بعد أسبوع من جريمة التفجير الإرهابي في مسجد الإمام الصادق بمنطقة الصوابر، تحيي مساجد البلاد ومصلياتها كافة غداً صلاة الجمعة بخطبة موحدة تحفل بمعاني الوحدة الوطنية ورفض الإرهاب، وتؤكد أن سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد ضرب أروع الأمثلة في المحبة والتعاون والمسؤولية عندما تفقد مكان التفجير واطمأن على أبنائه، وتبعه سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد.

Ad

وقالت الوزارة في بيان صحافي أمس، إن الخطبة تركز أيضاً على أن سمو الأمير وولي العهد أعطيا مثالاً عن الأبوة الرحيمة، وهما يطمئنان على المصابين، ويتقدمان العزاء، مع حرصهما على كل ما من شأنه عودة الأمن والاستقرار وضمان سلامة الجميع، وتلفت إلى أن الشعب الكويتي والمقيمين أيضاً ضربوا جميعاً مثالاً للتلاحم والتعاون، والسمع والطاعة، من أجل عودة الأمن، ورد كيد الأعداء في نحورهم.

وتشدد الخطبة على أن الأمن والاستقرار والاطمئنان تنشده المجتمعات البشرية، وتتسابق إلى تحقيقه السلطات بكل إمكاناتها لأنه يحفظ البلاد والعباد في معاشهم ومعادهم، ويحفظ النفس والعرض والعقل والمال والدين.

وتؤكد أن زعزعة أمن المجتمع جريمة كبرى وخيانة عظمى وضرباً من ضروب الظلم والبغي والعدوان وصورة من صور الفساد والطغيان، و»أن ما حدث من تفجير وسفك الدماء وقتل الأبرياء وتناثر الأشلاء لإثارة الفتنة العمياء، أمر مستنكر وجريمة إرهابية فتاكة، فجعت كل ذي دين ومروءة بل كل ذي عقل وإنسانية، لأنه عمل جبان إجرامي غادر، وفعل تخريبي، وتصرف أرعن لا يقره دين ولا عقل ولا منطق، وهو بكل المقاييس أمر محرم، وفعل مجرم، وتصرف مرذول مقبوح، وسابقة خطيرة إذ يستهدف الآمنين المصلين الصائمين في شهر الرحمة والمغفرة والعتق جريمة روعت الآمنين في مشهد مهول وفظيع.

وتشير الخطبة إلى أن من حمل السلاح لترويع الآمنين ارتكب محرماً، كما تشيد بسرعة قبض رجال الأمن على المجرمين، وتشير إلى أن «ديننا دين حق وسماحة وإصلاح وتعمير لا دين عنف ولا تدمير ولا تفجير.

ومما تتضمنه الخطبة أن «هذه الظروف تتطلب منا جميعاً الصبر والمصابرة، وتوحيد الكلمة، ووحدة الصف، والتاريخ شاهد على أن حبل العنف والإرهاب قصير».

وتؤكد الخطبة أن «النصر مع الصبر والفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً، ولقد تسلط هؤلاء المجرمون المفسدون في الأرض على عباد الله الآمنين المطمئنين وروعوهم، بل وسفكوا دماءهم ظلماً وعدواناً وغدراً وخيانة».

وربطت الخطبة بين التربية والتعليم، وضرورة «أن نربي أبناءنا تربية حسنة ورعاية سليمة؛ فالتربية والتعليم أصلان عظيمان في تنشئة الجيل»، مؤكدة أن «هذه الفئة الباغية المجرمة لا تريد للدين نصرة ولا للأمة ظفراً بل تريد زعزعة الأمن وترويع الآمنين وقتل المسلمين والسعي في الأرض فساداً».