أي حلّة جديدة طرأت على مسرحية «بنت الجبل»؟

Ad

طرأت تعديلات على النص وأضيفت شخصيات لم تكن في المسرحية القديمة، وتغيّر الديكور والأكسسوارات، فضلا عن إضفاء فريق العمل روحية جديدة إلى المسرحية.

ما أهمية ذلك في تعزيز نجاحها؟

 إذا كانت المسرحية عريقة وضخمة وراسخة في ذهن الناس منذ سنين، لا شيء يحول دون نجاحها بالنسخة الجديدة، أسوة بما يحصل مع المسرحيات الضخمة في «برودواي» التي يُعاد تنفيذها مراراً منذ 40 عاماً، على غرار My Fair Lady  وThe Phantom of The Opera وLion king، بفريق عمل جديد وديكور وإخراج مختلفين. ينطبق ذلك على الأغاني القديمة التي لا نزال نسمعها ويتم تجديدها. فالعمل الناجح لا يتأثر بفعل مرور الزمن، خصوصاً إذا جُدّد بطريقة جيّدة ومن خلال عناصر تؤدي أدوارها بطريقة صحيحة.

تجتمعين مع الممثل بديع أبو شقرا للمرة الثانية.

أتمنى أن تجمعنا أعمال كثيرة، فمنذ تعارفنا في مسلسل «الرؤيا الثالثة» نشأت كيمياء فنيّة بيننا وانسجمنا، فاستمتعت بتعاوننا، خصوصاً أنه محترف ويعكس طاقة إيجابية على الممثل أمامه، كونه يؤمن بروحية فريق العمل. وقد تأكد هذا الانسجام مجدداً على خشبة المسرح حيث جلسنا معاً في الكواليس نستعدّ للمسرحية ونتبادل الأفكار لنحقق النتيجة المرجوة في الأداء. حتى الكاتب والمخرج روميو لحود فرح بهذا الانسجام. لذا أتمنى أن يجمعنا فيلم سينمائي أيضاً لأنني أتحمّس بوجوده في أي عمل.

هل اكتفيتما بتوجيهات روميو لحود؟

من الطبيعي أن يتفاعل الممثل مع شخصيته لذا عرضنا أفكارنا عليه، ومتى وافق سرنا بها من ضمن الالتزام بالأسس واحترام النص والحبكة.

نشأت على مشاهدة هذه المسرحية فهل تأثرت بأداء والدتك فيها؟

عندما قرر عمّي روميو، منذ عامين تقريباً، تجديد «بنت الجبل»، طلب منّي الامتناع عن مشاهدتها، لذا عندما قرأت النص والشخصية اعتبرت أنني أقرأ عملا جديداً أكتشف شخصيتي فيه. صحيح أنه لا يمكن التحكّم بالشبه الخارجي بيني وبين والدتي وهذا أمر طبيعي، لكنني سعيدة بأنني استطعت، وفق آراء من شاهدوا المسرحية، إضفاء روحية جديدة بعيداً من شخصية والدتي.

أي شعور طغى؟

شعرت بتحدٍ كبير لأنه أحد أهم الأدوار التي يتذكرها الناس، لذا أحمد الله أنني ابتكرت روحية جديدة مع الحفاظ على الأساس. لا شك في أنني تعلمت الكثير منها، مع الاحتفاظ بشخصيتي وكيفية قراءتي لهذه الشخصية التي أجسدها.

هل تغيّر روّاد المسرح بين الزمنين؟

لا مجال للمقارنة بينهما، لا شكّ في أن حركة المسرح راهناً لا تشبه تلك التي سادت في عصره الذهبي، إنما ما يطمئن هو الجماهيري على الأعمال المعروضة هذا العام، لأن الجمهور يبحث عمّا يفرحه، ومسرحية «بنت الجبل» تزخر بالفرح والألوان والأمل. ما فاجأني صراحة هو اندفاع الجيل الجديد لمشاهدتها.

ما توصيفك للمسرح الغنائي راهناً؟

لم يعد متوافراً  كما في السابق، علماً أن ثمة مسرحيْن غنائيين في لبنان، الرحابنة وروميو لحود، فيما الآخرون مجرد محاولات. مع الإشارة إلى أن المنافسة بينهم كانت شريفة، عمادها الصداقة والاحترام المتبادل، لأنهم حملوا رسالة وضحوا بحياتهم من أجل الفنّ ولم يكن هدفهم مادياً وإلغاء الآخر، مثلما يحصل راهناً حيث تسود روحية الإلغاء مع تبدّل الثقافة الفنيّة، فضلا عن روحية الاحتكار والتجارة، وما يؤجج الصراع هو تصرفات المعجبين الذين دخلوا على الخط.

