«مفخخة الكرادة» تخطت 7 دقائق تفتيشاً
استعراض عسكري في بغداد خلال أيام تشارك فيه الميليشيات لتخويف الصدر
قدمت لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي أمس إلى النواب تقريرها بشأن تفجير الكرادة ببغداد، الذي أسفر عن مقتل 300 شخص، وتَضمَّن أن السيارة المفخخة كانت قادمة من ديالى ولم تكتشف فيها أي متفجرات رغم خضوعها للتفتيش. وقال رئيس اللجنة، حاكم الزاملي، إنه تم «إيقاف السيارة في سيطرة (حاجز عسكري)، للاشتباه في السائق، كما تم تفتيشها بالكلاب البوليسية (كي 9) واستغرق التفتيش 7 دقائق، دون اكتشاف أي شيء».وأوصى التقرير بـ»توحيد الجهد الاستخباري، وتجميع القيادة الأمنية تحت إمرة واحدة، وإحكام السيطرات الخارجية، والابتعاد عن المحاصصة الأمنية في تعيين القيادات واختيار الكفاءات، ونصب كاميرات مراقبة بمداخل العاصمة ومخارجها».
في سياق آخر، انتقد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أمس ردود أفعال «بعض الشيعة» بشأن استهجانه التفجير الانتحاري الذي وقع قرب المسجد النبوي الشريف الأسبوع الماضي، معلقاً: «أعوذ بالله من هذه العقول النخرة». ودعا الصدر القانونيين إلى رفع دعوى قضائية ضد الحكومة البريطانية، على خلفية تقرير «شيلكوت» البريطاني الخاص بغزو العراق عام 2003، كما كشف سعيه إلى إيجاد تحقيق دولي في التفجير الذي ضرب منطقة الكرادة ببغداد، الأسبوع الماضي، «بعد اليأس» من الحكومة.إلى ذلك، سادت حالة من البلبلة الأمنية في بغداد، أمس، مع انتشار واسع لآليات الجيش، ورافق ذلك انتشار للميليشيات العسكرية المنضوية في الحشد الشعبي ببعض شوارع العاصمة، في وقت قالت وزارة الداخلية إن ما جرى هو استعداد لاستعراض عسكري ستشارك فيه جميع القوى التي شاركت في تحرير مدينة الفلوجة دون أن تحدد موعد الاستعراض. غير أن مصادر سياسية عراقية مطلعة أفادت بأن ما جرى هو محاولة لتخويف مقتدى الصدر الذي دعا إلى تظاهرة بعد غدٍ الجمعة ضد الفساد.وقالت المصادر لـ«الجريدة» إن هذا التحرك العسكري جاء بعد ظهور الصدر في فيديو مصور، مرتدياً الزي العسكري في اجتماع مع القادة العسكريين لـ»سرايا السلام»، الأمر الذي رأى فيه البعض تلويحاً بالقوة، خصوصاً أنه جاء بعد دعوته إلى التظاهرة.