لأن النجاح، كما يقول، يولد النجاح، اعتبر الأستاذ والممثل القدير فؤاد المهندس أن هذه المقولة يمكن أن تكون شعار حياته في الوسط الفني المصري، حيث تحول إلى كتلة من النشاط لا تتوقف عن العمل من ناحية، ولا تتوقف عن التفكير في الجديد، من ناحية أخرى.

Ad

بمجرد أن ينتهي من عمل إذاعي يبدأ التحضير لعمل آخر، وفور الانتهاء من تصوير فيلم، يخطو باتجاه فيلم جديد، وعلى خشبة المسرح، كان فؤاد لا يريد أن يتوقف، إنها فترة نشاط جمع فيها العمل أحياناً بينه وبين زوجته، ورفيقة مشواره «شويكار».

مع كل خطوة  ناجحة كان يحققها فؤاد المهندس كان يشعر بالرعب من خطوته التالية ويظل يبحث ويدقق ويتأنى و...

فؤاد: دبريني يا شوشو حنعمل إيه؟

شويكار: حنعمل أيه في إيه؟

فؤاد: رمضان قرب ومطلوب مننا مسلسل إذاعي تاني يكسر الدنيا زي «شنبو».

سكتت شويكار وراحت تفكر، فيما واصل فؤاد قائلاً: مدير الإذاعة كلمني كذا مرة وقالي افتكر إن الريس بنفسه بيتابع المسلسل بتاعك.

شويكار: طيب عليك وعلى بهجت قمر هو الوحيد اللي ممكن ينجدك ويكتب لك فكرة حلوة.

فؤاد: فعلاً عندك حق.

وعلى الفور اتصل فؤاد بصديقه بهجت قمر طالباً منه كتابة مسلسل جديد كوميدي بالطبع، والأهم يكون معبراً عن ظروف البلد، ويقدم من خلاله رساله هادفة، وبالفعل جلسا سوياً للبحث عن فكرة مناسبة تشتمل على كل هذه المواصفات التي يرغب في توليفها الأستاذ، وكان مسلسل «إنت اللي قتلت بابايا».

كانت فكرة المسلسل قائمة على نبيلة الفتاة التي تعود من الخارج للبحث عن قاتل والدها، وفي رحلتها لكشف ملابسات الجريمة تتعرف إلى الشاب مظلوم والذي أدى دوره فؤاد المهندس، ليكتشفا تورط البعض في التآمر على البلد وخيانتها مع العدو الصهيوني، ومع كل مرة يصلان فيها إلى فك طلاسم لغز قتل والدها تحدث جريمة قتل أخرى، إلى أن يكتشفا في النهاية الجاني الحقيقي وأن والدها لا يزال على قيد الحياة، ليجمع رباط الزواج بينهما في النهاية.

الطريف أن بهجت كان متخوفاً من عدم حماسة المهندس لبطولة العمل لأن البطلة الرئيسة هذه المرة سيدة، إلا أن فؤاد وعلى عكس ما توقع بهجت قمر، تحمس جدا للمسلسل ولم يتوقف كثيراً عند كون الحدوتة تدور حول فتاة، مؤكداً أن العمل لا يقاس على هذا النحو، فالمهم الرسالة التي يطرحها ويناقشها بغض النظر عن طبيعة البطولة.

وكالعادة، بدأ فؤاد وشويكار في تسجيل الحلقات، كما تشاركا في الغناء أيضاً في تتر المسلسل الإذاعي والتي وضع لحنها عبد العزيز محمود، فيما تولى إخراج المسلسل علي عيسي الذي سجل الحلقات في أسبوعين فقط، وكالعادة سادت أجواء كوميدية وفكاهية في كواليس التصوير التي شارك فيها الفنان محمود المليجي في شخصية عبد الجبار، وكالعادة أيضاً ظلت جملة «أنت اللي قتلت بابايا... آه يابابايا» أحدث أسباب نجاح المسلسل، والأكثر رواجاً حتى الآن.

