بينما صمدت هدنة هشة بأغلب أنحاء اليمن لليوم الثاني على التوالي، دارت مواجهات في مناطق محدودة بين القوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي والمتمردين الحوثيين، وكثف طيران التحالف الذي تقوده السعودية غاراته على قاعدة "العند" الاستراتيجية.

Ad

ونقلت قناة "الحدث" عن المتحدث باسم المقاومة الشعبية علي الأحمدي قوله إن القوات الموالية لهادي هاجمت قاعدة العند الجوية الواقعة في محافظة لحج بصواريخ الكاتيوشا ومضادات الدروع، ودمرت نقاط مراقبة في سور القاعدة التي تعد مفتاح السيطرة على محافظات جنوب اليمن.

وأكد المتحدث أن وحدات خاصة من الجيش الوطني معززة برجال المقاومة تسعى إلى اقتحام القاعدة من جهة مصنع الأسمنت في عمليات عسكرية واسعة بالتزامن مع غطاء جوي من مقاتلات التحالف.

وأوضحت مصادر أن التحالف شن سلسلة غارات جوية على "العند" هي الأعنف منذ بدء عمليات "عاصفة الحزم" ضد المتمردين في 26 مارس الماضي.

وأضافت المصادر أن طيران التحالف حلق بكثافة على أجواء المنطقة، وسط إطلاق المضادات الأرضيّة من قبل الحوثيين وقوات صالح.

في غضون ذلك، ذكرت مصادر رفيعة برئاسة هيئة الأركان العامة للجيش الوطني أن وحدات عسكرية جديدة من المنطقة العسكرية الأولى تتحرك إلى جبهات المواجهة في لحج وتعز، وقالت المصادر إن توجيهات عليا صدرت من قيادة الأركان لتحريك ست كتائب عسكرية لدعم المقاومة والجيش في جبهات لحج وتعز والضالع.

وجاء هذا التصعيد بعد خروق الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح الهدنة التي أقرها التحالف بطلب من هادي، بهدف إيصال مساعدات إنسانية بشكل عاجل إلى الشعب اليمني.

في سياق آخر، قال وزير الدولة في الحكومة اليمنية محمد العامري إن صعوبات لوجستية تواجه المنظمات الإغاثية في ظل تعنّت الميليشيات المتمردة ورفضها الالتزام بالهدنة التي دخلت حيز التنفيذ ليل الأحد- الاثنين، وسط مطالب بتفعيل القرار الأممي رقم 2216.

وفي محافظة البيضاء، قتل ثلاثون مسلحا حوثيا صباح أمس في هجوم نفذته عناصر المقاومة على حافلة كانت تقلهم.

في موازاة ذلك، نفذت قوات التحالف أمس عملية انزال جوي لكميات من الأسلحة بمديرية مودية في محافظة أبين جنوبي البلاد.

وذكرت مصادر لوكالة الأنباء الألمانية أن طائرة تابعة لقوات التحالف نفذت عملية الإنزال التي اشتملت على أسلحة ثقيلة وذخائر في مواقع تسيطر عليها المقاومة التي تخوض معارك عنيفة مع المتمردين على عدة جبهات، من بينها مديرية لودر ومدينة زنجبار مركز أبين.

من جانب آخر، سقط عشرات القتلى والجرحى من الحوثيين في وقت مبكّر صباح أمس من جراء انفجار سيارة مفخخة استهدفت تجمعاً لهم في وسط لودر. إلى ذلك، أفاد المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، طارق جاسارفيتش، في جنيف، بأن حصيلة قتلى الصراع في اليمن بلغت نحو أربعة آلاف شخص.

وصرح مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بأن 1859 مدنيا بين 3984 شخصا قتلوا في الفترة من مارس الماضي حتى 19 يوليو الحالي. وأشارت الوكالتان التابعتان للأمم المتحدة إلى أنه إضافة إلى ذلك، أصيب 19 ألفا و300 شخص، من بينهم 4200 مدني.

(الرياض، عدن ــ أ ف ب، رويترز، د ب أ)