يعكف الفنان الكبير حسن يوسف على كتابة قصة حياته ومشواره الفني على أن يطرح الكتاب  في الأسواق عبر إحدى دور النشر. حول هذا المشروع وقضايا أخرى يدور اللقاء التالي معه.

Ad

أين أصبح مشروع  كتابة قصة حياتك؟

أوشكت على الانتهاء منه، فأنا أبذل مجهوداً ليأتي الكتاب على مستوى عال  ويجذب القارئ، وحتى لا أحكم على قصة حياتي بالفشل إذا لم أكتبها بشكل جيد.

ما النقاط التي اهتممت بأن تكون موجودة في الكتاب؟

عاصرت فترات كثيرة، سواء في الفن أو في السياسة، ومررت بمراحل عدة بدءا من عملي مع نجوم كبار أمثال يوسف وهبي، مروراً بزملائي الذين وقفت أمامهم على غرار عبدالحليم حافظ وأحمد رمزي، وصولاً إلى النجوم الشباب الذين قدمت معهم أدواري الأخيرة. وعندما تذكرت كل هؤلاء اكتشفت أهمية أن أقدم للجمهور خلاصة ما عاصرته على مدى مشواري الفني الطويل.

هل ستتعاقد مع دار نشر لإصدار الكتاب؟

أوشك على التعاقد مع إحدى دور النشر المصرية التي ستتولى إصداره وتوزيعه ومتابعته في الأسواق. تحتاج هذه المهام الشاقة إلى متخصصين ولا يمكن التصدي لها بمفردي.

هل تفكر في بيع الكتاب إلى شركة إنتاج لتحويله إلى مسلسل أو فيلم؟

لم أتلقّ عروضاً في هذا المجال، لغاية الآن، لكن اتصل بي مسؤول في إحدى القنوات الفضائية الكبرى وعرض عليّ أن أروي بنفسي مشوار حياتي أو ما يحتوي عليه الكتاب، من خلال برنامج ضخم يتضمن عرض صور نادرة  لدي لهذه المراحل العمرية والفنية.

ما الخطوط العريضة التي تركز عليها؟

قصص النجوم الكبار وذكرياتي معهم أثناء التصوير واللقاءات الخاصة بيننا، لا سيما أن هؤلاء كانوا قدوة سواء للجمهور أو للفنانين الشباب آنذاك، يحترمون الجميع ويلتزمون بمواعيدهم ويقصدون مواقع التصوير قبل الموعد الذي حدده المخرج، بعيداً عن نجوميتهم وشعبيتهم الطاغية، ولم يشعروا للحظة بأنهم نجوم كبار ويحق لهم فعل أي شيء، كما يحدث اليوم للأسف.

قمت بهذه المهمة بنفسك فيما يرفض نجوم كثر ذلك.

أحب الكتابة والقراءة، والهدف من الكتاب رغبتي في إلقاء الضوء على الأجواء الجميلة التي كنا نعيش فيها، ليستعيد المجتمع المصري تراثه الأخلاقي الذي تربينا عليه نحن وأجيال كثيرة، وأتمنى أن أستطيع تقديم هذه الأخلاق الطيبة في شكل كتاب يجسد تاريخ مصر السياسي والفني. لكنني لن أصور نفسي كملاك لا يخطئ، كما نرى في بعض أعمال السيرة الذاتية.

في «دنيا جديدة» ومعظم أعمالك تحاول تقديم صورة عن الأخلاق الكريمة، فهل تقصد ذلك أم مجرد صدفة؟

أقصد تقديم هذه النماذج الجيدة وأتمنى أن يحذو المجتمع كله حذوها، هذه مهمة الإعلام والفنانين والصحافة، وقد أراد صانعو مسلسل «دنيا جديدة» شرح الإسلام الوسطي والسماحة والطيبة. شخصياً، تجذبني هذه النوعية من الأعمال التي تحث المصريين على التخلي عن التطرف والتعصب، وتشجعهم على التحلي بمبادئ الدين، وقد تنازلت عن جزء من أجري في «دنيا جديدة» لدعم الحكومة والإنتاج الدرامي المصري لتكثيف هذه الأعمال.

لكن هذه النوعية من المسلسلات أصبحت نادرة الوجود.. فهل ساعد غيابها في انتشار التطرف والبلطجة بين الأوساط الشبابية والمجتمع؟

من الممكن أن يكون غياب هذه الأعمال والتراجع في تقديم أعمال تصوّر الدين بشكل صحيح ساعدا في ذلك، والغريب أنه عندما يُقدّم عمل ديني نفاجأ بأن توقيت عرضه سيئ للغاية، أما التوقيت المميز فيخصص لبرامج التسلية والمسلسلات غير الهادفة.

هل أصبحت الأوضاع في مصر أفضل من السنوات الماضية؟

بالطبع، لكن ما زال أمامنا الكثير، أتوقع أن تستقر الأوضاع  بعد انتهاء الانتخابات البرلمانية، وأطالب ناخبي المرحلة الثانية بأن يذهبوا إلى اللجان بأعداد أكبر من المرحلة الأولى، لتخلو بلدنا من الإرهاب وكي لا يستطيع أحد المغرضين القفز على السلطة مرة أخرى، مثلما حدث سابقاً، فالمشاركة في اختيار نواب الشعب ستنقذ البلد من أعدائها الذين يريدون النيل منها والإيقاع بها والتمكن منها، لا سيما بعدما نهضت مصر عبر افتتاح مشروع {قناة السويس الثانية} الذي تحدى به المصريون الجميع وأنجزوه في وقت قياسي.