نجح المسلسل في الإذاعة بشكل منقطع النظير وهو النجاح الذي جعل المخرج نيازي مصطفى يتحمس لتحويله إلى فيلم سينمائي، وبمجرد انتهائه في الإذاعة بدأوا على الفور جلسات العمل، إلا أن نيازي فاجأ فؤاد برغبته في استبدال بمحمود المليجي الفنان محمد رضا في دور عبد الجبار، وبعد نقاشات عدة اقتنع فؤاد بوجهة نظر نيازي،  الذي طلب منه أن يتواصل مع المليجي ويعتذر له، ومن جانبه وافق فؤاد على القيام بتلك المهمة:

فؤاد: والله يا محمود أنا محرج جدا منك وخايف تزعل مني.

المليجي: كفا الله الشر ربنا ما يجيب زعل أبدا، خير.

فؤاد: الأستاذ نيازي عجبته تمثيلية أنت اللي قتلت بابايا وقرر يحولها لفيلم

قاطعه المليجي والذي اشتهر بفطنته. وذكائه: ألف مبروك يا خويا بس أنا اللي عاوز أعتذر لك إنى مش حأقدر أكون موجود معاكم، أصل أنا وافقت على الدور علشان إذاعة وشهر رمضان لكنه مش حيبقي مناسب لي سينما.

فؤاد وقد أدرك رسالة المليجي: عموماً دي كانت وجهة نظر نيازي برضه، شايف إن عبد الجبار لازم يكون طول بعرض.. زي محمد رضا كده، بس اوعى تكون زعلان.

المليجى: لا طبعاً، أنت عارف أهم حاجة يبقي الدور مناسب لي وأنا أحب أشتغل معاكم في أي حاجة

على عكس «شنبوه في المصيدة» الذي تحول إلى فيلم أيضاً، لم تشهد أحداثه تعديلات كثيرة، إلا أنه في «أنت اللي قتلت بابايا» استعان بهجت قمر بالكاتب عبد الحي أديب لكتابة سيناريو يتضمن الكثير من التفاصيل المختلفة عن المسلسل الإذاعي مع الحفاظ على هوية الأحداث الكوميدية والتي زادت جرعتها بشكل أكبر من الإذاعة الأمر الذي ساهم في نجاح الفيلم مع طرحه بالصالات.

بجماليون بالمصري

رغم ما حققه المهندس من نجاح سينمائي وإذاعي، فإنه أبدا لم ينس المسرح عشقه الأول، وكالعادة كان بحثه الدائم عن الجديد، ولأن «التمصير» كان متداولاً بشدة في تلك الفترة فقفز إلى ذهن فؤاد أن يرسل في طلب عدد من المسرحيات والروايات الأجنبية ليرى الأصلح من بينها لتقديمها. وفعلاً، وعبر أصدقاء له يعيشون في لندن اشتروا جميع الروايات والكتب التي قدمت على خشبة المسرح الإنكليزي خلال 14 عاماً وقد كلفته هذه الكتب 150 جنيه إسترليني وهو مبلغ كبير للغاية وقتها:

فؤاد: الكتب هتوصل الأسبوع الجاي يا بهجت، وعاوزين نختار منها سوا.

بهجت: أنت كنت بتتكلم جد وطلبت فعلاً كل الكتب اللي قلت لي عليها.

فؤاد: أه طبعاً، وهو أنا كنت بهزر؟ فضي نفسك علشان نشوف أيه منها ممكن يتمصر ونقدمه.

بهجت: طيب متستعجلش وخلينا نشوف.

كان فؤاد يشعر بالاشتياق للعودة للمسرح، وبالفعل بحث كثيرا عن فكرة جديدة تعيده لعالمه المفضل، وما هي إلا أيام حتى عثر على ضالته، فطار بها لصديقه فرحا.