تمايزت منذ انطلاقتك بإطلالتك وخياراتك الفنية، فما الذي يحدد مسارك؟

أردت أن أكون انتقائية ووضع نفسي في مكان مختلف عمّا هو سائد، فأكون حقيقية في الحياة وفي تعاطيّ مع الناس، لأن جوّ المنافسة راهناً مختلف عمّا كان عليه زمن سلوى القطريب والعمالقة، إذ يمكن تحقيق شهرة عبر إحداث فضيحة ما أو عرض كليب على «يوتيوب». شخصياً، لا أهدف إلى الشهرة إنما إلى التمايز وسط الفوضى الفنية، وخلق مكان يمكن من خلاله ترك بصمة، وتنفيذ ما أحبّ وأؤمن فيه، وما يشبهني. لذا تسلّقت السلّم تدريجاً من دون حرق المراحل، إيماناً مني بأن كل خطوة ستوصلني إلى خطوة لاحقة، فلم أقاتل لأجل المشاركة في مسلسل ما أو إجراء مقابلات أو القبول بأي دور. أعلم ماذا أريد وتهمني النوعية أولا وترك بصمة، لذا يتذكرني الجمهور في أعمالي كافة. تكمن المشكلة في المنافسة بين الفنانات على المظهر واللباس والشعر والماكياج، وعلى عدد المعجبين المفترضين عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

ألا يعرقل التمايز والمثالية مسيرتك؟

 ليست مثالية بل قناعة، هكذا نشأت وهكذا سأظلّ، فظاهرة النجومية راهناً غير مستقيمة، هل أتبعها لأنها موضة؟ برأيي ستزول هذه الظاهرة، والاستمرارية أهم من النجومية. كثر يحتلون الشاشات والإعلانات، مع ذلك لن يتذكرهم أحد بعد حين، فيما من عمل بتأنٍ وصمت ترك أثراً لدى الجمهور. لذا لا أؤمن بظاهرة النجومية التي أعتبرها موقتة، فيما يتخطى العمل النوعي الزمن، مثل «بنت الجبل» التي حققت بنسختها الجديدة رهجة، وهذا أمر يفرحني، لأن الناس يقصدوننا إلى المسرح ولا نتطفل عليهم من خلال التلفزيون.

هل من جديد على صعيد أرشفة أعمال سلوى القطريب؟

بدأنا إعداد سيناريو عن حياتها، بقلم والدي ناهي لحود. لكننا نتريث راهناً في انتظار الإنتاج المناسب، فضلا عن أننا، كعائلة، نناقش إمكان تصويره فيلماً أو مسلسلا. يحتاج المشروع إلى أبحاث ودقة لتسليط الضوء على الأحداث التي توصل الصورة الحقيقية إلى الناس.

إذا أردت تجديد أغانيها هل تفضلينها بتوزيع جديد؟

أفكر بتجديد أغانيها بطريقة غير تقليدية، مثل إحياء حفلة ضخمة بمعية فرقة موسيقية على أن يوّزع CD مباشرة بعد الحفلة على الجمهور. لكنني أؤجل هذا المشروع منذ سنوات بسبب ضيق الوقت وعدم توافر الإنتاج الضخم.

ما جديدك غنائياً؟

طرح أغنيتين بمناسبة العام الجديد هما: {يا عيني عليك} كتابة روميو لحود وألحانه، توزيع جوزف كيروز، والنسخة العربية من My Way أي {عملت يللي عليّ} كلمات روميو لحود وتوزيع جورج مرعب، على أن أصوّر إحداهما مع المخرج منصور الرحباني.

لماذا لا تطرحين ألبوماً فرنكو- أراب؟

أعددنا الملحن الفرنسي فريدريك لينير وأنا ديو مشتركاً لكنه تأجل لانشغالنا بمشاريع أخرى، لكننا لا نزال على تواصل في هذا الإطار. أمّا بالنسبة إلى مشروع ألبوم فرنكو – أراب فلم يطرح بعد، إنما أنا منفتحة على أي فكرة تقدّمني بإطار جديد وتشبهني. كذلك أفكر بتقديم ألبوم يضم أغاني بلغات مختلفة.

