غادة عبد الرازق: أنا أكبر كدابة في الدنيا

نشر في 20-06-2015 | 00:01
آخر تحديث 20-06-2015 | 00:01
No Image Caption
نجمة مصنوعة من الدهشة والحضور والإثارة ،خلطة من التمرد والأنوثة والتجارب والعذاب والنجاح، تثير الجدل وتحب الاختلاف وتعشق التفوق وتهرب من الفشل، من الصعب استفزازها ومن السهل جداً اكتشافها إنها غادة عبد الرازق.
رغم أن غادة من برج السرطان، إلا أنها تخاف جداً من البحر. ورغم أنها تجيد السباحة، إلا أن ذاكرتها من الصعب أن تحذف مشهداً كادت أن تغرق فيه بأحد شواطئ الإسكندرية، ما رسب في داخلها عقدة قوية لغاية الآن.

أما البحر الذي تجيد السباحة فيه ببراعة فهو - كما قالت لي - بحر الحب وأكبر دليل على ذلك زواجها المبكر جداً (في السابعة عشرة من عمرها)، وأنجبت ابنتها الوحيدة «روتانا»، وتعترف بأنها تسرّعت في هذا الزواج الذي حرمها أن تعيش مراهقتها، فلم يكن لها فارس أحلام أو ابن جيران تبادله النظرات والمواعيد الغرامية مثل كل البنات. وبعد ذلك الزواج، تعددت زيجاتها وأصبح أكثر سؤال يزعجها: أتجوزتي كام مرة؟، أحياناً ترد 4 وأحياناً 5، ولكن  ثمة من يؤكد أن الرقم أكثر من ذلك.

ورغم كل هذه الزيجات ترفع غادة شعار: كل الرجالة خونة وكدابين وتتفاوت نسب الكذب والخيانة من رجل إلى آخر.

وإذا سألتها: وأنتي؟ تنفجر ضحكتها وترد: «بالعكس أنا دايما بأقول إني أكبر كدابة في العالم».

«ونسيت أني امرأة»

وتقول لي غادة بثقة إن مفتاح جهاز رادارها العاطفي دائماً في يدها، وإن قلبها صعب يفتح أبوابه لأي شخص ينقصه الذكاء.

سألتها: أتخدعتي في الحب؟

ردت: بمزاجي لأني بطبعي شكاكة أوي... باشك في أي حاجة في الدنيا... ممكن أشك في أقرب الناس إلي... أشك في صوابع أيدي... تخيل أني ممكن أشك في حاجة عملتها وخلصتها وأحس أني ماعملتهاش.

قلت لها: الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس لديه رواية اسمها «ونسيت أني امرأة» فهل عانيت من هذا الإحساس؟

انفجرت ضحكتها، وهي تقول: «أحيانا بتيجي لي لحظات انطواء واكتئاب، فأقعد في البيت من دون أن أرى أحداً أو أشاهد التلفزيون أو أعمل أي شيء، واللحظات دي بتعدي عليَّ كتير أوي، ويمكن لها علاقة بمهنة التمثيل اللي بترهق الجهاز العصبي من الدخول في شخصيات مختلفة والخروج منها».

وعندما كانت غادة طفلة صغيرة  نمت في داخلها عقدة بدأت تفك شفرتها عندما عادت بالذاكرة إلى الوراء: «كان الجيران أمامنا لديهم قطط كثيرة صغيرة وكانت لي صديقة اسمها ريم شقية جداً، اتفقت معي أن نخبئ القطط الصغيرة في صندوق، بعيداً عن العيون، وبالفعل وضعنا القطط في الصندوق وأغلقناه عليها، وكانت النتيجة أن ماتت كلها مخنوقة».

أطول ممثلة

ومن أكثر العقد التي تعاني منها غادة الأماكن المرتفعة.

سألتها: عندك عقدة من أنك أطول ممثلة في مصر (178سم)؟ فردت: بالعكس أنا مش حاسة أني طويلة.

طب وأنتي في المدرسة كان فيه أي مدرس عمل لك عقدة؟

أنا اللي كنت معقدة المدرسين وزميلاتي في المدرسة.

