انتقدت مصر بياناً أصدرته منظمة «هيومن رايتس» الحقوقية الأميركية وصفت فيه عمليات الجيش في سيناء بأنها مخالفة للقانون الدولي، واعتبرت الخارجية المصرية أن التقرير «مسيس»، في حين أعلن الجيش المصري أمس الأول ضرب خلية إرهابية في منطقة الواحات بالصحراء الغربية.

Ad

عاد التلاسن مُجدداً بين منظمة «هيومن رايتس ووتش» الحقوقية، والحكومة المصرية، على خلفية العملية العسكرية التي تقوم بها السلطات المصرية في سيناء لتطهيرها من المجموعات المسلحة.

وقالت منظمة «هيومن رايتس ووتش» في تقرير، نشرته أمس، إن قيام السلطات المصرية بإجلاء سكان في شبه جزيرة سيناء قسرا من مناطق متاخمة للحدود مع قطاع غزة يعد «انتهاكا للقانون الدولي».

في المقابل، انتقد الناطق باسم وزارة الخارجية، السفير أحمد أبوزيد، التقرير بشدة، وقال لـ»الجريدة»: «تقارير المنظمة مشبوهة ومسيسة وتبتعد عن المصداقية والحيادية»، مضيفا هناك محاولات يائسة لتشويه صورة مصر وتأليب الرأي العام الدولي عليها، وتابع: «لن نلتفت لمثل تلك الصغائر والأحاديث المغرضة».

من جانبها، اتهمت المنظمة، المعنية بمراقبة حقوق الإنسان على مستوى العالم، الحكومة المصرية بأنها «قدمت للسكان النزر اليسير أو لا شيء على الإطلاق على سبيل الإنذار بالإخلاء ولم توفر لهم الإسكان المؤقت. وقدمت تعويضات كانت غالبا غير كافية عن منازلهم المدمرة ولم تعوضهم على الإطلاق عن الأراضي الزراعية ولم توفر سبلا فعالة للطعن على قرارات الإخلاء أو تهديم المنازل أو مبالغ التعويض».

وذكر التقرير الذي جاء في 84 صفحة ويحمل عنوان «ابحثوا عن وطن آخر» أن الجيش قام على مدار العامين الماضيين بـ«تهديم جماعي وإخلاء قسري لمنازل نحو 3200 عائلة في شبه جزيرة سيناء».

وأضاف أنه «منذ يوليو 2013 وبدعوى القضاء على تهديد أنفاق التهريب قام الجيش تعسفياً بهدم آلاف المنازل في منطقة مأهولة لإنشاء منطقة عازلة على الحدود مع قطاع غزة فدمر أحياء كاملة ومئات الأفدنة من الأراضي الزراعية».

وقالت المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالمنظمة سارة ليا ويتسن، إن «تدمير المنازل والأحياء السكنية وأرزاق الناس هو نموذج مثالي لكيفية الخسارة في حملة لمكافحة الإرهاب».

وأضافت «على مصر أن تشرح لماذا لم تستغل التقنيات المتاحة للكشف عن الأنفاق وتدميرها ولجأت بدلاً من هذا إلى محو أحياء سكنية بأسرها من على الخريطة».

رد الحكومة

في المقابل، دافعت الحكومة المصرية عن القرارات التي تم اتخاذها في سيناء، وأكدت عزم الدولة على الاستمرار في مكافحة الإرهاب، في كل اتجاهات الدولة، خاصة في المنطقة الشرقية، التي تشمل مدن العريش والشيخ زويد ورفح المصرية، وقالت في بيان لها أمس، إنها حرصت على تبني الخطط الأمنية التي تقضي على الإرهاب، مع الالتزام بمعايير وقواعد حقوق الإنسان الدولية المتعارف عليها، لضمان الحفاظ على أرواح وممتلكات المواطنين والحد من معاناتهم.

وأكدت الحكومة أنها قدمت المساعدات الإنسانية للمتضررين من المواجهات الأمنية، ووفرت لهم نظاماً دقيقاً لصرف التعويضات، إلى جانب توفير تأمين طبي شامل لهم، ومراعاة عدم تعريض حياتهم للخطر، والاعتماد على منظومة معلومات دقيقة قبل تنفيذ الحملات الأمنية، والتأكيد على السكان المحليين بالالتزام بمناطق سكنهم خلال تنفيذ الحملات، والالتزام بعدم إطلاق النار على مصدر التهديد قبل أن يبادر هذا المصدر بتهديد العناصر الأمنية، مع مراعاة «الضرورية والتناسبية».

إلى ذلك، يبدأ الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، زيارة رسمية إلى نيويورك، غدا، يترأس فيها وفد مصر في أعمال الدورة 70 للجمعية العامة للأمم المتحدة، خلال الفترة من 25 إلى 28 سبتمبر الجاري، ومن المقرر أن يُلقي السيسي كلمتين في اجتماعات الجمعية، الأولى ستكون في قمة رفيعة المستوى للتنمية، يعرض خلالها وجهة نظر بلاده في مكافحة الفقر والتغير المناخي، والثانية، يُلقي فيها كلمة مصر في الجلسة العامة للجمعية، وتتناول أهم القضايا التي تهم مصر وإفريقيا والوطن العربي.

في سياق منفصل، قبلت محكمة القضاء الإداري بالمنصورة، أمس، الطعون المقدمة من عدد من المرشحين المستبعدين من قبل اللجنة العامة للانتخابات البرلمانية بالدقهلية، من بينهم الإعلامي توفيق عكاشة، واللواء أسامة أبوالمجد.

خلية الواحات

على صعيد آخر، أعلن المتحدث باسم الجيش، العميد أحمد محمد سمير، تفكيك خلية إرهابية مسلحة، وصفها بـ»شديدة الخطورة» في منطقة الواحات البحرية، في صحراء مصر الغربية، التي شهدت قبل نحو أسبوعين مقتل 10 سائحين مكسيكيين بالخطأ أثناء مطاردة الجيش لعناصر إرهابية.

وأوضح المتحدث باسم الجيش، في بيان نشره على «فيسبوك»، أمس الأول، أن الخلية خططت لارتكاب عمليات إرهابية ضد أهداف حيوية ومصالح أجنبية داخل نطاق محافظات الجمهورية، خلال عيد الأضحى. وأشار إلى أنه تم قتل 10 إرهابيين، وإصابة آخر تم التحفظ عليه، وتدمير ثلاث عربات دفع رباعي مسلحة، ومخزن يحوي كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر والمتفجرات، وبرميلين بداخلهما مواد ناسفة.

في السياق، تمكنت قوات الجيش والشرطة، أمس الأول، خلال اليوم الخامس عشر من عملية «حق الشهيد»، من قتل 9 عناصر «إرهابية»، وضبط 17 مشتبهاً فيهم، وتدمير 25 خندقاً، وعدد من العبوات الناسفة، في حين تمكنت القوات البحرية من إنقاذ زورق سياحي، على متنه سائحون روس وتشيكيون من الغرق في البحر الأحمر قبالة سواحل مدينة الغردقة.