مع حلول عيد الفطر المبارك، شكا سكان قطاع غزة المحاصر منذ سنوات الفقر والتهميش، وواصلت الأحزاب السياسية النزاع على السلطات والتناطح من أجل كسب حقائب وزارية، دون الالتفات للدمار الذي حل بالشريط الساحلي الصغير، وتشرد آلاف العائلات عن مساكنها المدمرة بسبب الحروب الأخيرة.

Ad

أبو حسن صاحب أحد محلات الملابس في حي الشيخ رضوان شمال غزة، يشكو من ضعف إقبال المواطنين على شراء ملابس العيد رغم تلقي الموظفين رواتبهم، مشيرا إلى خسائر يتكبدها التجار في تلك المواسم.

ورد أبو حسن خلال حديثه لـ"الجريدة"، ضعف الحركة الشرائية رغم ازدحام الأسواق بالمواطنين، إلى الأوضاع الاقتصادية المتدهورة في غزة، وعدم توافر فرص العمل، واعتماد السكان على المعونات والجمعيات الخيرية.

ويشهد قطاع غزة هذه الأيام ازدحاما مروريا واسعا من المواطنين على المحلات والأسواق التجارية، لشراء القليل من مستلزمات العيد الضرورية، غير ان أكثر الرواد من الشباب يتجولون بهدف التقاط صور "سيلفي"، حسبما قال الشاب الفلسطيني يوسف مزهر لـ"الجريدة".

وأضاف مزهر وهو شاب في الثلاثينيات من عمره، وعاطل عن العمل منذ تخرجه من الجامعة قبل نحو عشر سنوات، أن "غالبية الشباب يتجولون في الأسواق لمشاهدة الجديد من الملابس ولوازم العيد، والتقاط صور سيلفي لنشرها على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي"، محملا معاناة الشباب وفقرهم للحركات السياسية، خاصة حركتي فتح وحماس اللتين تحتكمان في شطري الوطن.

وتواصل حركتا "فتح" و"حماس" الحرب الإعلامية منذ سنوات، لكن الأمر الملفت أنه لم يعد ذلك يحظى باهتمام المواطن، إذ اتهمت أمس "حماس"، حكومة التوافق بممارسة سياسة التمييز والتهميش ضد أهل غزة، والتورط في مشروع ما أسمته "استئصال حماس في الضفة".

وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس زياد الظاظا، إن دور حكومة التوافق غير موجود، ولا يملك وزراؤها إمكانية اتخاذ أي قرار دون العودة إلى الرئيس، موضحا ان "موظفي غزة وأجهزتها الأمنية بقوا على رأس عملهم حفاظا منهم على أمن وسلامة القطاع، وهو ما اعتبرته السلطة حكومة ظل، ورفضت التعامل معهم أو إعطاءهم رواتبهم".

بدوره، بين المتحدث باسم حركة فتح أحمد عساف، أن "من رفض المشاركة في حكومة الوحدة الوطنية هو الذي يتهرب من المصالحة ولا يريد الوحدة الوطنية"، مؤكدا أن المعادلة التي تعمل على أساسها حركة حماس باتت مكشوفة، فكلما تعمقت مفاوضاتها مع الاحتلال الإسرائيلي تزيد من وتيرة هجومها على الرئيس الفلسطيني، وان تصريحاتها ضد الرئيس وحركة فتح ما هي إلا قنابل دخانية لتغطية اتفاقاتها السرية مع الاحتلال لفصل قطاع غزة.