يعتبر البعض أن وجودها في أي عمل درامي يشكّل تلقائياً إضافة فنيّة له، خصوصا أن مسيرتها في  مجالي الدراما والسينما حافلة بأعمال ناجحة ومميزة، هي التي أثبتت مهنية وحرفية وصدقاً في الأداء من خلال الشخصيات التي جسدتها،  فدخلت القلوب سريعاً. إنها الممثلة تقلا شمعون التي أكدت أن شهادة الجمهور بها هي الأهم والمحفّز الأكبر لها في عملها.

Ad

حول مشاركتها في مسلسل «24 قيراط» ومشاريعها المستقبلية، كانت الدردشة التالية معها.

هل أنت راضية عن أصداء مسلسل {24 قيراط}؟

اعتبره من أنجح الأعمال التي عرضت خلال شهر رمضان والدليل نسبة المشاهدة العالية التي حققها، لا أستغرب تميّزه فهو  يستوفي شروط المنافسة الدرامية المطلوبة، ويغلب التشويق على أحداثه ما يبعد الملل عن المشاهد ويحمّسه لانتظار الحلقة الجديدة. هنا لا بدّ لي من تهنئة فريق عمل {24 قيراط} لأن النجاح يعود إلى كل شخص فيه.

كيف تقيّمين شخصية {جيهان} التي تجسدينها؟

الدور جميل وواقعي ولفتني منذ قراءتي الأولى له، سعدت بالأصداء الإيجابية التي حققها وفاقت توقعاتي، فمن خلال هذه {جيهان} التي جسدتها بصدق وواقعية أظهرت قدرات جديدة ومهارة في تقديم  شخصيات مختلفة،  هذه الأمور ضرورية لنجاح أي ممثل، فضلا عن اجتهادي المستمرّ لصقل موهبتي وتعزيز قدراتي.

لكن البعض انتقد مساحة دورك في المسلسل معتبراً أنه يفترض أن يكون أكبر!

أبرّر لهؤلاء هذا الموقف، ففي مرحلة معيّنة شعر المشاهد بأن دوري همّش، إذا  صحّ التعبير، لذلك  تمنيت لو أعطيت لـ {جيهان} مساحة أكبر للتعبير عن نفسها، لكن بعد النجاح الذي حظيت به هذه الشخضية شعرت كأن دوري هو الأكبر. دعم الجمهور الأهم بالنسبة إلي، وحين عبّر لي عن حماسته لإطلالتي في المسلسل وإعجابه بأدائي تغاضيت عن تفاصيل لم أكن راضية عنها.

كيف تقيمين علاقتك بالكاتبة ريم حنا؟

أوجّه لها تحية، كونها كتبت هذا الدور خصّيصاً لتقلا شمعون، كانت لديها ثقة بقدرتي على تجسيد  شخصيات مختلفة بطريقة حقيقية وصادقة، وأرادت، من خلال {جيهان}، إبعادي عن دور الأم الذي أديته كثيراً في المرحلة الأخيرة وتقديمي للجمهور بشكل جديد ومختلف،  فجاء الدور جميلا، ولا شك في أن جزءاً من نجاح شخصية {جيهان} يعود إلى ريم.

يقول البعض إن وجودك في أي عمل يشكّل إضافة له!

سعيت لبناء هذه الثقة بيني وبين الجمهور من خلال الجدية في العمل والدقة  في إطلالتي، وهذا أمر يسعدني، فالمشاهد  يقبل على المسلسل الذي أشارك فيه تلقائياً كونه يعرف سلفا أن خياراتي صائبة. أؤمن بأن أي عمل ناجح هو عبارة عن سلسلة من العناصر الناجحة، فلا يستطيع أي ممثل، مهما كان محترفاً،  تحقيق نجاح في حال كانت عناصر المسلسل الدرامية الأخرى فاشلة لناحية النص أو الإخراج أو الإنتاج أو الكاست وغيرها من الأمور... من هنا أدقق في العروض التي أشارك فيها كوني أتجنب الخطوات الناقصة.

ثمة اتكّال اليوم في الأعمال الدرامية على أسماء معينة لها جماهرية لجذب المشاهد من دون إعطاء أهمية للمضمون!

ثمة أسماء تشكل تلقائياً عامل جذب للجمهور لمتابعة عمل معيّن، لكن الاتكال على الاسم  وحده لا يكفي، ففي حال لم تكتمل العناصر الأخرى ستكون السقطة محتمّة للنجم والمسلسل في آن، والدليل أن أسماء معروفة لديها انتشارها بين الناس، شاركت في بطولة مسلسلات معينة  وجذبت المشاهد في الحلقات الاولى، لكن ضعف مكوّنات العمل الأخرى وغياب الشروط الدرامية المطلوبة غيّرا نظرة المشاهد ودفعاه إلى متابعة أعمال أكثر حرفية وأهميّة.

