البنك الآسيوي للاستثمار بالبنية الأساسية جاهز للعمل

نشر في 05-01-2016
آخر تحديث 05-01-2016 | 00:00
 بروجيكت سنديكيت  يُعَد الإطلاق التاريخي للبنك الآسيوي للاستثمار في البنية الأساسية في الأسابيع المقبلة حدثاً مرتقباً للغاية، وهو يستحق كل هذا الاهتمام، فمع بدء العمليات سينضم البنك إلى أسرة المؤسسات المالية المتعددة الأطراف في دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية على نطاق واسع في آسيا، وسيؤدي الاستثمار السليم والمستدام في البنية الأساسية إلى نتائج أفضل في مجال التنمية، فضلاً عن تحسين حياة المواطنين الآسيويين وسبل معيشتهم، وتوليد تأثيرات جانبية إيجابية في أجزاء أخرى من العالم.

 على مدى العام الماضي، التقيت أناساً من مختلف أنحاء العالم وكل مناحي الحياة، وكثيراً ما طُلِب مني أن أفسر لماذا نحتاج إلى بنك تنمية آخر متعدد الأطراف، وكيف سيكون البنك الآسيوي للاستثمار في البنية الأساسية مختلفاً عن البنك الدولي أو بنك التنمية الآسيوي على سبيل المثال؟

الواقع أن الإجابات واضحة، فقد تزايدت أهمية آسيا والدور الذي تلعبه على الساحة الدولية، ولكن المنطقة تواجه ثغرات شديدة واختناقات شائكة في البنية الأساسية، وقد تنامت احتياجات الاستثمار في هذا المجال بآسيا بشكل كبير، وستعمل موارد البنك الآسيوي للاستثمار في البنية الأساسية ببساطة على زيادة مجمع الموارد المتعددة الأطراف المتاحة للمساعدة في تلبية هذه الاحتياجات.

وهناك، فضلاً عن ذلك، مساحة كبيرة يستطيع البنك الآسيوي للاستثمار في البنية الأساسية من خلالها مساعدة البلدان الأعضاء في تحديث الطرق والسكك الحديدية والموانئ، وتعزيز فرص الحصول على الكهرباء، وتوسيع خدمات الاتصالات، وتحديث التخطيط الحضري، وتوفير المياه النظيفة، وخدمات الصرف الصحي، وسنقوم بكل هذا بشكل جيد وتعاوني وعلى الوجه الصحيح، بوصفنا شريكاً يعتمد عليه في التنمية المتكاملة.

ويتمتع الأعضاء المؤسسون برؤية إدارية واضحة، فسنحدد مستوى واضحاً وعالياً للأداء التنظيمي والحوكمة، من خلال دعم مبادئ الانفتاح، والشفافية، والمساءلة، والاستقلال، باعتبارها المبادئ المؤسسية الأساسية للبنك.

ويفرض ميثاقنا المساءلة المباشرة على إدارة البنك الآسيوي للاستثمار في البنية الأساسية لضمان تحول هذه المبادئ إلى قيم عضوية أساسية لا مجرد شعارات، وأنا شخصياً أتبنى هذا التحدي، وألتزم بشدة بتعزيز ثقافة مؤسسية ترتكز على أعلى المبادئ والمعايير الأخلاقية.

ولكن كيف سنفعل كل هذا؟ في صياغة النظام الأساسي للبنك الآسيوي للاستثمار في البنية الأساسية وإطار سياساته العامة، عملنا مع مجموعة متنوعة من الخبراء الدوليين لاستخلاص الدروس من المؤسسات المتعددة الأطراف القائمة ومن شركات القطاع الخاص الناجحة، وقد عقدنا جولات مكثفة من المناقشات الفنية مع المساهمين في البنك، لضمان قدرته على عكس أهداف مالكيه وتطلعاتهم في كل من أنشطة الإقراض والعمليات الداخلية، وأنا على يقين من تلبية الأسس التي يقوم عليها البنك للمعايير العالمية، ونحن نعمل الآن على تجنيد فريق من الإداريين والخبراء على أعلى مستوى لضمان التنفيذ الفعّال لهذه الأسس.

وسيتأكد المساهمون في البنك، من خلال تنفيذنا لتفويضنا، من قدرة البنك على التعلم من الماضي وإدراك احتمالات المستقبل، لإدارة الأمور على نحو مختلف والقيام بأمور مختلفة، وستعمل العديد من السمات التي تميز البنك الآسيوي للاستثمار في البنية الأساسية على تيسير هذه المهمة.

