ترى المخرجة المسرحية منار زين ألا أسباب واضحة لقلة المخرجات المسرحيات، سوى أنهن لا يملكن جرأة كافية لاقتحام مجال المسرح، وتقديم عروض فيه، مؤكدة أن أعمالها تلقى قبولا وتقديراً من جهات التحكيم لدى مشاركتها في أي من المهرجانات المسرحية، ما يعني أن ثمة تقديراً لجهد المخرجات المسرحيات عموماً.

Ad

بدورها توضح المخرجة المسرحية الشابة مروة رضوان أن حضور الرجل في المسرح أعمق وأشمل، نتيجة ظروف المجتمع الشرقي {الذكوري}، ما جعله يستأثر بفن المسرح خصوصاً في الإخراج، وحتى العملية الإنتاجية تتحكم بوجود المرأة في المسرح سواء كـكاتبة أو مخرجة. رغم وجود أعمال مسرحية للمخرجتين، إلا أن موقفهما يؤكد أن الساحة المسرحية تعاني عزوفاً أنثوياً واضحاً، رغم الانطلاقة التي شهدها المسرح في عروض مستقلة بعد ثورة 25 يناير 2011 مباشرة.

تجارب شابة

ينفي المخرج خالد جلال غياب التجارب الإخراجية النسائية، قائلاً: «أشرفت على تخريج ما يزيد على 25 مخرجة شابة، من مركز الإبداع، لينطلقن في عالم التأليف والإخراج المسرحي».

يضيف أن الإخراج المسرحي ليس مقتصراً على تجارب ذكورية، وأن الشابات المتخرجات حديثاً في معهد الفنون المسرحية، أخرجن أعمالا مسرحية شاركت في مهرجانات محلية ودولية، ونالت أعمالهن نجاحا وقبولا، من بينهن منار علي، التي رشحت مسرحيتها ضمن 25 عملا مسرحياً في المهرجان الفرنسي الذي سينطلق خلال الأيام المقبلة، كذلك عبير علي الفائزة بجائزة «فنون للمسرح» عن مجمل أعمالها السابقة.

يضيف أن دور الدولة والمؤسسات الثقافية يكون في توسيع الفرق المستقلة ودعمها، من خلال افتتاح قصور ثقافية على مستوى المحافظات، مؤكداً أن تيار المسرح المستقل بأكمله يعاني أزمات في الدعم المادي أو في استغلال مسارح الدولة لتقديم عروض عليها، وكلها معوقات تعرقل العملية المسرحية عموماً وليس تلك التي تحمل توقيع نساء مسرحيات خصوصاً.

بدوره يؤكد الناقد محمد الروبي أن فراغ المسرح من الوجوه النسائية، يضعنا في منطقة تيه جديدة، فلا يتعلق الأمر بالجينات أو التكوين البيولوجي للمرأة، وإن كانت تستطيع قيادة طائرة أو إجراء جراحة، فما بال الإبداع وهو نشاط ذهني مرهون بالموهبة، لا ينقص المرأة، وعليه ليس ثمة مبرر واضح لقلة المبدعات في المجال المسرحي.

ويضيف أن مخرجات المسرح هن قلة، ليس على مستوى الوطن العربي فحسب، بل على مستوى العالم، ولا يتعلق الأمر بأننا نعيش في «مجتمعات ذكورية»، بل بقدرة مبدعات كثيرات على عرض تجاربهن وخوفهن من النقد والشهرة في آن.

عمل مرهق

داخل المسرح القومي، تتضمن قوائم المسرح أسماء لمخرجات ومساعدات في الإخراج، إلى جانب مهندسات ديكور ومصممات أزياء في العروض المسرحية، حسبما يؤكد مدير المسرح القومي يوسف إسماعيل، عازياً قلة مخرجات المسرح، إلى أن العمل المسرحي يتطلب ساعات عمل يومياً لفترة تمتد على ستة أشهر وأكثر، إلى جانب أنه غير مجد مادياً مقارنة بالإخراج السينمائي، الذي تزداد فيه التقنيات عشرات المرات مقارنة بالمسرح.

ويبرر مدير المسرح غياب أسماء المخرجات عن كشوف المسرح القومي، إلى عدم تقديم تجارب تتعلق بالإخراج المسرحي، مشيراً إلى أن المسرح مستعد لاستقبال أعمال فنية جديدة تسعى إلى التنفيذ.

رغم هذا العزوف، برزت أسماء لمخرجات مسرح في السنوات القليلة الماضية من بينهن، مخرجات شاركن بأعمالهن في مهرجانات دولية كالمخرجة ليلى سليمان، التي اتجهت للعمل في برلين، وعبير علي، ومنار زين.