فؤاد: خلاص وجدتها وجدتها.

بهجت: هي أيه دي يا سي نيوتن اللي وجدتها؟

أخبره فؤاد بأنه اختار من بين الروايات الكثيرة نص للكاتب الكبير برناردشو عن مسرحية بجماليون سبق وقدمته فرقة برودواي على ذات المسرح الذي يحمل اسم الفرقة، وكان قمر قد قرأ عنها الكثير وعن النجاح الذي حققته عندما قدمتها الممثلة الإنكليزية أودري هيوبرن، مع زميلها ركس هاربسون، وهو العرض الذي استمر لسنوات يجوب الولايات المتحدة الأميركية ووصل سعر التذكرة فيه لأكثر من 100 دولار.

تحمس بهجت قمر لكتابة المسرحية وتحدث مع المنتج سمير خفاجي لتقديمها من خلال فرقة الفنانين المتحدين، بل إن سمير شارك في تمصير السيناريو والحوار للمسرحية، ولم يخش  من المغامرة بالعرض الجديد، خصوصاً رغم أن الفرقة لم يكن قد مر على إنشائها ثلاث سنوات، معلناً عن رغبته ليقدم من خلالها أضخم عمل استعراضي على خشبة المسرح.

كانت شويكار كوميديانة «فيديت» يمكن أن يقع في حبها البطل ويتقاسم معها البطولة، لم تعتمد يوماً على المواصفات الشكلية في الإضحاك، كانت دوماً «الهانم» حاضرة الأنوثة «الدلوعة» ، لذا تعجبت من ترشيح فؤاد ومن قبله بهجت قمر وخفاجة لدور «صدفة بعضشي» الفتاة المتشردة والتي يحاول كمال الطاروطي  الذي يجسد دوره المهندس انتشالها من قاع المجتمع ويقوم بإعادة تأهيلها لتندرج في وسط الطبقة الراقية لتصبح بعد فترة من أبرز نجومه.

استغرق تحضير العرض المسرحي نحو عام كامل ما بين تمصير العرض والبروفات التي تجمع فؤاد مع شويكار وغيرها من التفاصيل الفنية بينما كانت المشكلة الكبرى لدى فؤاد المهندس رغبته في الاستعانة بفتيات جميلات للقيام بالاستعراضات الغنائية في المسرحية:

فؤاد: يا شوشو حسن عبد السلام (مخرج عرض سيدتي الجميلة)  مش لاقي بنات تنفع في العرض:

شوشو: ليه يا فؤاد، ما المسرح مليان بنات حلوة وبعدين فرق التليفزيون موجودة.

فؤاد: بيقول راح و دور ومش لاقي ولا واحدة تنفع.

شويكار: معقولة دي مصر مليانة جميلات، خلاص اعملوا إعلان في الجرنال

فؤاد: هي فكرة حلوة، لأن أكيد في بنات حلوين كثير عاوزين يمثلوا، واهي فرصة نشوف وجوه جديدة.

شويكار ضاحكة: بس اوعي عينك تزوغ على واحدة منهم.

فؤاد: حد يبقي معاه شوشو القمر ويبص لواحدة تانية.

في اليوم التالي، اتفق المهندس مع سمير خفاجة على إعلان الصحف وبدأوا بالفعل في البحث عن الوجوه الجديدة التي يمكنها المشاركة في الاستعراضات واختار المهندس مع سمير خفاجة وبهجت قمر والمخرج حسن عبد السلام الوجوه الجديدة لتشارك في الاستعراضات، ليبدأوا التدريب عليها.

استمرت التدريبات لأشهر متواصلة، منذ الصباح الباكر وحتى المساء، ولم يكن أي من فريق العمل يشتكي من المجهود المبذول في المسرحية، ورغم إصابة فؤاد المهندس بانزلاق غضروفي خلال البروفات فإنها لم تمنعه من الاستمرار بها دون كلل أو ملل، فلم يشتك يوماً من المجهود وكان يجد علاجه بالوقوف على خشبة المسرح.

