• حدثنا عن أوضاع المسلمين في فنلندا؟

Ad

- المسلمون يعتبرون أقلية في مجتمع متعدد الديانات، حيث يبلغ عدد المسلمين في فنلندا مئة ألف مسلم، ويمثلون نسبة 2 في المئة من الشعب الفنلندي، الذي يبلغ تعداده حوالي خمسة ملايين نسمة ونصف المليون تقريباً. 

• ما طبيعة علاقة المسلمين في فنلندا مع أصحاب الديانات الأخرى؟

- المسلم يحب التفاعل مع الغير، وفق مفاهيم المحبة والسلام التي دعا إليها الإسلام الذي يرفض العنف والإكراه، ولا يرضى بالتعصب لفكر معين، ويدعو إلى التعايش السلمي المشترك، ويعطي للجار حقوقاً تصل به إلى حد المقاسمة في المال والطعام دون نظر لديانته أو جنسه ولونه. ويجب ألا يمثل اختلاف الناس في أعراقهم وألوانهم ومعتقداتهم حائلاً يعوق التقارب والتسامح والتعايش الإيجابي، ولا ينبغي أن يكون سبباً للنزاع والشقاق بين الأمم والشعوب، بل الأحرى أن يكون الاختلاف والتنوع دافعاً إلى التعارف والتعاون والتآلف بين الناس، من أجل تحقيق ما يصبون إليه من تبادل للمنافع وتعاون لإثراء الحياة والنهوض بها. 

• ما دور دار الإفتاء في فنلندا؟

- لهيئة الإفتاء في فنلندا دور مهم، حيث تقدم من خلال لجانها في أنحاء فنلندا الخدمات الدينية التي تشمل الفتوى في شؤون المسلمين، والإشراف على المساجد ومراكز تحفيظ القرآن الكريم، بالإضافة إلى عقد الندوات الإرشادية في المدارس والمراكز الإسلامية. 

• وكيف ترى دور المؤسسات الدينية في العالم الإسلامي؟

- هناك تعاون مع أغلب المؤسسات الدينية في الدول العربية والإسلامية، للتعرف على القرارات والفتاوى التي تتعلق بالمستجدات والنوازل، والقضايا الفقهية التي تستجد في حياة المسلمين الذين يعيشون في البلدان الغربية، مما يحتاج إلى اجتهاد العلماء.

• هل يقبل المسلمون في فنلندا على الدروس الدينية؟

- بالتأكيد، فالدين هو الحياة، فقد أرسل الله سبحانه وتعالى دينه الحق إلى الناس جميعاً ليلتزموا فيه بالعقيدة والعبادة والأخلاق والمعاملات وفي السياسة والاقتصاد والتربية والنشأة والتعليم.

• ما رأيك في مطالبة البعض بفقه الأقليات حتى يناسب طبيعة البلدان التي يعيشون فيها؟

- الفقه هو الفقه، لا يرتبط بأقلية أو بأكثرية، فالمسلمون الذين يعيشون كأقلية في بلاد غير إسلامية، قد يستطيعون تطبيق مثلاً 90 في المئة من أحكام الدين والالتزام بتعاليمه، أما إخوانهم في بعض البلاد الإسلامية فربما لم يستطيعوا أن يطبقوا إلا 30 في المئة، لذلك فليدع علماؤنا الأفاضل الأقليات في شأنها، وليجيبوهم فقط عن الأسئلة التي توجه إليهم، وهذا لا يسمى فقه الأقليات، وإنما يسمى فتاوى مناسبة للسائلين. 

• هل بإمكان الفكر الإسلامي اليوم أن ينتج ثقافة أو معرفة عالمية؟

- لا شك أن المسلمين منتشرون اليوم في كل أنحاء العالم، وهم يخاطبون غير المسلمين، والدعوة الإسلامية ستحقق نجاحاً كبيراً خارج بلاد المسلمين، حيث إن الإنسان الغربي يعتنق الإسلام بعد بحث واقتناع وتفكير، وعدد المسلمين يتزايد في أوروبا وأميركا، وفي كثير من البلدان غير الإسلامية، وهذا دليل على صلاحية الإسلام لكل زمان ومكان، وأيضا دليل على أن الإسلام يلبي احتياجات هؤلاء الناس. 

• انطلقت عدة دعوات تطالب بضرورة مراجعة بعض الأحكام التي لا تناسب الواقع في نظرهم؟

- دين الله سبحانه وتعالى كله صواب، وليس بحاجة إلى مراجعة أو تصحيح أو تجديد أو تبديل، وهذا مما حفظ الله سبحانه وتعالى دينه، إنه دين خالد، جاء به محمد (ص)، وسيبقى إلى قيام الساعة محفوظاً من عبث العابثين أو افتراء المفترين.

• لماذا يرمى الإسلام في عمومه بالتطرف؟

- لا شك أن أعداء المسلمين يريدون أن يسموا هذا الدين الحنيف بالتطرف، فإذا فعل أحد المسلمين خطأ، ذكروا أنه مسلم، وذكروا عقيدته، وانتماءه الديني، أما إذا فعل غير المسلم شيئاً، فإنهم ينسبونه إلى قوميته أو جنسيته أو لونه إلى غير ذلك من الاعتبارات.

• ماذا تقول عن المنظمات الإرهابية التي تستتر وراء الدين مثل "داعش"؟

- الإرهاب مرفوض بأشكاله كافة، والإسلام حرمه، والمجتمعات الإسلامية تعاني الويلات من العنف والإرهاب، كما تعاني كثيراً من انحراف التيارات المتطرفة التي يجب مواجهتها لاتقاء شرها.

• كيف تكون المواجهة؟

- بفتح حوار مع الجماعات المتطرفة، والوصول إلى معاقلهم، وفتح قنوات التواصل والحوار معهم، لتصحيح المفاهيم المغلوطة لديهم، فالغرب يريد للأمة الإسلامية والعربية أن تدخل في صراع يؤدي إلى تمزقها وإضعافها.

• برأيك ما الأسباب التي تقع وراء الإلحاد؟

- الإلحاد عرف منذ القدم، وأول من ألحد هو إبليس لعنه الله، أي جحد بنعمة الله تعالى عليه بالمعرفة، ودرج أتباعه من الإنس والجن على هذه الأمور، حتى أنكروا وجود الخالق سبحانه وتعالى، لكن بفضل الله فإن الإلحاد اليوم ينحسر، و الرجوع إلى الدين وخاصة الدين الإسلامي يتزايد، حيث إن الإسلام هو الدين التام، والدين الذي يزيد ولا ينقص، كما عرف عن صحابة رسول الله (ص)، حتى يرث الله الأرض ومن عليها.

• ما المطلوب من علماء الأمة لمواجهة هذه التيارات سواء الدينية أو الإلحادية؟

- يجب أن يدرك العلماء أن دورهم ليس إعلان الحرب في المنابر، وتركيز خطابهم على الإجرام والإرهاب والقتل، لأنها ليست مهمتنا حتى لا تشتعل الفتنة، ضد أبناء المسلمين من بعض الذين وقعوا أسرى لأفكار خاطئة وتنظيمات متطرفة، فالمفترض إفهام هؤلاء أن واجبهم الشرعي عدم قتال بعضنا لبعض، ولا يجوز الدعوة إلى تكفير المسلم.