوزيلندي للواحد، بما في ذلك دستة خلال السنتين الماليتين الماضيتين، بحسب معلومات حصلت عليها بلومبرغ من هاوسنغ نيوزيلند.