إبراهيم الصلال: من خلف الكواليس إلى الواجهة مصادفة (1-2) بدأ حياته الفنية عام 1952 بمسرحيات تاريخيَّة ودينيَّة
ولج الفنان إبراهيم الصلال المجال الفني متبعاً نداء الهواية، إذ بدأ من الصغر بممارسة التمثيل المحبب إلى قلبه، فهو كان يمثل مع ابناء «الفريج» والزملاء في المدرسة من خلال المسرح المدرسي، وتحديداً منذ عام 1952 من خلال تقديم المسرحيات التاريخية والدينية والروائية من خلال الأعمال القصصة وكان أول عمل له في «حرب البسوس» في عام 1952 ثم في الأندية الصيفية.وفي مرحلة لاحقة، من حياته استمر الصلال بممارسة هوايته في التمثيل في نادي المرقاب ومدرسة صلاح الدين، من 1954 إلى 1956 وكان معه في المدرسة الفنان سعد الفرج.وفي العام 1953، انتقل والده من قرية الفنطاس إلى مدينة الكويت في المرقاب، حيث تعرف في المدرسة إلى عدد من الزملاء منهم: عبدالعزيز المسعود، ومحمد السنعوسي، وثامر السيار، ومجموعة كبيرة من الفنانين في الساحة الفنية. ومارس هوايته على نطاق أوسع من قرية الفنطاس في المسرح المدرسي والأندية الصيفية. عقب هذه المرحلة، شارك مع الفنان عبدالعزيز المسعود حتى سمعا أن المسرح الشعبي يستقبل أعضاء جدداً بقيادة الفنان محمد النشمي، وذهب الصلال إلى مقر المسرح لنيل العضوية ولكن رُفض طلبه لصغر سنه ولأنه ما زال طالباً.يتذكَّر الصلال هذه المرحلة قائلاً: «تعرفت إلى الزميل عبدالعزيز المسعود، وعملنا معاً حتى عام 1956. في ذلك الوقت، لم تكن ثمة وسائل إعلام مثل الاذاعة والتلفزيون والصحافة، كنا نعكس المشاكل بأسلوب ساخر وكان الجمهور يتجاوب مع ما نقدمه، وأول أجر تسلمته من التمثيل نحو 65 روبية (ما يعادل سبعة دنانير ونصف الدينار). لم تكن المادة شيئاً أساسياً بقدر ما كان حبنا للمسرح هو المهم}.{سكانه مرته}في عام 1959، عاود الكرَّة متقدماً لطلب العضوية في المسرح الشعبي، وفعلاً انتسب إلى الفرقة، وشارك في معظم الأعمال المسرحية المرتجلة التي كانت تقدم آنذاك. تتلمذ على يد كل من الفنان عبد الرحمن الضويحي وعبد الله خريبط ومحمد النشمي. أما أول عمل جماهيري عُرف من خلاله فكان مسرحية {سكانه مرته} (1964)، وأدَّت المصادفة في اسناد أحد الأدوار إليه، إذ عمل في المسرح ملقناً وفي بعض الأمور الإدارية فضلاً عن الانخراط في إعداد المسرح، حتى اتيحت له فرصة التمثيل في مسرحية {سكان مرته} عام 1964. وكانت لهذا الدور قصة، فقد كان الأخير مسنداً إلى شخص آخر هو الفنان محمد القصار ولكنه شعر بتوعك في صحته ودخل المستشفى قبل بداية عرض المسرحية بأربعة أيام. وحيال هذا الظرف الطارئ، أسندت إدارة المسرح الدور إلى إبراهيم الصلال، وهو دور لرجل كبير السن، فيما كان عمر الصلال وقتها 18 عاماً. وساعد على نجاحه في الشخصية أنه كان يعمل في المسرح كملقن، وكان يحفظ عن ظهر قلب أدوار الشخصيات كافة في العمل. عقب هذه المشاركة، تم اعتماد أوراقه في التمثيل واصبح عنصراً اساسياً في أعمال المسرح الشعبي وتتالت المشاركات. ومن هذه الأعمال: مسرحية «الله يا الدنيا» و{1، 2، 3، 4 بم» و{حفلة على الخازوق» و{عريس لبنت السلطان» و{للصبر حدود»، وغيرها من أعمال. وحرص الصلال على إن يسخر خبراته الفنية كلها في خدمة المسرح مانحاً جلّ وقته إلى «أبي الفنون»، وهو يرى أن هذا الحرص ينطلق من اكتشاف عمق الحياة المسرحية وجوهرها في إطار تبدل هذه الحياة بين الفنان وجمهوره.