أكدت مصادر نفطية مطلعة أنه لا توجد أي شبهة تخريب تعرضت له مصفاة ميناء الشعيبة التي شب حريق فيها نتيجة تسرب غاز، موضحة أن الصناعة النفطية تعد بيئة خطرة ومعرضة لمثل هذه الحوادث المفاجئة.

Ad

كما أعلنت شركة البترول الوطنية، في بيان لها، سيطرتها على حريق شب صباح أمس في وحدة تكسير الزيت الثقيل بمصفاة الشعيبة التي تقدر طاقها بـ200 ألف برميل، مشيرة إلى أنه تم تخفيض درجة الحادث من خطرة إلى عادية.

وقال الرئيس التنفيذي للشركة بالإنابة، المهندس أحمد الجيماز، لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) إن إمدادات وزارة الكهرباء والماء من زيت الوقود لم تتأثر بالحادث، وأنه يتم حاليا تغطية احتياجات الوزارة والتسويق المحلي عن طريق مصفاتي ميناءي الأحمدي وعبدالله.

وأوضح الجيماز أنه تم اتخاذ التدابير اللازمة لعزل الأنابيب في منطقة الحادث، وتخفيض معدلات الضغط فيها، موضحا أن طواقم الشركة وفرق الإطفاء لاتزال في حالة تأهب كاملة. وأغلقت على إثره كل وحدات المصفاة دون تسجيل أي إصابة نتيجة الحادث، وبعد إخلاء جميع موظفيها احترازيا.

دراسة مستفيضة

يذكر أن "البترول الوطنية" تعاونت مع مستشارين عالميين بإجراء دراسة مستفيضة ومتكاملة إزاء إمكان تطوير مصفاة الشعيبة، مع الأخذ بالاعتبار المتطلبات البيئية والاقتصادية ومواصفات الأسواق العالمية، وتوصلت الدراسة إلى صعوبة تطوير مصفاة الشعيبة وعدم جدواها الاقتصادية، إضافة إلى عدم توافر المساحة الكافية واللازمة للتطوير.

كما أن وحدات المصفاة، التي تعود إلى عام 1968، متقادمة جداً، مما يجعل من الإقدام على مشروع تطوير المصفاة مخاطرة اقتصادية كبيرة، ومن ثم فقد تقرر إيقافها عن العمل عند بدء تشغيل مشروع الوقود البيئي، مؤكدا استخدام مرافق التخزين والتصدير البحرية الخاصة بمصفاة الشعيبة، بعد إغلاقها لمصلحة مشروع الوقود البيئي.

يذكر أن وحدة الزيت الثقيل في مصفاة ميناء الشعيبة تعرضت لحريق محدود، دون وقوع إصابات في منتصف سنة 2013.

كما أن شركة البترول الوطنية شكلت لجنة العام الماضي لبحث إغلاق مصفاة ميناء الشعيبة بالتزامن مع مشروع الوقود البيئي في نهاية 2017.

كما حصلت المصفاة على معدل نقاط قدره 96.1 نقطة عام 2012 في عملية المسح الميداني لتقييم المخاطر من قبل شركات التأمين العالمية، وهذا المعدل يعد الأعلى بين جميع مواقع عمل الشركات التابعة لمؤسسة البترول الكويتية في الكويت وخارجها، حيث تقوم شركات التأمين العالمية دوريا بعملية مسح ميداني على جميع مواقع شركات القطاع النفطي.

30 نوعاً

يذكر أن مصفاة الشعيبة تنتج حوالي 30 نوعا من المنتجات البترولية الخفيفة والوسطى والثقيلة من أهمها الغاز، النافثا البتروكيماوية، النافثا العادية، والمحروقات المختلفة مثل بنزين السيارات عالي الأوكتين، وقود الطائرات بمختلف أنواعه، وزيت الديزل للمحركات وزيت الديزل للمحركات البحرية وزيت الوقود بأنواعه المختلفة، والكبريت الذي ينتج على هامش عمليات التصنيع.

وتساهم مصفاة الشعيبة الى جانب مصفاة ميناء الأحمدي بتوفير المنتجات البترولية الى السوق المحلي، لكن الجزء الأهم من منتجات المصفاة معد أصلا للتصدير الى الأسواق العالمية.

وكانت "الشعيبة" عند إنشائها مصفاة التصدير الأولى في الكويت، إذ إن المنتجات المكررة فيها عالية الجودة وتتفق مع المواصفات المتطورة للأسواق العالمية.

وجهزت المصفاة بمجموعة كبيرة من الخزانات لاستقبال النفط الخام واستيعاب المنتجات المكررة، ويبلغ عدد تلك الخزانات 72 خزانا موزعة في حظائر. ويبلغ عدد موظفيها حوالي 850 موظفا، إضافة الى المئات من موظفي المقاولين.

هيئة الصناعة

من جانبها، أكدت الهيئة العامة للصناعة استمرار اجتماعات لجنة الطوارئ وإدارة الأزمات بالتنسيق مع مركز طوارئ الشعيبة التابع للهيئة والجهات الأخرى المعنية، لحين الانتهاء من حادث حريق المصفاة.

وقال نائب المدير العام للمواصفات والخدمات الصناعية في الهيئة، المهندس فهاد المطيري، في بيان صحافي، إن لجنة الطوارئ تتابع مستجدات حادث الحريق، مشيرا الى اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للتعامل مع الحريق الطارئ في مصفاة الشعيبة الذي وقع صباح يوم أمس.

وأشار الى إخلاء منطقة الشعيبة الشرقية من العاملين بجميع الجهات العاملة في المنطقة ومتابعة الحدث، والتنسيق مع الإدارة العامة للدفاع المدني للوقوف على الإجراءات المتخذة بهذا الشأن، وكذلك التنسيق مع الإدارة العامة لأمن المنشآت.

وأضاف أنه تم إخطار نقابة العاملين في الهيئة، التي تعاونت بدورها مع الهيئة في إخلاء المنطقة.