أعلنت ميليشيات «كتائب جند الإمام» الشيعية المتشددة، المنضوية تحت «الحشد الشعبي»، أمس، تعرض عناصرها إلى غارة بطائرة من دون طيار قرب قاعدة سبايكر في مدينة تكريت، مركز محافظة صلاح الدين، يبدو أن الجيش العراقي قام بها عن طريق الخطأ.

Ad

وقالت «كتائب جند الإمام»، التي يتزعمها أبوجعفر الأسدي، في بيان، إن مقاتليها تعرضوا لغارة جنوب غرب قاعدة سبايكر، ما أدى إلى مقتل 9 منهم، وإصابة 14 بجروح أغلبها بليغة.

وأوضحت أن «التحقيقات الأولية تفيد بأن الطائرة التي نفذت الضربة مسيّرة، توجهت من بغداد، وأن هناك أمراً يتعلق بمن أعطى الإحداثيات أو وجه بالضربة الجوية».

واعتبرت «الكتائب»، أن «هذا لا يمكن قبوله بأي حال من الأحوال، ففي الوقت الذي يرابط فيه المجاهدون في السواتر، ولم يتسلموا رواتبهم منذ ثلاثة أشهر، توجه لهم الضربات تحت ذرائع لا يمكن القبول بها تحت أي عذر»، مستنكرا «هذا الحادث الذي تفوح منه رائحة الاستهداف الأميركي المتكرر للحشد وفصائل المقاومة».

وطالبت القائد العام للقوات المسلحة، رئيس الحكومة حيدر العبادي بـ»فتح تحقيق فوري في الحادث ومحاسبة المسؤولين عن هذه المجزرة».

بدوره، اعتبر أمين عام «كتائب سيد الشهداء» الشيعية المتشددة أبوآلاء الولائي، في بيان، أن «جريمة قصف الطيران لكتائب جند الإمام جريمة لا تغتفر»، داعيا إلى «فتح التحقيق الفوري بذلك».

وطالب الولائي الجهات المعنية في الطيران العسكري بـ»التنسيق مع الحشد في المستقبل وعدم خلق فجوات أزمة الثقة، بما يخدم العدو، حفاظاً على الانتصارات ووحدة البلاد».

من ناحيته، قال المتحدث باسم حركة «عصائب أهل الحق» الشيعية المتشددة، بزعامة قيس الخزعلي، أمس، نعيم العبودي، في بيان، إن واشنطن هي التي قامت بالغارة، مضيفاً: «في الوقت الذي نعد هذا الحادث عملاً عدائياً مكشوف النوايا، ندعو لمن كان يشكك بمخطط واشنطن في العراق إلى مراجعة موقفه».

ورأى العبودي، أن «ما يجري من انتهاكات أميركية، بسبب عدم اتخاذ موقف رسمي من الحكومة والبرلمان العراقي إزاء هذه الاعتداءات المتكررة».

إلى ذلك، عقدت محافظات نينوى والأنبار وصلاح الدين، وهي المحافظات العراقية التي تسكنها غالبية سُنية، أمس في أربيل الملتقى التشاوري الثاني من نوعه، لبحث الأوضاع في هذه المحافظات، التي احتلت جميعها على يد تنظيم «داعش»، وتحررت معظم مناطق صلاح الدين من التنظيم، فيما لا تزال الموصل ترزح تحت حكمه المتشدد وتخوض اللأنبار معارك عنيفة لطرده.

وعقد الملتقى بحضور رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري ومحافظي تلك المحافظات ورؤساء وأعضاء مجالسها.

البيت السُني

ورأى محافظ الأنبار صهيب الراوي، في كلمة أمام الملتقى، أن «البيت السني اذا لم يتبن طريقة جديدة في التفكير والخطاب، فإن الأيام المقبلة ستحمل كوارث جديدة، ستكون أسوأ بكثير من الأيام السوداء الحالكة التي عشناها في صراعنا الدموي مع داعش».

واعتبر أن «سُنة العراق ومنذ عام 2003 يسيرون من فشل إلى فشل، ومن كارثة لأخرى»، مبينا أن «البيت السُني تطغى عليه اليوم الفوضى العارمة».

من ناحيته، دعا الجبوري إلى تسليح العشائر، وشدد على ضرورة نزع السلاح من الجميع بعد التحرير في إشارة إلى «الحشد الشعبي».

الرمادي

في سياق آخر، قال مسؤولون عراقيون أمس، إن القوات العراقية الخاصة لمكافحة الإرهاب دفعت المقاتلين المتشددين للخروج والتحصن إلى الضواحي الشرقية لمدينة الرمادي، بعد أسبوعين من إعلان النصر على تنظيم «داعش» في المدينة، غير أن القنابل المتناثرة في الشوارع مازالت تعرقل جهود إعادة بناء المدينة، واصفة استعادة الرمادي، أكبر المدن التي استردتها القوات العراقية، بأنها أول نجاح رئيس يحققه الجيش العراقي منذ انهياره أمام الهجوم الخاطف الذي شنه التنظيم عبر شمال البلاد وغربها قبل 18 شهرا.

(بغداد - أ ف ب، رويترز، د ب أ،

المدى برس، السومرية نيوز)