ما قاله الكندي السمين
![ناصر الظفيري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1497859964459581700/1497859964000/1280x960.jpg)
الإيرانيون خرجوا من حرب الثماني سنوات منهكين ومحاصرين، ودمرت البنية التحتية لبلدهم، وهم في ذلك الوقت ليسوا إيرانيي اليوم. أكمل الصحافي كأنه يتكلم وهو يقرأ كتاباً مفتوحاً للغيب. "ستبقي أميركا صدام حسين لعشر سنوات قادمة، ولن تسمح بإزالته، ولن تسمح له بأن ينمو ثانية كما كان، خلال هذه السنوات سيتجهون إلى إيران لتبدأ في النمو، وتكون قوة مرعبة لكم. بعد عشر سنوات سيعود الأميركيون للعراق ليشعلوا حرباً جديدة بينكم وبين إيران". يعيش الإيرانيون اليوم فرحة مفتعلة بأنهم حققوا نصراً ربما سيقودهم ذلك إلى الظن بأنهم أرغموا العالم في الجهة الأخرى على الإذعان لهم، وسيتمكنون من إرغامه مرة أخرى لبسط نفوذهم في الصراع العربي- العربي الدائر حالياً. الصراع القادم سيجعلهم أكثر شهوة في التسلح، وسيجعلنا كذلك أكثر رغبة منهم في شراء السلاح وعسكرة المجتمعات الخليجية، وهي عسكرة فاعلة تعيش حالة معركة حقيقية. سنعود للوراء كثيراً، وسيكون هذا التسلح على حساب التعليم والثقافة والتطوير المدني حتى تبدأ الحرب الحقيقية. الحرب التي قصدها الصحافي الكندي والتي لم تبدأ بعد.في كل ما يدور حولنا، نحن من جهة وإيران من جهة أخرى، لا نملك أي دور حقيقي في هذا الصراع، ولن نكون أكثر من بيادق الشطرنج في لعبة الدول الغربية التي كلما نضب رصيدها المالي نشرت على طاولتها خريطة الشرق الأوسط، ورسمت أهدافاً جديدة ننساق لها بغباء غير معقول.ما الذي نحتاج إليه في هذا الوقت؟، وما الذي افتقدناه منذ التغير الأول عام 1979 وحرب الخليج الأولى حتى الحرب التي لم تبدأ بعد؟ ما نحتاج إليه هو أن نقرأ ما سيأتي ونستعد له لا أن ننتظره، أما السبيل إلى ذلك فجميعنا نعرفه ولكننا لا نريده.