أكد مدير إدارة التشغيل والتنفيذ في القناة الأولى بتلفزيون الكويت مشاري البعيجان أن "التلفزيون سيشهد تطورا ملحوظا في البث خلال الأشهر القليلة المقبلة، إذ بدأ العمل فعليا بتحديث استديو 800 لتجديده كليا من حيث البنية التحتية وشراء كاميرات جديدة، وغيرها من الأمور التقنية والفنية تقدر قيمتها بأكثر من مليون دينار".

Ad

وأوضح البعيجان، في لقاء مع "الجريدة"، أنه "في فبراير المقبل ستكون الاستديوهات جاهزة للبث بهذه التقنية المتطورة"، مضيفا أن "إدارة التشغيل والتنفيذ تسعى دائما إلى مواكبة التطور في المجال التقني والفني، إذ حرصنا على إدخال فريق تصوير جوي بالطائرات، وبصدد تشكيل فريق تصوير تحت الماء، لنكون جاهزين للتصوير في أي مكان".

وشدد على حرصه على استثمار العنصر البشري والطاقات الكويتية المبدعة في التلفزيون، وفي ما يلي نص اللقاء:

● بداية حدثنا عن أهم اختصاصات إدارة التشغيل؟

- إدارة التشغيل برامجية، جزء منها هندسي، ولها علاقة مباشرة بجميع قنوات التلفزيون، وتتلقى أوامر العمل (أوردرات التصوير) داخل الاستديوهات وخارجها، وتنقلها وتتابعها بالتنسيق مع الإدارات الأخرى ذات العلاقة، سواء قطاع الهندسة أو النقل الخارجي، إذ نقوم بتلقي الأوردرات من إدارة الإنتاج حسب العمل المراد تغطيته، لمعرفة احتياجاته، مثل سيارة النقل ونوع كاميرات النقل، وتوفير نظام الصوت وحجمه عبر إحدى الشركات، أو الإضاءة وغيرها من الأمور الفنية الأخرى.

وهذا الأمر تحدده الإدارة المعنية التي طلبت الأمر من حيث نوع العمل، سواء كان حفلا أو غيره، ونحن بدورنا نتابع الحجز والتشغيل والتنفيذ بشكل كامل، ونقوم بالتنسيق مع الفنيين سواء كانوا مصورين أو مهندسي الصوت وغيرهم.

آلية العمل

● هل طرأ جديد على آلية العمل؟

- التجديد لدينا بدأ من خلال التطوير الهندسي من حيث تجهيزات الاستديوهات وتحديثها بالكامل، إذ بدأنا بالفعل تحديث استديو 800، وتسليمه للشركة المعنية بأعمال التحديث، وبهذه الخطوة الجديدة سنتحول إلى التصوير بتقنية عالية الجودة (فل اتش دي).

وفي فبراير المقبل، ستكون استديوهاتنا جاهزة للبث عبر هذه التقنية الحديثة بشكل كامل، علما أننا بدأنا فعلا البث بهذه التقنية، لكن بنسبة أقل، وسيلاحظ المشاهد أن الصورة ستتغير في المستقبل القريب إلى الأفضل، إذ كنا نفتقد البنية التحتية، خصوصا ان الاستديوهات قديمة، ومهما أوجدت أجهزة حديثة فلن تتطور، لذا كان لزاما تطوير العمل بشكل كامل يبدأ من البنية التحتية حتى نواكب التطور في هذا المجال، وبإذن الله في المستقبل القريب سوف يرى الجميع تطورات ملموسة على أرض الواقع في ما يتعلق بالشاشة المحلية، وأود الإشارة إلى أننا مقبلون على تطوير بقية الاستديوهات بالتوالي، وهي عملية تجهيز كاملة من البنية التحتية ومعدات التصوير الحديثة منها كاميرات التصوير بنوعيات مختلفة، وكاميرات حديثة، وعدسات تصوير كاملة، وكرينات، وذلك حسب الاحتياجات والخطة الموضوعة.

