رواد مواقع التواصل الاجتماعي «يعاقبون» الإعلاميين المخطئين

نشر في 01-11-2015
آخر تحديث 01-11-2015 | 00:01
No Image Caption
أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي بمثابة رقيب على أنشطة الحياة، لا سيما القنوات الفضائية، ومتحكّم في مصير بعض البرامج ونسب مشاهدة القنوات، وهو ما حدث مع برنامج «صبايا الخير» الذي أوقف بعد هجوم رواد مواقع التواصل الاجتماعي عليه.
الإعلامية ريهام سعيد مقدمة «صبايا الخير» على قناة «النهار» الفضائية، أحدث ضحايا مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما بثت عبر برنامجها صوراً وفيديوهات لـ{سمية طارق»، المعروفة إعلامياً في مصر باسم «فتاة المول» التي تعرضت للتحرش أثناء  وجودها في أحد المولات بمنطقة مصر الجديدة.

كانت ريهام سعيد استضافت الفتاة في إحدى الحلقات ثم عرضت، بعد ذلك، صوراً من الحياة الخاصة  لها،  وعلقت على إحداها: {لو هقبل إني أتشال بمايوه بالطريقة دي هقبل إن حد يعاكسني.. مش نهاية العالم»، وأكدت خلال الحلقة أنها تمتلك صوراً لم تظهرها خوفاً على الفتاة من فضيحة مدوية، معتبرة أن ذلك ليس سلوك فتاة ترفض التحرش، وهو ما اعتبره مشاهدو البرنامج تشويهاً لفتاة بريئة تعرضت للتحرش.

الطامة الكبرى حدثت عندما انتشرت على مواقع التواصل تصريحات سمية طارق التي أكدت فيها أن ريهام سعيد حصلت على الصور التي عرضتها على الشاشة، بعدما سرقت أكثر من 600 صورة شخصية «جداً» من هاتفها النقال، أثناء تصوير اللقاء معها، عن طريق أحد العاملين الذي حصل على الهاتف بعدما أخذه منها ليقوم بشحنه. دشن نشطاء مواقع التواصل «هاشتاغ» على «تويتر» باسم: {موتي يا ريهام»، رداً على ما قامت به، وألمحت إلى أن الفتاة لم ترفض التحرش ما اعتبره مستخدمو التواصل الاجتماعي تشهيراً بها.

 احتل هذا الـ «هاشتاغ» ترتيباً متقدماً في قائمة الموضوعات الأكثر تداولاً بالنسبة إلى رواد «تويتر»، ولم يتوقف الأمر عند  هذا الحد بل هدد نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بمقاطعة منتجات الشركات المعلنة في البرنامج، ما جعل هذه الشركات تسحب إعلاناتها فوراً، وأُوقفت ريهام عن العمل.

أصدر مسؤولو قناة «النهار» بياناً جاء فيه: «قررت «شبكة تلفزيون النهار» تعليق إذاعة برنامج «صبايا الخير» وفتح تحقيق موسع بشأن الحلقة المثار بسببها الجدل»، وأكد البيان أن «النهار» تقدم اعتذارها لكل من استاء من الحلقة المذكورة وتجدد احترامها لكل سيدة وفتاة من بناتنا وأهالينا وشعبنا الكريم، أضاف: «كل مشاهدينا وأهالينا هم تاج على رؤوسنا، سنظل نحترمهم ونقدرهم، نعتذر للجميع مرة أخرى حفظكم الله وحفظ الله مصر».

انتصار وموسى

نجت انتصار من مصير ريهام سعيد بعدما قدمت اعتذاراً للجمهور الذي هاجمها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عقب بث أولى حلقات برنامجها «نفسنة» على قناة «القاهرة والناس»، بمشاركة هيدي كرم وشيماء.

لم يطل الهجوم انتصار، فحسب، بل القناة التي واجهت سيلاً من الشتائم عبر صفحاتها على «تويتر» و»فيسبوك» و»إنستغرام»، بعدما أبدت انتصار رأيها في الأفلام الإباحية، فاعتبر الجمهور أنه لا يجوز تناول  هذه القضية على  الفضائيات لأنها تناقض عادات الشعب المصري والعربي.

الإعلامي أحمد موسى، مقدم برنامج «على مسؤوليتي» على فضائية «صدى البلد»،  تلقى هجوماً من رواد «فيسبوك» بعدما ارتكب فضيحة إعلامية لبثه لقطات على الهواء مباشرة، ادعى فيها أنها لقطات حية لضرب الجيش الروسي لعناصر داعش في سورية، لكن نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي اكتشفوا أنها مقاطع من إحدى ألعاب الحرب الشهيرة على أجهزة الكمبيوتر، وعرضوا المقاطع التي استعان بها أحمد موسى من اللعبة الأصلية، وسخروا منه ومن جمهوره الذي يتابعه ويصدقه، إلا أن موسى سارع واعتذر إلى الجمهور مؤكداً أنه تم إيقاف المعد الذي تسبب في هذه المهزلة الإعلامية.

ممارسات غير صحيحة

يوضح الدكتور ياسر عبدالعزيز أن لمواقع التواصل الاجتماعي تأثيراً سحرياً على المواطنين، وقدمت إعلاماً بديلاً عن الصحف والقنوات الفضائية لسرعتها وانتشارها في كل مكان، مؤكداً أن هذه المواقع نشرت قضايا كثيرة ووثقتها وفضحت أخطاء المجتمع.

يضيف أن لبعض الفضائيات ممارسات خاطئة لحصد نسب مشاهدة عالية حتى وإن جاء ذلك على حساب أي شخص، لاسيما أن ما تقدمه بعض القنوات الفضائية ينذر بمزيد من السقوط الأخلاقي للمجتمع، وسيدفع الجميع الثمن وسيعود بالضرر على المجتمع، موضحاً أن مواقع التواصل  تؤدي دور الرقيب الذي يحاسب المخطئ.

back to top