قتل أكثر من 100 شخص يعتقد أنهم من حزب العمال الكردستاني أثناء عملية عسكرية واسعة مستمرة منذ خمسة أيام في جنوب تركيا، التي شدد الرئيس رجب طيب إردوغان على أنه لن يسمح بقيام دولة مغايرة داخلها.

Ad

وتمت تعبئة عشرة آلاف عنصر مدعومين بدبابات للهجوم غير المسبوق بحجمه على مدينتي جيزرة وسيلوبي الواقعتين في محافظة شرناك القريبتين من الحدود السورية والعراقية، علماً بأن المدينتين تخضعان لحظر تجول منذ أيام.

وقام قائد القوات المسلحة الجنرال خلوصي اكار بتفقد قواته أمس الأول في المنطقة، حيث اطلع على مدى تقدم العملية. وأعلن الجيش أن «العمليات في المنطقة ستتواصل بتصميم حتى إعادة النظام العام».

وقصفت طائرات تركية مقاتلة أقلعت من قاعدة دياربكر معسكرات للحزب في شمال العراق، بينما أصبح حي سور في المدينة القديمة في دياربكر ساحة معركة، على غرار مدينة نصيبين المجاورة.

واستغل ناشطو «الكردستاني» وميليشيا حركة الوطنيين الثوريين الشبابية فترة الهدوء سنتين لترسيخ وجودهم في المدن «المحررة»، وحفروا الخنادق ونصبوا الحواجز لمنع دخول قوات الأمن، ما أدى إلى شل الحركة في هذه المدن.

وأدت المعارك، التي انتقلت من المناطق الريفية والجبلية التقليدية المعهودة إلى المدن، إلى نزوح نحو 200 ألف شخص من المنطقة التي تكبّدت خسائر هائلة، وباتت صورها التي تشمل منازل ومدارس ومستشفيات مدمرة تذكر بسورية المجاورة.

كما استدعت وزارة التعليم مدرسيها من المنطقة، وانقطع العام الدراسي بشكل مفاجئ، وكذلك الخدمات الصحية، لنقص الأطباء الذين غادر أغلبهم منطقة القتال.

واعتبر الرئيس إردوغان أن «78 مليون مواطن في تركيا هم أمانة في أعناقنا، ولا مجال للتفرقة العرقية أو المذهبية فيما بيننا»، مشيراً إلى أنه «لن يسمح بوجود دولة مغايرة داخل الدولة التركية، ولا نريد السيطرة على أي دولة أخرى أو المساس بسيادتها، ونسعى لأن تحقق كل دولة سيطرتها التامة على أراضيها، فالعالم الإسلامي يتطلع إلى تركيا الجديدة، ويريد منها أن تكون رائدة وقوية في هذا العالم».