بدأ عرض المسرحية وحققت نجاحاً كبيراً مع الجمهور، وعرضت على مسرح الحرية بوسط القاهرة، وكان المسرح ممتلئ على آخره، فالعروض اليومية لم يكن بها مقعد خالي، وأصبحت المسرحية هي حديث الصحف والمجلات الفنية حتى انتهى الموسم الأول منها.

ورغم التزام فؤاد المهندس طوال عمره بالنص المسرحي وعدم الخروج عنه، فإن المتفرجين كادوا أن يفقدوه التزامه بالنص، بسبب كثرة ضحكه خلال المسرحية ورغم اعتياده على مثل هذه المواقف لكن ثمة رجل كانت حكايته غريبة كما يروي المهندس.

يقول الأستاذ «من عادتي أن أنظر من فتحة صغيرة في الستارة أتفرج على الجمهور، وفي إحدى المقصورات رأيت رجلاً وقوراً على وجهه أبتسامة رضا لا تغيب عنه وفي نهاية الفصل الأول رأيته يجفف عرقه ودموعه وفي نهاية الفصل الثاني رأيته خلع كرافتته وفتح قميصه وكان يصرخ وهو يضحك، وفي منتصف الفصل الثالث كان يصرخ من الألم وقد تشنجت كل أطرافه وحمله العاملون خارج المسرح وهو يردد في حشرجة واضحة «ابعدوني عن الولاد دول اللي حيموتوني».

لم يكن فؤاد متحمسا لإعادة تقديم مواسم جديدة من المسرحية ليس خوفاً من عدم تحقيقها نفس النجاح الذي حققته ولكن كي يتفرغ لمشاريع جديدة، فكان دائما يبحث عن التجديد وتقديم المزيد من العروض المسرحية لكنه وافق على إعادة تقديمها مرة أخرى بسبب الميزانية الضخمة التي رصدت للديكورات، فرغم نجاح العمل جماهيرياً فإن المهندس وشويكار لم يتقاضيا أجراً كبيراً وغالبية الإيرادات أنفقت على العرض المسرحي في الملابس والأكسسوارات.

الطريف أن الأستاذ تلقى دعوة من الكلية الجوية لتقديمها على خشبة مسرح الكلية بمناسبة تخرج دفعة جديدة من الكلية، وبالفعل عاد فريق العمل لإجراء بروفة عامة على مسرح الكلية الجوية قبل يوم واحد من الاحتفال، وتقاضى أعضاء الفرقة أجرهم كاملاً عن العرض بعد توقيع التعاقد مع المنتج.

في يوم العرض فوجئا فؤاد وشويكار بالتصفيق الحاد من الطلاب الخريجين والضباط وأسرهم، فتحول حفل التخرج ليكون بمثابة احتفاء بنجوم المسرح، ومع نهاية العرض بعد إسدال الستار جلسا فؤاد وشويكار أسفل المسرح لمشاهدة تسليم دروع التكريم لأوائل الدفعة، وفوجئا بأسمائهم ضمن المكرمين حيث قامت الكلية بإهدائهما طبقاً فضياً كبيراً إهداء من الكلية الجوية تقديراً لهما.

كان فؤاد يعمل في السينما بجوار المسرح حتى يستطيع الإنفاق على حياته، فقدم خلال تلك الفترة مجموعة من أفلامه السينمائية المميزة وهي الفترة التي عمد فيها لتقديم أفلام بوليسية شيقة، اعتمد فيها على دور الشجاع الذي يواجه العصابات، والتي عاد لها بعد نجاح فيلمه «أخطر رجل في العالم» ونجاحه الإذاعي مع شويكار في المسلسل الإذاعي «العتبة جزاز» الذي قام بتحويله لفيلم سينمائي.