تدريب الفنيين

● يلاحظ تركيز الإدارة على تدريب الفنيين، ما سبب هذا الاهتمام؟

- الجانب التدريبي مهم جدا، وقد بدأنا فيه منذ أشهر، وحاليا لدينا دورات تدريبية تم تحديدها من بعض الخبراء وأصحاب الاختصاص كي يتم اعتمادها مع لجنة مختصة، إذ ان هذه الدورات متخصصة في كل الأمور الفنية مثل الصوت، والإضاءة، ومراقبة الصورة، والتصوير وغيرها من الوظائف الفنية، ونحن حريصون جدا على انه لن يكون هناك، خلال شهرين ابتداء من منتصف أغسطس، موظف بالمستوى الأول، لأننا نطمح لأن يكون الجميع بمستوى واحد متميز، علما أننا بدأنا بتدريب الموظفين في الوظائف الأساسية مثل مراقبة الصورة، والصوت، والإضاءة من خلال تطوير قدرات الفنيين، أما في ما يتعلق بالتصوير فأستطيع القول اننا نمتلك كفاءات كبيرة تخولنا أن نكون الأفضل على مستوى دول الخليج، لذا بدأنا في بعض الوظائف التي نعاني النقص فيها نوعا ما، أما نقص أو إمكانيات أقل من المستوى الذي نطمح إليه، لاسيما أننا نعمل على تطوير استديوهاتنا ويفترض أن نطور الفنيين العاملين فيها بنفس الوقت، ومن هذا المنطلق بدأنا التدريب بشكل يومي على سيارات النقل التي وصلت قبل شهر رمضان الماضي والتي تعد الأحدث على مستوى الشرق الأوسط، وتم تقسيم الموظفين إلى مجموعات حتى لا يتوقف العمل.

● أعلنت الإدارة قبل أشهر استقبال الراغبين في التدريب على الأعمال الفنية، أين وصل هذا الموضوع؟

ـ نحن في الأساس ندرب موظفينا الفنيين، لكن بهدف الارتقاء بالعمل وتطويره إلى الأفضل، تم تنظيم دورة قبل شهرين فتحنا المجال خلالها للموظفين والفنيين في مختلف قطاعات الوزارة، خصوصا من يمتلك إمكانات، ولديه الرغبة في العمل الفني وشهادة في الاختصاص، التصوير والإضاءة والصوت وغيرها، وكان هناك إقبال جيد، إذ أبدى قرابة 50 موظفا من الإدارات الأخرى رغبة بالمشاركة في الدورة، وتم ضمهم إلى العناصر الأساسية الموجودة في الإدارة، وبدأنا باختبار نظري بسيط، لتحديد مستوى المتقدم.

وخلال الأسبوع القادم، وبالاتفاق مع قطاع الهندسة وقطاع التلفزيون، ممثلا بإدارة التشغيل كجهة اختصاص، والإدارات المعنية مثل التخطيط والتدريب، باعتبارهم أصحاب الاختصاص والإشراف على الدورات ومتابعتها، ومنعا لأي تداخل في المقترحات بين الإدارات، سيتم اعتماد منهج خاص ليكون انطلاقة التدريب، بحيث يتم تحويله إلى مركز تدريب ثابت مستقبلا، ليكون بديلا لمركز التدريب المصغر الحالي.

وقد استفدنا حاليا من الاستديوهات الموجودة ونقوم بالتدريب عليها، ونحن بحاجة إلى شهرين إلى ثلاثة أشهر ليكون جميع الفنيين في أعلى المستويات، وهذا سيكون بعد أن تم تقييم الموجودين ومعرفة قدرات كل فني، والعمل على تطوير قدراته إلى الأفضل، ونسعى خلال السنة القادمة إلى أن يكون لدينا مدربون من الفنيين الموجودين حاليا، ليدربوا الموظفين الجدد، للاستفادة من خبرات الموظفين الكويتيين، ولنعطي دورا أكبر للموظف الكويتي صاحب الخبرة، فإذا كانت لدينا هذه الطاقات الكويتية، فلن نلجأ إلى خبراء من خارج البلاد، ونحن نمتلك أصحاب خبرة وكفاءة عالية، وهي خطوات نسعى إلى تطبيقها فعليا على أرض الواقع خلال عام.

أداء المصورين

● كيف تقيم أداء مصوري تلفزيون الكويت؟

ـ كان لدينا أفضل المصورين بين مصوري دول الخليج على التصوير عالي الدقة (HD)، إذ حصلوا على المراكز الثلاثة الأولى، وذلك ضمن الدورات التي ينظمها جهاز إذاعة وتلفزيون دول الخليج، وتم عمل دورتين لنفس المصورين من دول الخليج، وكان المصورون الكويتيون في المراكز الثلاثة الأولى، لذا نحرص على استثمار هذه الطاقات بالشكل المناسب، وسيولى هؤلاء مهمة تدريب المصورين الجدد، وهذا ما نطمح إليه.

