ماذا يحدث للاقتصادات الكبرى بعد الهجمات الإرهابية؟

نشر في 18-11-2015
آخر تحديث 18-11-2015 | 00:03
No Image Caption
اعتبر تقرير لـ«بلومبرغ» أن التاريخ يشير إلى أن الاقتصادات الصناعية أثبتت أنها أكثر مرونة ضد الإرهاب ما جلب بعض الطمأنينة في فرنسا بعد 3 أيام من العمليات المسلحة التي شهدتها باريس، وأسفرت عن مقتل 129 شخصاً على الأقل، في أسوأ هجوم تشهده أوروبا
في عقود.
ذكر تقرير نشرته "بلومبرغ" أن التاريخ يشير إلى أن الاقتصادات الصناعية أثبتت أنها أكثر مرونة ضد الإرهاب مما كان متوقعا في البداية، وهو ما ظهر في هجمات الحادي عشر من سبتمبر، وفي إسبانيا عام 2004، ولندن 2005.

واعتبر التقرير أن هذه الحقائق جلبت بعض الطمأنينة في فرنسا بعد 3 أيام من العمليات المسلحة التي شهدتها باريس وأسفرت عن مقتل 129 شخصاً على الأقل، في أسوأ هجوم تشهده أوروبا في عقود.

ويقول الأستاذ في جامعة "تكساس"، تود ساندلر، المشارك في تأليف كتاب عن الأثر الاقتصادي للإرهاب: إن اقتصادا متنوعا مثل فرنسا لن يتأثر سلبا بالهجوم المسلح.

ماذا يقول التاريخ؟

- أشارت ورقة بحثية نشرت في عام 2004، وشملت 77 حادثا في الفترة بين عامي 1966 حتى 2000 أن نصيب الفرد من معدل الناتج المحلي الإجمالي تراجع بمتوسط بلغ 0.048 في المئة فحسب على أساس سنوي بعد حوادث مسلحة.

- قدر "ساندلر" في تقرير شارك في كتابته لمصلحة صندوق النقد الدولي خلال العام الحالي خسائر الاقتصاد الأميركي بنسبة 0.1 في المئة فحسب بسبب أحداث 11 سبتمبر 2001.

- ذكر الاقتصاديان مالكوم بار وديفيد مكاي من "جي بي مورغان" أن اقتصاد إسبانيا زاد بنسبة 3.6 في المئة في الربعين الثاني والثالث من 2004، وهي وتيرة أسرع قليلا من المسجلة في الأشهر الستة السابقة، كما استمرت ثقة المستهلكين في الارتفاع.

- في المملكة المتحدة، زاد الاستهلاك الخاص بنحو 3.5 في المئة خلال النصف الثاني من عام 2005، كما بلغ معدل نمو الاقتصاد بمقدار 5 في المئة، وهي وتيرة أسرع من الربعين السابقين للهجوم المسلح الذي شهدته البلاد آنذاك.

- تشير هذه الأبحاث إلى أنه في الوقت الذي تتأثر قطاعات محددة بالهجمات المسلحة مثل السياحة، وشركات الطيران، والتأمين، مع هبوط ثقة المستهلكين والشركات، فإن التأثر الاقتصادي الأوسع غالبا ما يكون مؤقتا.

- غالبا ما يتم تأجيل القرارات الاستثمارية أو الخاصة بالإنفاق، أو تشهد إعادة تركيز، حيث أشار تقرير لـ"غولدمان ساكس" الأحد الماضي إلى أن المستهلكين الفرنسيين قد يتحولون لشراء مزيد من أجهزة الترفيه المنزلية.

تدابير بديلة وحلول

- يمكن تعويض المفقود من إنفاق المستهلكين من خلال زيادة الإنفاق الحكومي أو السياسات النقدية التحفيزية مثل تلك التي قدمها الاحتياطي الفدرالي الأميركي في سبتمبر 2001.

- قال كبير محللي الأسواق لدى "بنك أوف نيويورك"، سايمون ديريك، إن احتمالات زيادة البنك المركزي الأوروبي لوتيرة التحفيز النقدي في اجتماعه المقبل في ديسمبر قد ارتفعت بعد الحادث الأخير.

طبيعة الاقتصادات الصناعية

- يرى الأستاذ الزائر في مكتب الأمن الأميركي في واشنطن، آدم كلاين، أن الإرهابيين الذين يحاولون تدمير الاقتصادات الحديثة يواجهون صعوبات كبيرة، لأن هذه الاقتصادات مترابطة، ومفتوحة، ومتصلة، وهو ما يخلق ضعفا لكنه أيضا يوفر مرونة.

- يعتقد أستاذ الاقتصاد في كلية "كالفر هاوش" للتجارة، والتر آندرز، أن نوع الهجمات التي شهدتها باريس موجه ضد المواطنين والأماكن لا ضد رموز "أيقونات" أو بغرض تخريب ممتلكات أو تعطيل اقتصاد، وهو ما يجعل تأثيرها الاقتصادي منخفضا.

- يرى كلاين أن الهجمات المتفرقة لا تغير اتجاه الاقتصاد الكلي، ولكن في حال تكرار هذه الهجمات قد ينتج على المدى الطويل تراجع كبير في توقعات المستهلك والمستثمر.

- يراهن رئيس قسم الاقتصاد في بنك "يونيكرديت"، إريك نيسلن، على أن التاريخ سيعيد نفسه في الوقت الحالي، وأن تعافي الاقتصاد، والقيمة العادلة للأصول العالمية لن تتغير بسبب هذه الحوادث.

(أرقام)

back to top