قدم فؤاد مع شويكار في تلك الفترة عدة أفلام ناجحة، بنفس الأسلوب منها «سفاح النساء»، و{ربع دستة أشرار» وغيرهما من الأعمال التي نجحت جماهيرياً وهي محاكاة لنوعية أفلام «الويسترن» التي انتعشت في السينما الأميركية، والتي رغم كونها أقل قيمة من الناحية الفنية فإنها كانت بمثابة الاستثمار القوي لموهبة فؤاد وشويكار كثنائي فني ناجح.

تقول شويكار عن تلك الفترة «كنا نجوماً في المسرح وأبطالاً في السينما، وثمة فارق كبير بين البطل والنجم، ورغم عشقنا للمسرح فإننا كنا نضطر إلى العمل في السينما وبالنسبة إلي في تلك الفترة فإن أكثر من 90 % من أفلامي لم أشعر بالرضا عنها، على العكس من فؤاد الذي كانت ترضيه أعمال عدة».

حالة الرومانسية والحب بين شويكار والمهندس كانت في قمتها، فالأستاذ يغير على زوجته وحبيبته من نسمات الهواء، فخلال تصوير فيلمهما الجديد «عريس بنت الوزير» نشرت تقارير عن وجود علاقة بين شويكار والممثل الشاب محمد خيري، وهو ما جعله يطالبها بعدم المشاركة في أي عمل آخر معه بعدما شعر بالضيق من تكرار نشر هذه الإشاعات في الصحف الفنية، وهو ما تزامن مع ضغوط أحد أصدقائه المقربين للانفصال عن شويكار، فاتخذ قراراً بطلاقها من دون أن يبلغ. كيف وقع الطلاق، وكيف ردت عليه شويكار؟

التفاصيل في الحلقة المقبلة.

الهانم والأستاذ

كان أصدقاء شويكار في تلك الفترة ينصحونها بأن تنجب من زوجها فؤاد المهندس، خصوصاً أن لديه طفلين من زوجته الأولى والتي لا يزال يتردد عليها باستمرار لمتابعة أولاده، لكنها كانت ترد دوماً بابتسامة أن «أولاده أولادها» ولا فرق بينهم وبين ابنتها منه الله والتي أنجبتها من زوجها الأول وتولى تربيتها فؤاد المهندس.

كانا «الهانم والأستاذ» يريان أن الحب والزواج رباط أكبر وأهم من الأولاد، لأنه في لحظة لو شعرا بعدم التوافق سينفصلان دون أن يشكل لهما وجود أولاد أي عائق، بدليل انفصال فؤاد عن زوجته الأولى رغم وجود أبناء.

على الجانب الآخر، كانت شويكار تهتم ببيتها وزوجها كأي سيدة عادية، تباشر مجمل أموره بنفسها، خصوصاً أن فؤاد كان في الأساس رجلاً شرقياً يحب أن تهتم به زوجته وتباشر شؤونه بنفسها، ومن جانبه كان «بيتوتي» أي يعشق بيته وحياته الأسرية ويجد فيهما متعة خاصة بعيداً عن فنه.

تقول شويكار: «أنا سيدة من لحم ودم، وفؤاد ربى ابنتي منة الله كأنها ابنته، كان بمثابة الأب والصديق والسند، فهي لم تعرف لها أباً غيره. حتى بعد انفصالنا وزواجها لم تتغير الحال أو تتبدل وظلت تناديه بـ «بابا». كذلك علاقاتي بأولاده كانت بمثابة علاقة الأم بأبنائها ودائماً ما كانوا يأتوا لدينا في المنزل أسبوعياً لتناول الغداء كما كان يذهب إليهم يومياً، للاطمئنان عليهم، الأمر الذي شجعها على عدم الإنجاب، ربما تخوفت إذا ما أنجبت أن تتغير علاقاتي بهم كما صرحت سابقاً».