ولأن أي برنامج ناجح يتطلب جهدا جماعيا مشتركا، فإنه يجب أن يكون طاقم العمل بنفس المستوى، خصوصا أننا بدأنا بتدريبهم على المعدات والأجهزة التي وصلت في السادس من الشهر الجاري، بناء على مناقصات سابقة من قطاع التلفزيون أكثر من 60 كاميرا بجميع أنواعها (FULL HD)، بما فيها كاميرات سينمائية، وعدسات وملحقات كاملة، بقيمة تتجاوز المليون دينار، ومن خلال هذه المعدات سيلاحظ الجميع جودة التصوير، وسيكون هناك فرق كبير عن الوضع الحالي.

تطوير العمل

● هل هناك خطة جديدة لتطوير العمل في إدارة التشغيل؟

بالتأكيد، فقد تم إدخال فريق تصوير جوي بالطائرات، بحيثت يتم استخدام الطائرات في التصوير، ونحن حاليا بصدد تشكيل فريق تصوير تحت الماء وتدريبه، حتى نكون جاهزين للتصوير في أي مكان، وقد انتهينا من تشكيل فريق تصوير جوي، من ناس مميزين، إذ استقبلنا بعض الطائرات، ونقوم في الوقت الحالي باستكمال النقص في بعض أنواع الطائرات، وهناك بعض المصورين لديهم رخصة مدربي تصوير تحت الماء، والمعدات الجديدة التي وصلت تضم الكاميرات الخاصة بتلك العملية، نحن في طور تجهيز هذا الفريق، وخصوصا أن عملية التصوير تتطلب أن يكون المصور حاصلا على رخصة للغوص أيضا.

تعاون كبير

● هل يوجد تعاون بين الإدارة والقطاعات الأخرى؟

ـ تعاون القطاعات الأخرى غير محدود، لأننا نعمل كفريق واحد نسعى لخدمة تلفزيون دولة الكويت، التعاون كبير بين مختلف الإدارات المعنية، وكذلك الوكلاء المساعدين كل في مجاله، البيروقراطية القديمة انتهت ولا مجال لها حاليا، نحن في مرحلة عمل وتطوير، لأننا نهدف إلى تحقيق طموح مشترك، وهو تطوير الشاشة بما يخدم مشاهدي تلفزيون الكويت، ووفق الإحصاءات الأخيرة، يتضح أن الإذاعة والتلفزيون حققا نسبة مشاهدة واستماع كبيرة، بدءا من عام 2013 وكيف ارتفعت نسب العائد المادي من الإعلانات أو نسبة المتابعة.

وهنا تجب الإشادة بالدور الذي يقوم به قطاع التخطيط والتنمية بقيادة محمد العواش، الذي يعمل ليلا نهارا، ويقوم بالدراسات ويتابعها بشكل مستمر، ويزود القطاعات الأخرى بنتائجها، وهذا الأمر يوضح لنا كمسؤولين ماذا نفعل للمستقبل، لذا فإن الوكيل المساعد لقطاع التخطيط ينير الطريق لنا بما يصب في المصلحة العامة.

هناك دعم كبير لنا من جميع المسؤولين بالوزارة، وفي مقدمتهم وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود، ووكيل الوزارة طارق المزرم وجميع الوكلاء المساعدين، إذ يقدم لنا الجميع الدعم المباشر والمستمر والمتابعة اليومية، وهذه بيئة صالحة للعمل والإنتاجية، ولا أعتقد أن هناك أعذارا أمام المسؤولين للعمل والإنجاز، وخصوصا مع الدعم الذي يلقاه الجميع من رأس الهرم بالوزارة.

خطة مستقبلية

● ما هي خطط الإدارة المستقبلية؟

ـ أطمح إلى استثمار العنصر البشري في الوزارة، أولى الخطوات التي حرصت على تنفيذها فور تسلمي مسؤولية الإدارة في مارس الماضي كانت التطوير والارتقاء بالعمل، فأنا أسعى إلى استثمار العنصر البشري والطاقات الكويتية المبدعة بشكل صحيح، لأنني مؤمن بأنه إذا أردت تغيير الصورة فإنه يجب الاهتمام بالفنيين وتدريبهم، لأنه في حال عدم تدريب وتأهيل الفنيين فلن نتقدم خطوة إلى الأمام، حتى وإن أحضرنا أحدث معدات في العالم، وفي النهاية نطمح إلى وجود أشخاص على قدر من الكفاءة لاستخدام هذه الأجهزة، أهم أولوية لي هي تدريب الفنيين والارتقاء بمستوياتهم، والحمد لله حصلت على كل الدعم في أن أنجز في هذا المجال، أما الإدارة فهي تعمل باحترافية من خلال تعاونها مع الإدارات الأخرى.
محمد راشد