فبادئ ذي بدء، تعكس هياكل الملكية والمساهمة الفريدة التي يتبناها البنك الشخصية الإقليمية للمؤسسة وتزود الأعضاء بقدرة تصويتية أكبر في توجيه السياسات واتخاذ القرار، ويشهد الحوار الثري بين الأعضاء المؤسسين أثناء وضع النظام الأساسي للبنك وإطاره السياسي على ملكية المساهمين القوية لتفويض البنك ومهمته والتزامهم بها.

وعلاوة على ذلك، سيعمل تفويض البنك الآسيوي للاستثمار في البنية الأساسية الجغرافي والقطاعي المتخصص على تمكينه من تقديم مهارات متخصصة، وخبرات مركزة، ومعرفة مكثفة بالسوق، كما ستضعه بنيته التنظيمية ومرونته في اختيار موظفيه في موقف يسمح له بالاستجابة الرشيقة لطلب العميل والاحتياجات الناشئة، وسيكون نهجنا في البحث انتقائياً واستراتيجياً، وسيسمح لنا نموذج العمل الذي يركز على النتائج بتقديم أحدث المعارف والخدمات المالية المصممة خصوصاً لكل عميل.

وسيلعب البنك دوراً محفزاً، فسنوظف ونحشد التمويل العام والخاص، بمن في ذلك المستثمرون المؤسسون، ونساعد العملاء في تحسين ربحية المشاريع من خلال تشجيع الشفافية والكفاءة والالتزام بالمعايير المقبولة، بما في ذلك المعايير البيئية والاجتماعية، وبالتالي الحد من المخاطر.

وسيضمن تصميم البنك وإدارته التنظيمية المتكاملة كفاءة العمليات وفعاليتها بما يتماشى مع أهدافه الاستراتيجية وقيمه التنظيمية، وسيعمل مجلس إدارته غير المقيم على تعزيز المساءلة والكفاءة والفعالية من حيث التكلفة، في حين يلعب دوراً أكبر في تحديد الاستراتيجية، ووضع السياسة العامة، وممارسة الرقابة والإشراف.

في نهاية المطاف ستعتمد سمعة البنك الآسيوي للاستثمار في البنية الأساسية ومصداقيته على مكانة موظفيه وقدراتهم، وسنوظف أفضل المواهب في السوق من خلال عملية تنافسية قائمة على الجدارة، من دون اعتبار لجنسية المرشحين، وعلى نحو مماثل، لن تعمل الجنسية على تقييد معاملات شراء السلع والخدمات للعمليات التي يمولها البنك الآسيوي للاستثمار في البنية الأساسية.

وستكون عملياتنا رشيقة ونظيفة وخضراء، وهذا يعني السيطرة على البيروقراطية والحفاظ على بنية تنظيمية ثابتة تقريباً، وإدارة التكاليف واستخدام التكنولوجيا الحديثة بفعالية، وتجنب الازدواجية والتداخل الوظيفي، وسيبني البنك هيئته المهنية تدريجياً، فيكمل الخبرات الداخلية بالمهارات الاستشارية المتخصصة، وستحدد صلاحيات العاملين بعناية لتجنب العمالة الناقصة والعمالة الزائدة على الحاجة في المستقبل.

وهذا يعني أيضاً تعزيز ثقافة مؤسسية تقوم على النزاهة المهنية والإدارة المثالية التي لا تتسامح مع الفساد، ذلك أن أفضل السياسات على الورق تصبح بلا قيمة أو معنى ما لم يتم تنفيذها بدقة ونزاهة وشفافية.

كما سيعمل البنك على إعلاء مبادئ التنمية المستدامة في تحديد المشاريع والإعداد لها وتنفيذها، وتمثل إدارة المخاطر والتأثيرات البيئية والاجتماعية عنصراً أساسياً في ضمان نتائج التنمية الناجحة، وسندعم عملاءنا في إدارة هذه المخاطر على النحو اللائق من خلال المعرفة والخبرة والموارد.

إن البنك الآسيوي للاستثمار في البنية الأساسية مؤسسة واعدة إلى حد عظيم في منطقة عظيمة الاحتياجات، وأنا على يقين تام من قدرته، عندما يفتح أبوابه للعمل في عام 2016، على تحقيق إمكاناته وتلبية الأهداف والمعايير التي يحددها مساهموه، والسعي حتى إلى التفوق على هذه الأهداف والمعايير وترقيتها.

* جين لي تشون ، الرئيس المعين للبنك الآسيوي للاستثمار في البنية الأساسية

«بروجيكت سنديكيت» بالاتفاق مع «الجريدة»

back to top