وغادة  تعترف أنها شخصية (مطرقعة).

«يعني أحب أغير شكلي ولون شعري، ومش بأخاف من أي صدمة ممكن تصيب من يراني لأني ملولة جداً، وبأزهق بسرعة وبأحب التغيير طول الوقت، وربما كان ذلك أحد أسباب عصبيتي وغضبي الذي ليست له مؤشرات، فأنا في حالة الغضب كائن لا يحتمل وممكن أخسر ناس من دون أن أدري».

ومن الأمور التي تحرص عليها غادة، من حين إلى آخر، هواية ركوب الخيل التي تمنحها الإحساس بالحرية، كما أنها تعشق الرقص وتتحول خلاله إلى نغمة موسيقية حائرة تبحث عن نوتة موسيقية تستقر فيها.

ومن الصعب أن تتعامل مع غادة بمجرد أن تستيقظ من النوم، لأنها تستغرق وقتاً طويلا لتستيقظ وتصبح قادرة على تبادل الحوار.

على غرار كل امرأة، تعيش غادة على أذنيها، أحياناً، وتحب النميمة والحكايات والقيل والقال.

أما السطر الأول في شخصيتها فهو إحساسها الزائد عن الحد بنفسها والذي يجعلها ترغب في أن تكون موضع اهتمام في أي مكان تذهب إليه، ولو حدث ودخلت مكاناً ولم يشعر بها أحد تتضايق.

وغادة تحب مشاهدة أفلام الرعب والقتل والعنف لدرجة أنها من الممكن أن تشاهد 3 أو 4 أفلام من هذه النوعية دفعة واحدة كل ليلة قبل النوم، وهي من الشخصيات الموسوسة طول الوقت في فنها وحياتها وعلاقاتها وأفكارها ومشاعرها وقراراتها، وإذا سألتها: ما أحب ساعة في اليوم عندك؟ تجيبك فوراً: «أنا من عشاق الليل ويومي الحقيقي يبدأ بعد منتصف الليل»، وتكمل: «أنا أيضا من عشاق الصيف، لأن الشتاء بيعمل لي حالة شجن وحزن غريبة».

أما الحزن العميق الذي يسكن قلبها فقد بدأ منذ فقدت والدها ووالدتها وشقيقها خليل في فترات زمنية متقاربة، وكان خليل، بالنسبة إليها، حائط صد ضد أي صدمة تحاصرها أو أزمة تواجهها.

وإذا أردت أن تعرف نقطة ضعف غادة، فهي ابنتها «روتانا» التي تراها فرحة عمرها وأكبر حب يحتل مشاعرها.

يوم النكد

ودموع غادة ليست عصية إنما سهلة، خصوصاً  في اللحظات التي تكون فيها مخنوقة وتصعب عليها نفسها، وهنا بالتحديد تعمل «فلاش باك» لكل الذكريات البشعة والمواقف الصعبة التي مرت بها وتطلق على هذا اليوم (يوم النكد).

وإذا واجهت غادة تيار الغدر من أي شخص تنعزل وتبتعد عنه فوراً، ومن المستحيل أن تعيد حساباتها معه مرة أخرى.

أما رياح الغضب التي قد تصيبها من حين إلى آخر، فاكتشفت أن الشوكولا قد يكون علاجاً حاسماً لها.

ليست غادة من هواة المشاكل، لكنها لا تترك حقها.

سألتها: ذهبت لطبيب نفسي؟

أجابت: طبعاً... مرة واحدة فقط، كنت محتاجة لأذن تسمعني وعقل يفهمني وشخص ممكن أفضفض معاه من دون خوف.

سألتها: أيهما أكثر في حياتك، الهزائم أم الانتصارات؟

ردت: مش بأحسبها لأن حياتي فيها مكسب وخسارة، المهم أن الخسارة ما تخسرنيش نفسي، لأني بأحب غادة وبأخاف عليها وبأحس أنها غلبانة ومحتاجة حد يطبطب عليها طول الوقت.

back to top