على من تقع المسؤولية هنا؟

أتمنى على المنتجين  عدم الاكتفاء بلعبة الأسماء لتسويق أعمالهم،  بل أن يدركوا أن القصّة والنص الجيّد والمخرج الذي  يبتكر حركة درامية حقيقية بين الممثلين، كلها أمور  ضرورية لنجاح أي عمل.

من جهة أخرى حان الوقت ليدركوا أن الأدوار الثانوية لا تقل أهميّة عن الأدوار الأساسية، شكّل ذلك أساساً لنجاح مسلسل {24 قيراط}،  فقد أسندت الأدوار الثانوية إلى نجوم لهم وزنهم على الساحة الدرامية اللبنانية، وكانت  ثمة مشاركة لوجوه جديدة تمتلك موهبة وخلفية ثقافية ما أضاف ثقلا وتنوعاً للعمل.

تعرّض دور عابد فهد لانتقادات تحت مقولة إن فاقد الذاكرة لا يتحول إلى إنسان مختل عقلياً!

لا أريد الدخول في هذه التفاصيل، لكني على يقين بأن ريم حنا ليست كاتبة اعتباطية بل تدرس الشخصيات بتفاصيلها وتجري أبحاثاً  حولها، حسب الأطباء فإن بعض الأشخاص الذين يفقدون ذاكرتهم  يتصرفون في يومياتهم كالأولاد، وهذا ما تجلّى في أداء عابد فهد. ما أعرفه أن الموافقة على النص وعلى هذا الدور، تحديداً، أتت من مراجع طبيّة متخصصة.

كيف تصفين تجربتك  بالوقوف أمام عابد فهد؟

عابد فهد ممثل خطير ويمتلك طاقة وحرفية وكاريزما وحقق نجاحات في مسيرته الفنية، يشعر من يشاركه أي عمل بمتعة، وسعدت  بأن المشاهد أحب المواقف والأحداث التي جمعتنا. حين يقف ممثل قوّي أمام زميل قوّي {بجوهر أكثر}.

ماذا عن سيرين عبد النور؟

مشاهدي مع سيرين كانت حقيقية وصادقة، خصوصا أن علاقة صداقة وزمالة تربطني بها وجمعتنا أعمال مشتركة، تسعى سيرين إلى تطوير نفسها كممثلة، أما بالنسبة إلى  تجسيد شخصية ميرا  فكانت جيدة وعفوية في إحساسها، لأكون صادقة مع نفسي ومع الناس، شعرت  بأن ثمة خطّاً معيّناً من الشخصية لم يظهر للمشاهد، كلامي هذا يعود إلى كوني أعطي دروساً في التمثيل وقرأت شخصية ميرا على الورق، لا أريد أن يعتبر البعض رأيي بأنه انتقاد لأداء سيرين بل ملاحظة أخوية إذا صحّ التعبير.

هل تابعت مسلسلات أخرى؟

تابعت بضع حلقات من مسلسل {غدا نلتقي}، وهو أحد أكثر الأعمال تميزاً في رمضان 2015، إذ تتكامل شروطه الفنية وأنا معجبة بعمل المخرج رامي حنا. كذلك تألقت شيرين عبد الوهاب في {طريقي} وأثبتت أنها تمتلك قدرات تمثيلية لا يستهان بها. تغنّي شيرين بإحساس وجاء تمثيلها على قدر كبير من هذا الإحساس.

ماذا تحضرين راهناً؟

لا أريد الإعلان عن تفاصيل أعمالي المقبلة لكني في طور قراءة دورين جميلين أتمنى التوفيق بينهما وتقديمها كليهما.

الأم والبطولة

• في مشاركاتك الأخيرة  حاولت الخروج من صورة الأم  التي أطللت فيها كثيرا!

التنويع ضروري لأي ممثل، أرفض حصر نفسي بصورة واحدة،  سأجسد شخصية  الأم في مسلسل جديد لكن بطريقة مختلفة  عن صورة الأم التي سبق  أن قدمتها.  يناسبني دور الأم فأنا في عمر لا  يخولني تجسيد  شخصية فتاة جامعية أو مراهقة،  وثمة نواح كثيرة  في شخصية الأم تجعلني أظهر من خلالها بصور مختلفة.

• نلاحظ، في الآونة الأخيرة، أن دور البطولة  يعطى إلى ممثلين شباب، كيف تفسّرين ذلك؟

تأثرت الدراما المصرية مثلا بالدراما التركية، وأسندت البطولة، في الأعمال الأخيرة، إلى  ممثلة شابة جميلة وممثل شاب وسيم  تجمعهما علاقة حب، فيما كانت  تعتمد أبطالا ذات مستوى عمري متوسّط،  بدورها اعتمدت  الدراما اللبنانية الأسلوب نفسه  متأثرة بالدراما المكسيكية.

• هل  يمكن أن نشاهد بعض الوجوه  المخضرمة في أدوار بطولة جديدة؟

طبعاً،  أنا متشوقة لرؤية يسرا وإلهام شاهين ونبيلة عبيد وغيرهن في أدوار جديدة، ثمة وقضايا اجتماعية  يمكن تسليط الضوء عليها وتناسب الأعمار  كافة من الممثلين.