تجربة الإخراجأخرج الصلال لفرقة المسرح الشعبي ثلاث مسرحيات هي {العلامة هدهد} ومسرحية {مدير طرطور} ومسرحية {في قلب القنديل. عن الأخيرة يقول: {لا أخشى منافسة أحد ولكن تجربة الإخراج المسرحي مارستها منذ ما يقرب من ثلاثين عاماً كمسرح روائي وليس نصاً معداً للمهرجان لا تتجاوز مدة عرضه خمسين دقيقة. كنت أسعى إلى تقديم رؤيتي الإخراجية من خلال هذه الأعمال لأني شعرت أن ثمة أموراً أود إيصالها».مشاركات خارجيةأول مهرجان مسرحي شارك فيه الصلال كان من خلال عروض مسرحية {1، 2، 3، 4 بم} عام 1971، على هامش في مهرجان دمشق للفنون المسرحية. شارك في عروض مسرحية {حفلة على الخازوق} على مسرح سيد درويش في القاهرة في الأول من مارس 1977، وفي مايو من العام نفسه عرضها في مهرجان دمشق للفنون المسرحية. كذلك شارك في عروض مسرحية «عريس لبنت السلطان} التي قدمت في دولة الإمارات العربية المتحدة في مارس 1978.وفي الأسبوع الثقافي الكويتي في كل من الجزائر وليبيا في أبريل 1978 وفي الأسبوع الثقافي الكويتي في بغداد عام 1979. ومن أبرز أعماله في المسرح مشاركته مع الفنان عبدالحسين عبدالرضا في عروض مسرحية {فرسان المناخ} في معظم دول الخليج: قطر ومملكة البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة. كذلك شارك في مهرجانات عربية أخرى من بينها المهرجان التجريبي بالقاهرة أعوام 1989، 1995، 1997، 1998، 2004، وفي مهرجان أيام الشارقة المسرحية عام 2006. عمل لمدة ثلاثة أسابيع متواصلة مع صالح موسى وقدما مسرحية {دعوة اجتماع} في مدرسة الخالدية من دون مقابل لأنه عضو مجلس أبناء الطلاب في المدرسة. ومن ضمن أعماله التي تزامن عرضها مع مناسبات وطنية وإقليمية مسرحية {جنون البشر} مع عدد كبير من نجوم التمثيل. عُرضت في مؤتمر قمة قادة دول مجلس التعاون الخليجي. وفي مهرجان المسرح الخليجي الأول في الكويت، قدّم مسرحية {الثمن} عن نص لموليير إعداد عبدالعزيز السريع وإخراج فؤاد الشطي، مع كنعان حمد وجاسم النبهان وسعاد حسين في عام 1988، فيما قدَّم في المسرح الخاص مسرحية {هالو بانكوك} مع محمد السريع عبدالعزيز المسلم وعدد من النجوم.أعمال إذاعيةفي مجال الإذاعة، شارك في كثير من الأعمال والبرامج الإذاعية التي لا يزال بعضها مستمراً إلى يومنا. على سبيل المثال: {نافذة على التاريخ} و{نجوم القمة} و{الكويت كلمة السلام} و{ذكريات منسية} و{روائع المسرح العالمي} و{السيرة النبوية لابن هشام} و{من هدي النبوة}. وشارك في مسلسل {بو دباس}، تأليف الشاعر المذيع حيدر مرداس الهزاع وإخراج أحمد الضرمان. يحكي المسلسل الإذاعي قصة الشاعر البدوي {بو دباس} في 30 حلقة مدة الواحدة منها 15 دقيقة. كذلك شارك في مسلسلات دينية وتاريخية عدة، وتعاون مع كثير من المخرجين، من بينهم: علي المفيدي، وعبدالامام عبدالله، وعبدالعزيز الفهد.دراما تلفزيونيةحصل الصلال على أول أجر من التلفزيون عام 1962، وقدره 15 ديناراً في تمثيله مع المخرج محمد عباس. تم تصنيفه في الفئة الثالثة، ثم تدرَّج إلى أن وصل إلى الفئة الخاصة. وشارك في أعمال تلفزيونية عدة من بينها {لن أمشي طريق الأمس} حيث جسَّد دور بوراشد مع الفنان عبدالحسين عبدالرضا وعمر الحريري وزيزي مصطفى، وشهد المسلسل مشاركة نجوم كثيرين من الكويت ومصر.