قالت الحجي إن جامعة الكويت بدأت في إنشاء مركز للوحدة الوطنية بها، مؤكدة أن وحدة أبناء الوطن ضرورية للحد من تفاقم الطائفية والقبلية داخل المجتمع.

Ad

كشفت مديرة الجامعة بالإنابة، د. حياة الحجي، عن بدء الجامعة في وضع مخطط لإنشاء مركز للوحدة الوطنية بها، لافتة الى ان الوحدة الوطنية لا تدرس بل تبرز من خلال الندوات والملتقيات، وزيارة الطلبة لبلدان أخرى واستقطاب آخرين من خارج البلاد لتحفيز الروح الوطنية لديهم.

وأوضحت الحجي، خلال الندوة التي نظمها قسم التاريخ بكلية الآداب تحت عنوان "الوحدة الوطنية عبر تاريخ الكويت" مساء امس الأول، أن "ما شهدناه في أزمة الغزو العراقي على الكويت، من تلاحم الشعب مع بعضه حد من تفاقم الطائفية والقبلية داخل الوطن"، مشيرة إلى ان "الماديات" أثرت تأثيرا سلبيا على المجتمع الكويتي بوجود نعرات كانت مختفية تماما، مشددة على اهمية الوحدة الوطنية، وأنها اساس وعمود المجتمع في التلاحم والترابط لمواجهة الازمات والحد من الطائفية والقبلية.

السياج الصلب

من جانبه، قال عميد كلية الاداب، د. فيصل الكندري، إن "الوطن هو المكان الاول الذي يحفظ تاريخنا، والوحدة الوطنية هي السياج الصلب، وخط الدفاع الاول عنه"، لافتا الى "الحاجة لأن نقف صفا واحدا خلف القيادة السياسة الحكيمة"، مؤكدا ان "الدين الاسلامي دعا الى نبذ التطرف، ونشر التسامح، ومن الحق علينا صون الوطن صاحب الخير الكثير".

وأضاف الكندري أن الوحدة ممارسة مستمرة لمجاهدة النفس والتغلب على الافكار والقناعات المتعصبة، وتتطلب عدم الانجرار خلف القطيعة والبعد، وتدعو للقرب وصفاء النية، مشيرا الى انها الخيار الامثل للتعايش القائم على الاحترام والتفاعل بين اطياف المجتمع.

أصوات الفتنة

من جهته، شدد رئيس قسم التاريخ في كلية الاداب، د. عبدالهادي العجمي، على ضرورة مواجهة الاصوات الداعية للفتنة، من خلال الارتكاز على بعض التكوينات الماضية للمجتمع الكويتي، كما قام الداعون للفتن بالارتكاز عليها، لافتا الى ان الكويت قدمت نموذجا من خلال شعبها، يحتاج إليه الوضع بالمنطقة، داعيا المجتمع لأن يكون جاهزا للخطاب الحاد تحت ظل حرية الرأي.

واستنكر عضو هيئة تدريس في الكلية، عبد الله الهاجري، محاولات زرع الفتن وزعزعة الوحدة الوطنية والصفوف المرصوصة منذ زمن بعيد، مستعرضا قصص الوحدة الوطنية التي سطرها الشعب الكويتي منذ عام 1920، مؤكدا ان جميع الحروب التي تعرضت لها الكويت، وكان اخرها الغزو العراقي، أظهرت ان الحرب لا تفرق بين الطوائف بل يكون القتل للجميع.

معركة الجهراء... نموذج للتكاتف

أكد عضو هيئة التدريس في الكلية، د. حمد القحطاني، ان «الشعب الذي ليس له وحدة وطنية، ليس له وطن»، مستعرضا نموذجا من التاريخ الكويتي هو معركة الجهراء التي حدثت بقيادة الشيخ سالم المبارك في عام 1921، إذ انتصر الكويتيون بقيادة الحاكم بسبب تعزيزه مبدأ الوحدة الوطنية.

بدوره، أشار عضو هيئة التدريس في الكلية، د. خالد الباطني، الى الوحدة الوطنية التي عززتها المعارك التي تعرضت لها الكويت تاريخيا، خاصة معركة الجهراء التي اظهرت تكاتف الشعب الكويتي في ذلك الوقت، حيث القيام بتقسيم الاعمال والعمل وبناء السور والدفاع، اضافة الى قيام التجار بدعم المستشفيات بالأموال، مقتطفا هذا الكلام من رواية أحد الأطباء العاملين في المستشفى الأميركي التي ذكرها في يومياته.

أما الأستاذ في الكلية، د. احمد الجناعي، فذكر أنه «لا يوجد أي عقل او دين يقبل التصرفات التي جرت يوم الجمعة الماضي»، مشيرا الى ضرورة تسليط الضوء وتبيان الجوانب المضيئة التي اظهرت الوحدة الوطنية الكويتية، وخاصة المقاومة الكويتية التي باسمها تظهر مدى لحمة الشعب الكويتي، مستذكرا ما حدث خلال الغزو العراقي، حيث شكلت الوحدة بشكل عشوائي من الاسر والاصدقاء، وكان هدفها حماية الكويت، وما تبقى من اماكن يسيطر عليها النظام العراقي.