هل تتخذين قرارات منفردة أم تعودين إلى رأي العائلة؟

أنا صاحبة القرار عموماً، إلا أنني أستشير والدي لتمتعه بأذن موسيقية، فهو المحرك الأساس للعائلة ومستشارها الفنّي، كذلك أتوقف عند رأي عمّي. ألجأ دائماً إلى العمالقة الذين يفيدونني بخبرتهم وموهبتهم، إنما أبقى صاحبة القرار الذي يتأثر بإلهامي وإحساسي، فإذا أعجبني العمل أهجم عليه، أما في حال التردد عندها ابتعد عنه.

ما نصيحة والدتك التي ترافقك دائماً في مسارك؟

كانت تقول لي: «اليوم يصفقون لك غداً لغيرك فلا تفقدي ثقتك بنفسك أو تحزني أو تتأثري سلباً، لأن الساحة تسع للجميع. اليوم تنجحين وغداً ينجح غيرك، وهذا لا يقلل من شأنك ولا يلغي مقدرتك، فلكل شخص فرصته في الحياة، والفترات التي يبرز خلالها، وهذا أمر لا ينتقص من حقّ أحد». ينطبق هذا الرأي على الأجيال كافة لذا أنا متصالحة مع نفسي ولم أدخل في معمعة المنافسات، ولا مشكلة لديّ في تهنئة الآخرين على الأعمال الجميلة وتشجيعهم.

ما أهمية الثقافة الموسيقية في اختيار الأعمال؟

لا أفهم ظاهرة مدير الأعمال الذي يختار الأغاني للفنان، فأين إحساس الأخير وتفاعله مع النص الذي سيغنيه والمقامات الصوتية التي تُبرز صوته. الثقافة الموسيقية أساس، لذا يجب ألا يقتصر عمل الفنان على متابعة نشر صوره في الإعلانات وإحياء حفلات لكسب المال. بالنسبة إلي أتابع الأغنية بدقة منذ النوتة الأولى وحتى استلامها واقترح الآلات الموسيقية التي أرغب في إبرازها.

كذلك على الفنان أن يفهم بالموسيقى ليعلم ماذا يريد وأي أسلوب موسيقي يركّز عليه وكيفية التنويع. جميل استشارة فريق عمل كونه يشكل جزءاً من رأي الجمهور، إنما يجب ألا يكون هو مركز القرار.

هل من حفلات مرتقبة لرأس السنة؟

قررت الاعتذار عنها والسفر للاستمتاع بالعطلة، لأنني بحاجة إلى استراحة للعودة بقوّة إلى المسرح.

دراما وكتابة

ماذا اكتسبت من المشاركة في مسلسل «ذهاب وعودة»؟

رغم أن دوري محدود، فإنها تجربة رائعة وتحدٍ من حيث نوعية الدور، لفتني احتراف أحمد السقا في الكواليس، خصوصاً لجهة اهتمامه بفريق العمل، وإبراز عناصره ليكون متكاملا.

إضافة إلى أنني تعاونت مع أشخاص محترفين في شركة «الصّباح»، فكان اختباراً رائعاً ومن أمتع التجارب كونها غنيّة ومفيدة.

هل من مشروع درامي عربي جديد؟

لا شيء راهناً، أبحث عن التنوع واكتشاف ذاتي في نمط لا يشبه دوراً أديته سابقاً، لأنني لا أكرر الدور نفسه مرتين.

لماذا تأخر عرض مسلسل «شريعة الغاب»، كتابتك ومالك ومنصور الرحباني وإخراج منصور الرحباني؟

بسبب تقصير الجهة المنتجة Arrows Production في تسويقه رغم أنه يستحقّ العرض راهناً، كونه يجسّد واقعنا والحال التي نعيشها في لبنان من فوضى ومافيات وخطف.

يعتبر البعض أنك تتطفلين على الكتابة، ما ردّك؟

كتابة السيناريو من ضمن اختصاصي الجامعي ولست متطفلة على هذا المجال. لديّ مجموعة من الأفلام إضافة الى مسلسل «شريعة الغاب». لا أسعى الى منافسة الكتّاب والساحة تسع الجميع، فإذا طرأت على بالي فكرة ما سأكتبها وأعرضها على شركات الإنتاج بهدف تنفيذها، ولن يمنعني شيء عن ذلك.