تشهد مناطق الكويت ازدحاماً مرورياً خانقاً منذ مطلع الشهر المبارك، ولم تفلح إجراءات الداخلية في الحد من الأزمة المتفاقمة.
تعيش مناطق الكويت أسيرة الاختناقات المرورية التي تبلغ ذروتها في ساعات ما قبل الظهر وما بعد العشاء، لاسيما منذ بدء شهر رمضان المبارك.ولا يقتصر الازدحام على مناطق بعينها، بل يتركز بشكل أساسي في الطرقات المؤدية إلى العاصمة أو إلى المجمعات التجارية والواجهة البحرية، الأمر الذي تعذر معه أن تؤتي جهود "الداخلية" ثمارها في معالجة الازدحام رغم الجهود التي تبذل على هذا الصعيد، خصوصاً أن طرقات البلاد تتحول خلال فترات الذروة إلى مرآب لما يناهز المليون سيارة وفق بعض التقديرات الأمنية.وفي سياق معالجة هذه الأزمة المتمادية أوضح مساعد المدير العام لشؤون تنظيم السير والتراخيص في الإدارة العامة للمرور اللواء صالح بودستور إن الإدارة العامة للمرور وضعت خطة خاصة لمواجهة الازدحامات المرورية في شهر رمضان المبارك، من أهم ركائزها توزيع 202 دورية مرورية على مختلف الطرق الدائرية والرئيسية، وفي المناطق السكنية وعلى التقاطعات التي تشهد كثافة مرور عالية.وأضاف بودستور في تصريح لـ"الجريدة" أن هذه الدوريات ثابتة ومتحركة، فضلاً عن الاستعانة بدوريات الدراجات النارية للوصول إلى المواقع التي تشهد اختناقات مرور بسرعة أكبر.مشكلة عالميةوأوضح أن ازدحام المرور مشكلة عالمية تعانيها أغلب دول العالم، وما يزيد على هذه المشكلة في الكويت غياب ثقافة المرور عند بعض مستخدمي الطريق وخصوصاً العمالة الوافدة، ناهيك عن عدم تقيد مستخدمي الطريق بالآداب العامة واللوحات الإرشادية للمرور في معظم الشوارع والتقاطعات مما ينتج عنه فوضى عارمة وزحام "خصوصاً ونحن نتكلم عن وجود 1.8 مليون مركبة مسجلة في الحاسب الآلي ونصفها على أقل تقدير تستخدم في الطريق يومياً".الأعمال الإنشائيةوذكر أن ما تشهده البلاد حالياً من مشاريع إنشائية عملاقة في بعض الطرق، وما يصاحب هذه الأعمال من تحويلة للطرق وتغير المسارات يساهم أيضاً في ازدحام المرور، مشيراً إلى أن شهر رمضان يشهد كثافة في حركة المرور خلال فترات الدوامات التي عادة ما تكون متشابهة بين القطاعين الحكومي والخاص بالدخول والخروج، ناهيك عن الحركة المسائية للمواطنين والمقيمين بعد صلاة التراويح خصوصاً في بداية الشهر الفضيل، وفي أواخره كذلك للتوجه إلى الأسواق التجارية أو أداء صلاة القيام.عدم الالتزام بآداب الطريقوشدد بودستور على أن عدم تقيد مستخدمي الطريق، من مواطنين ومقيمين، بالآداب العامة للطريق، أو بتعليمات المرور تعتبر نقطة مفصلية في الوضع العام للطريق، لافتاً إلى أن الإدارة العامة للمرور والجهات الأمنية المساندة من أمن عام ونجدة وقطاعات أخرى عاملة على تنظيم حركة السير، لن تكون قادرة بالشكل الكافي على القيام بعملها إلا بتعاون مستخدمي الطريق، مشيراً إلى أنه من غير المعقول "المناظر التي نشاهدها عند بعض المداخل والتقاطعات من إغلاق جميع الحارات في سبيل تجاوز الآخرين".وأوضح أن الإدارة العامة للمرور تعمل جاهدة على تخفيف ازدحامات المرور، واتخذت عدة قرارات بهذا الشأن، أبرزها السماح للمركبات بالسير على كتف الطريق، وهذه خطوة أولى تتبعها خطوة أخرى تتمثل في التنسيق مع وزارة الأشغال على إعادة تقسيم الشارع إلى خمس حارات بدلاً من أربع، مشيراً إلى أن الإدارة العامة للمرور أقرت كذلك القانون الجديد لمنح رخص القيادة، الذي خفض أعداد الوافدين الذين لهم الحق في الحصول على رخص القيادة، وكذلك تم تفعيل الإجراءات الخاصة بسحب رخص القيادة من الأشخاص الذين حصلوا عليها من دون وجه حق.تضافر الجهودوذكر أن مشكلة ازدحامات المرور تحتاج إلى تضافر الجهود من جميع وزارات ومؤسسات الدولة، ولابد من وجود آلية لتنسيق العمل في هذا الشأن خصوصاً أن هناك من يصور بأن ما تشهده الطرق والتقاطعات من ازدحام المرور هو شأن متخصص بالمرور بشكل بحت، وهذا الكلام غير دقيق لأن قطاع المرور يتحمل جزءاً من المسؤولية، وهناك أسباب كثيرة تقع على عاتق جهات ومؤسسات حكومية، وهي معنية بشكل مباشر بما حدث ويحدث في الشارع حالياً.
محليات
شوارع الكويت تحت رحمة اختناق المرور في رمضان
26-06-2015