ولأنه أصبح عنصراً أساسياً في المشهد الدرامي الكويتي شارك الصلال في معظم الأعمال والبرامج التلفزيونية والإذاعية، منها {بيت الولد} مع حياة الفهد وعبدالعزيز المسلم ومن تأليف مبارك الحشاش وإخراج عبدالرحمن الشايجي، و{أصوات للحب} من تأليف وليد أبوبكر وإخراج حسين الصالح الدوسري، ومسلسل {فهد العسكر} مع عبدالرحمن الضويحي، ومسلسل «مذكرات جحا»، و{الجوهرة»، و{الحائط وراء القضبان»، و{دنيا الدنانير»، و{طيور على الماء»، و«أصوات للحب»، {ابن سينا»، و{ابن الحطاب»، و{الطابق الثالث»، و{صغيرات على الحب»، و{البخلاء»، و{خرج ولم يعد»، و{درس خصوصي»، و{بين الحاضر والماضي»، و{بساط الفقر»، و{الأب»، و{عيال الفريج»، و{سيندريلا»، و{ميلاد أمه»، و{العائلة»، و{بوصالح يريد حلا»، «الأقدار»، و{أجلح وأملح»، و{المصير»، و{علاء الدين والمصباح السحري»، و{ضيعة أم سالم»، و{سلمان الفارسي»، و{بو مرزوق»، و{المنزل»، و{الحدباء»، و{لم تكن أمنيتي»، و{البحار الصغير»، و«لن يبقى إلا الحب»، و{ابتسم مع الصلال»، و{ميزان العدالة»، و{بيت الوالد»، و{أوبريت التحرير»، و{سوق المقاصيص»، و{ديوان السبيل»، و{جرح الزمن»، و{بيت العائلة»، و{لا طبنا ولا غدا الشر»، و{ثمن عمري»، و{خليل في مهب الريح»، و{فريج صويلح»، و{عتيج الصوف»، و{الأخ صالحة».يعتز الفنان إبراهيم الصلال بمشاركته في مسلسل «الأقدار}، وقال عن هذه الشخصية: {أحد الأدوار التي أعتز بها رغم صغر مساحته، فقد أبدعت فيه واستحسنه الجمهور وترك أصداء جميلة، ليس على مستوى الكويت بل في الخليج}.يعتبر الصلال أحد أبرز نجوم الكوميديا الساخرة في الكويت. اقترن اسمه بكثير من الأعمال المتميزة التي عرفه الجمهور من خلالها على خشبة المسرح، عبر كاميرا التلفزيون وميكروفون الإذاعة في أدواره الجيدة وأدائه المتقن.لمحة ذاتيةالفنان القدير إبراهيم مزعل هزاع الصلال من مواليد 15 مارس 1940، حاصل على دبلوم العلوم الإدارية من المملكة المتحدة عام 1968. متقاعد من ديوان الموظفين. متزوج وله من الأبناء ستة أكبرهم خالد... ترأس مجلس إدارة فرقة المسرح الشعبي في أكثر من دورة، ولد وتربى وترعرع في قرية الفنطاس، وقد كان والده مسؤولاً عن هذه القرية وضواحيها حيث كان يعمل قاضياً واماماً وخطيباً لمسجد القرية، وكان ناظراً ومدرساً قبل افتتاح المدرسة النظامية في هذه القرية. درس في مدرسة الفنطاس وفي المعهد الديني، ثم مدرسة صلاح الدين النموذجية.سفرأول مرة سافر الفنان إبراهيم الصلال خارج الكويت كانت عام 1953، مع والده إلى البصرة حيث أمضى عشرين يوماً... كان لوالده في ذلك الزمن معارف وأصدقاء.أما السفرة الثانية فكانت مع والده كذلك إلى الهند عن طريق البحر، حيث كان والده مساهماً في تأسيس إحدى المدارس مع تجار من أهل الكويت، كذلك كان يشرف على أعماله هناك وتعليم طلبه في هذه المدارس. عندما عمل في دائرة المالية {شؤون الموظفين} كانت الحكومة في ذلك الوقت، تعطى الموفد الذي كان يأخذ اجازة تذاكر سفر. وسافر الصلال مع أسرته إلى القاهرة عام 1959 على متن طائرة كويتية (فايكونت).وظائف متنوعةاتسم الفنان إبراهيم الصلال بالجد منذ نعومة أظفاره، لذلك بدأت مسيرته المهنية في سن مبكرة من حياته، وكانت الوظيفة الأولى له في وزارة الأوقاف عام 1955، وكان عمره 13 عاماً. ثم عمل في إدارة المطبوعات والنشر عام 1957 في مطبعة الحكومة، واشتغل في قسم التجليد والتجميع. كذلك التحق بديوان الموظفين، وعُين بعد ذلك محققاً ثم أمين صندوق إدارة السجون، ثم في إدارة الجوازات في وزارة الداخلية، وعمل موظفاً بديوان الموظفين مرة أخرى حتى تقاعد عام 1983.
توابل
إبراهيم الصلال: من خلف الكواليس إلى الواجهة مصادفة (1-2) بدأ حياته الفنية عام 1952 بمسرحيات تاريخيَّة ودينيَّة
13-07-2015