ورش التمثيل «قبلة الموهوبين» أم «بيزنس المنتفعين»؟

نشر في 30-11-2015
آخر تحديث 30-11-2015 | 00:01
تعددت الآراء حول ظاهرة «ورش التمثيل» بين من يعترف بأهميتها في ابتكار «مسار مواز» لأكاديميات ومعاهد حكومية، ومن يحذر من سيطرة منطق «البيزنس» على مجريات الأمور. في الأحوال كافة، تقف هذه الظاهرة في منطقة وسط بين المتاجرة بالأحلام وتنمية القدرات وتعزيزها.
متصدرو المشهد الفني الآن سواء في السينما أو المسرح هم أبناء تلك التجربة، فورش التمثيل التي نظمها المخرج خالد جلال أفرزت أجيالا من النجوم الجديدة، زاد تألقها من خلال عملها في «مسرح مصر» برفقة الفنان أشرف عبد الباقي. يضاف إلى ذلك أسماء سينمائية لامعة بحجم محمود حميدة وأحمد عز تشرف بنفسها على ورش التمثيل الخاصة.

ضوابط ضرورية

يوضح الدكتور أحمد ماهر، أستاذ جامعي وصاحب إحدى ورش التمثيل، أن ثمة ضوابط واضحة تحكم مدى جدية هذه الظاهرة، وأنه يسهل التفرقة بين الربح واستغلال الأسماء اللامعة لهدف مادي وبين تنمية أبعاد فنية لها قيمتها، مشيراً إلى أن الأمر متعارف عليه في العالم ولا يجب التعامل معه بشكل سلبي .

يضيف في تصريح لـ{الجريدة} أن أسماء بارزة في عالم التمثيل يتم الاستعانة بها للتدريب في الورش بهدف {تطوير المهارات} ومجاراة الجديد في مجال التمثيل، على غرار فتحي عبدالوهاب وراندا البحيري وعمرو حسين يوسف، مشيراً إلى أن ذلك هدف مواز للراغبين في التعلم من الأساس واكتشاف مهاراتهم مبكراً، لافتا إلى عدم إمكانية تطوير الفنون إلا عبر عناصر يقوم عليها الموضوع، وعدم الاكتفاء بالخبرات العملية أو الأكاديمية .

ينفي أن تكون الورش أو مشروعات تعلم التمثيل المستقلة {مسارا بديلاً} للمعاهد والأكاديميات الرسمية والحكومية، ويقول: {ذلك {خلط وخلل} في تقييم الأمور، لأن كلا منهما يجب أن يكمل الأخر، ويساهم مدربو التمثيل غير المنتمين إلى معاهد رسمية في {تنشيط} المجال الفني وإمداده بممثلين محترفين وليس ممثلين {حاملي كارنيهات}، فالأصل هو قدرة الممثل وموهبته وليس الجهة التي تعلم فيها}.

يتابع: {علينا التخلي عن {النظرة الأحادية} للأمور ومهاجمة الورش ونعتها بـ{الهواة}، أو انتقاد طلاب المعاهد ووصف دورهم بـ{الجامد}، بل التركيز على هدف رئيس لخدمة السينما وفنون الشاشة والمسرح وكشف المزيفين}.

إفادة وتجدد

يعدد الناقد الفني طارق الشناوي صفات عدة يجب توافرها في الورش الفنية لتؤدي دورها الإيجابي المطلوب وهي: أن تكون أفرزت بالفعل عناصر جيدة أفادت المجال ما ينفي عنها تهمة {العمل من أجل البيزنس} وحصد الأموال، ألا يكتفي القيمون عليها بمجرد الشق {الأكاديمي} والجانب النظري في تقديم محتواهم، واصفاً التدريس السينمائي بـ{الفن».

يذكر واقعة أن أصول الإخراج لم يتعلمها من المختصين بقدر ما استفاد ممن أجادوا تقديم الموضوع وعرضه، قائلا: {لم يؤثر فيّ يوسف شاهين بقدر ما تعلمت الإخراج من الفنان محمود مرسي}. يتابع أنه يؤيد تلك الورش، لأنها تساهم في تجديد الدم في الوسط الفني، {لذا لن نخسر شيئا بوجودها، لكننا سنخسر بالتأكيد في حال تم إلغاؤها}، مشيراً إلى أن أداء الجهات المنوط بها ذلك والتابعة للدولة ليس مطمئناً وغير مرضٍ. يضيف: {الضعف الذي أصاب المعاهد والأكاديميات ساهم في ظهور تلك الورش والأنشطة غير الرسمية بشكل أساسي، مثلا المخرج خالد جلال الذي يقدم تدفق إبداعات أكثر مما يقدمه معهد المسرح، وأخرج عناوين الكوميديا الجديدة إلى النور ضمن فرقة {تياترو مصر} أكثر من باقي الأكاديميات والكليات الحكومية}.

بدورها تلفت ممثلة المسرح مونيكا عزيز إلى حالة «انسداد» في المسار الرسمي الأكاديمي، وأن المعهد العالي للمسرح يقبل عدداً محدوداً من بين مئات يتقدمون إليه، ولا يتيح قدراً كافيا للتعرف إلى القيمين على صناعة الفن في مصر، مشيرة إلى أن الطالب عليه ألا يستسلم لهذا الوضع بل أن يقيم علاقات بالمخرجين ويحتك بالممثلين وأبطال الأعمال، وتتساءل: كيف لذلك أن يحدث في غياب ورش التمثيل؟ تضيف: «يجب ألا تكون غاية المتقدمين إلى ورش التمثيل، مجرد «إقامة علاقات»، للأسف، يتعامل عدد لا يستهان به من راغبي التمثيل من ناحية، وأصحاب الورش من ناحية أخرى مع الأمر كـ{بيزنس»، يدفعون آلافاً من الجنيهات لمقابلة مخرج أو التعرف على ممثل ما لمدة أيام لمجرد تسويق أنفسهم، لا بهدف تطوير قدراتهم وتنمية مهاراتهم الفنية».

back to top