أرجعت الرئاسة المصرية حالة الجدل التي أثارتها تصريحات للرئيس عبدالفتاح السيسي بشأن الدعوة لانضمام دول عربية جديدة لمعاهدة السلام مع إسرائيل إلى «عدم دقة ترجمة ما جاء على لسان الرئيس خلال حديثه لوكالة أنباء أميركية»، في وقت أطلق السيسي مبادرة «أمل وعمل» للاستفادة من طاقات الشباب وتجنيبهم الفكر المتطرف.     

Ad

اعتبرت رئاسة الجمهورية في مصر أمس، أن الجدل الذي أثارته دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي، بشأن "توسيع دائرة السلام" مع إسرائيل، جاء نتيجة "عدم دقة" ترجمة ما جاء على لسان الرئيس المصري خلال حديثه لإحدى وسائل الإعلام الأميركية.

وقال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، السفير علاء يوسف، إن "الترجمة الصحافية، التي تم تداولها لنص حديث الرئيس، مع وكالة أسوشيتدبرس، غير دقيقة، فيما يتعلق بالجزء الخاص بعملية السلام في الشرق الأوسط".

وأضاف يوسف أن "الرئيس تحدث عن فكرة إحلال السلام الشامل بالمنطقة، وانعكاساته الإيجابية على كافة الشعوب، وعلاقات الدول العربية مع إسرائيل"، مشدداً على أن "ذلك لن يتحقق دون حل القضية الفلسطينية، وإعلان الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".

وذكر التلفزيون المصري أن تصريحات المتحدث الرئاسي جاءت "رداً على تساؤلات للإعلاميين المصريين، حول ما تم تداوله بشأن دعوة الرئيس السيسي إلى مشاركة دول عربية جديدة في اتفاقية السلام مع إسرائيل".

أمل وعمل

وفي محاولة أخرى، لمغازلة الشباب المصريين، أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمس الأول، مبادرة "أمل وعمل"، بالتنسيق مع الأمم المتحدة والدول الأعضاء، للتغلب على قوى التطرف والأفكار الهدامة، مشيراً إلى أن المبادرة تسعى إلى اجتذاب طاقات الشباب، وتوظيف قدراتهم لبناء المستقبل.

وكان السيسي أطلق في منتصف سبتمبر الجاري، "المبادرة الرئاسية لتأهيل الشباب للمناصب الإدراية"، بينما قالت رئاسة الجمهورية في بيان لها صدر أمس، إن مبادرة "أمل وعمل"، تستند إلى ما أثبتته مصر من قدرة على تنفيذ المشروعات القومية مثل مشروع قناة السويس الجديدة، لافتاً إلى أن المبادرة الجديدة تستهدف الاتفاق على صياغة برامج تسهم في استغلال الموارد والطاقات البشرية، وعمالة الشباب في مجالات التشغيل والتدريب والتثقيف والفنون والتعليم.

وتسعى المبادرة، وفق بيان الرئاسة، إلى حشد الإرادة الدولية لتوفير الدعم المالي والمادي اللازم لتنفيذ البرامج المشتركة، وملء الفراغ لدى الشباب واستثمار طاقاتهم بما يحول دون استقطابهم من قبل الجماعات الإرهابية.

من جانبه، أشاد نائب رئيس حزب "التحالف الشعبي الاشتراكي"، مدحت الزاهد، بمبادرة الرئيس، واصفاً في تصريحات لـ"الجريدة" الخطوة بالجيدة والتي تحمي الشباب من الأفكار المغلوطة، كما أعرب مساعد رئيس حزب "الوفد" ياسر الهضيبي، عن أمنيته باستجابة دول العالم للمبادرة، في حين استبعد مسؤول المكتب السياسي لحركة "6 أبريل" (الجبهة الديمقراطية) شريف الروبي، أن تكون المبادرة ذات جدوى.

ملك الأردن

إلى ذلك، كثف السيسي لقاءاته بزعماء ورؤساء الدول، حيث التقى ملك الأردن، عبد الله الثاني، وبحث الطرفان العلاقات الثنائية بين البلدين، كما التقى برئيس وزراء العراق حيدر العبادي، وبحثا سبل تعزيز العلاقات بين البلدين، وتطورات الأوضاع الإقليمية، كما التقى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، ووجه السيسي الشكر له على تيسير إتمام صفقة شراء مصر لحاملتي طائرات "ميسترال"، والتقى كذلك رئيس وزراء إيطاليا ماتيو رينزي الذي أشاد بالتقدم الذي تحرزه مصر على كل الصُّعد، ولاسيما عملية التحول الديمقراطي والنهوض الاقتصادي.

وكان السيسي قال، خلال كلمته أمام جلسة الأمم المتحدة، أمس الأول، إن المتطرفين يدّعون أنهم وحدهم من يملكون الحق في تفسير الإسلام، ويستخدمون التطرف في إقصاء وإسكات من يعارضهم.

نفي رئاسي

على صعيد ذي صلة، شارك الأزهر الشريف بوفد رفيع المستوى في قمة مكافحة التطرف في مقر الأمم المتحدة في مدينة نيويورك، أمس، حيث يعرض الأزهر جهوده الدعوية لمواجهة الأفكار المتطرفة.

مقتل جندي

في سياق آخر، أعلنت وزارة الداخلية، أمس، مقتل مجند وإصابة ضابط شرطة، إثر قيام مجهولين بإطلاق أعيرة نارية على كمين أمني على طريق مصر ـ أسيوط الزراعي، التابع لمركز البدرشين في محافظة الجيزة، جنوب القاهرة، أمس الأول. وقالت "الداخلية" إن الضابط المُصاب نقل إلى المستشفى لتلقي العلاج، كما تقوم القوات بتمشيط المنطقة لضبط مرتكبي الواقعة.

في السياق، أصدرت جنايات الإسكندرية، أمس الأول، حكما بإعدام 3 من أعضاء تنظيم "الإخوان"، والسجن المؤبد لـ25، بينهم 4 غيابياً والسجن 15 عاماً لـ21 آخرين، والسجن 10 سنوات لـ 22 آخرين.

برلمانياً، انطلقت أمس، الدعاية الانتخابية للمرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب، التي تشمل 14 محافظة، والمقرر عقدها في 17 أكتوبر المقبل، وتستمر 17 يوماً، بينما قال المتحدث باسم اللجنة، المستشار عمر مروان، إن اليوم سيخصَّص للتنازل عن الترشح أو التعديل في القوائم أو الصفة الانتخابية، على أن تعلن الكشوف بشكل نهائي ـ بعد التنازل والتعديل ـ غدا.

في السياق، قضت محكمة القضاء الإداري، أمس الأول بقبول دعوى، تطالب بوقف تنفيذ قرار اللجنة العليا للانتخابات بعدم إدراج قائمة "نداء مصر"، التي تضم بعض الأحزاب، بينها "الثورة المصرية"، و"الغد"، ضمن القوائم الانتخابية المُرشحة لعضوية مجلس النواب عن قطاع شمال ووسط وجنوب الصعيد، وألزمت المحكمة اللجنة بقبول القائمة.